| العالم اليوم
دعوات الاستقصاء التي ترتفع الآن في واشنطن وموسكو وأكثر من دول مجاورة لأفغانستان كالهند وطاجيكستان وايران لاستبعاد حركة طالبان من أي دور في اختيار الحكومة المؤقتة القادمة لحكم باكستان دعوات متسرعة وانفعالية لا تخدم الهدف النهائي الذي يسعى اليه الجميع والقاضي بإحلال السلام والاستقرار في هذا البلد الذي دمرته الحروب المتواصلة لقرابة الربع القرن. فحركة طالبان شئنا أم أبينا، حركة كبيرة تستقطب تأييد ومناصرة الملايين وتكاد تكون الممثلة لأكبر أثينية في أفغانستان ونعني بها قبائل البشتون التي لها امتدادات داخل باكستان، فقبائل البشتون تمثل أكثر من أربعين بالمئة من شعب أفغانستان، وأنصار طالبان جميعهم من هذه القبائل والأكثرية منهم لا تتوافق مع النهج الفكري والتشدد الديني الذي تسلكه الحركة وانما دافعهم دافع قبلي صرف وهؤلاء ان تركوا للحركة لأنها مقصاة عن أي دور مستقبلي لأفغانستان فلابد وان يتعاطفوا مع من يعتقدون انها تدافع عن مصالحهم، كما ان استبعاد حركة بهذا الحجم وعدم البحث عن أعضاء منها يختلفون عن توجهات وقناعات من كانوا يديرونها ويقودها وهم كثيرون اذ إن الكثير من المعتدلين والقادة العقلانيين في هذه الحركة يمكن الاستعانة بهم لتحقيق توازن بين تمثيل الأعراق الأفغانية المختلفة كل حسب نسبة القومية في أفغانستان وتجاهل معتدلي طالبان وزعماء القبائل والقادة البشتون بالاضافة الى استهدافهم وأنصارهم بالعمليات الانتقامية سيحول نصف شعب أفغانستان الى معارضين ونواة لقوة مسلحة لا تثير القلق والصداع لأي سلطة أفغانية بل ستكون قادرة على النمو الكبير وربما العودة للسلطة لمواصلة دوامة الحروب والفوضى في أفغانستان.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|