| متابعة
* كويتا (باكستان) د ب أ:
لا يزال مصير مدينة قندهار الواقعة جنوب أفغانستان ومعقل حركة طالبان وزعيمها الملا محمد عمر غير واضح فيما تسارعت أنباء متناقضة حول الوضع في المدينة، فقد ذكر تليفزيون الجزيرة في قطر أمس نقلا عن متحدث باسم التحالف انه من المتوقع أن تسقط قندهار من أيدي طالبان «في غضون ساعات»، وذكر التليفزيون أن ثمانية من العاملين بالإغاثة كانوا محتجزين بتهمة التنصير موجودون الآن في قندهار بعد أن أخذتهم قوات طالبان معها أثناء فرارها من كابول في وقت مبكر يوم الثلاثاء، وكان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش قد طالب حركة طالبان بالافراج عنهم وعن كافة الأجانب المحتجزين لديهم، وطبقا لتقارير وصلت في وقت سابق إلى كويتا وهي مدينة تقع جنوب غرب باكستان حيث تتمتع طالبان بتأييد قوي، أن رجالاً مسلحين من قبائل الباركزاي موالين للحاج جول اغا وهو حاكم مدينة سابق قد استولت على مطار قندهار، وذكر مسافرون وصلوا إلى باكستان أن آلافا من رجال القبائل المسلحين يتجهون صوب المدينة قادمين من المطار.
من ناحية أخرى تحدث مسافرون آخرون عن وقوع مناوشات بين رجال القبائل وقوات طالبان، وتحدث مراسل لقناة الجزيرة في قندهار عن سماع صوت إطلاق نار في الضواحي، ونقلت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية عن متحدث باسم طالبان لم يكشف عن هويته قوله: إن القاعدة الجوية لا تزال تحت سيطرة ميليشيات طالبان وان المدينة لا تزال تحت سيطرتها، وأوردت الوكالة أن قوات التحالف الشمالي قطعت طريق كابول جلال أباد السريع بعد تغلغلها عبر مدينتي نجراب وتاجاب بشرق إقليم كابيسا، وكان الحاج جول اغا شيرازي حاكم قندهار السابق قد ذهب للعيش في كويتا بعد تسليم المدينة للملا محمد عمر زعيم طالبان عام 1996، وعلى ما يبدو، فإن رجال القبائل يسعون لضمان عدم اجتياح قوات التحالف الشمالي لجنوب أفغانستان.
يذكر أن جنوب أفغانستان تقطنه أغلبية من الناطقين بلغة البشتون تخشى من أن يسوء وضعها في المفاوضات بشأن الحكومة القادمة في أفغانستان إذا ما استولى التحالف الشمالي الذي يهيمن عليه الطاجيك والأوزبك على المدن الرئيسية بالبلاد، ويشكل عرق البشتون الذي ينتمي إليه الملا عمر حوالي 40 في المائة من تعداد السكان في البلاد، وذكرت تقارير إعلامية غير مؤكدة أن عمر ربما يكون قد فر إلى باكستان، كما ذكر مراسل شبكة بي.بي.سي الإخبارية البريطانية بالشطر الشمالي الغربي من العاصمة كابول جون سيمسون أنه استقبل وأفراد طاقمه المؤلف من ستة أشخاص استقبال الأبطال لدى دخولهم المدينة من قبل السكان هناك، وذكر أنه شاهد بعض جثث الأفغان العرب بشوارع المدينة وأن السكان هتفوا أمامه «تسقط طالبان وتسقط باكستان»، كما نقلت الجزيرة عن رئيس أفغانستان المعترف به دوليا برهان الدين رباني قوله انه سيصل إلى العاصمة كابول خلال ساعات بعد خمس سنوات من الغربة.
وقال رباني في تصريحاته الخاصة للقناة الفضائية: إنه يرحب بالملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه في أفغانستان ولكن كمجرد مواطن عادي، وأكد أنه لا مكان لحركة طالبان في أية تسوية سياسية قادمة، بينما شدد رئيس باكستان الجنرال بيرفيز مشرف على ضرورة تمثيل البشتون في هذا الإطار، كما أجرت الجزيرة حوارا مع سفير لحركة طالبان عزيز الرحمن عبدالأحد ادعى فيه أن «حرب العصابات» بدأت بالفعل في مزار الشريف وأن التحالف الشمالي سيواجه بمقاومة عنيفة إذا ما قرر التوغل في قندهار.
وأضاف ان التشكيل العرقي لقوات التحالف «عجيب» ملمحا إلى أن طالبان تنتظر حدوث شروخ في هذا التحالف بينما التشكيل العرقي للحركة متجانس تحت قيادة «أمير المؤمنين» الملا عمر وبدعم الشعب الأفغاني.
|
|
|
|
|