| متابعة
* الرياض عادل العيثان واس:
عقد فخامة الرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية مساء أمس الاول مؤتمرا صحفيا وذلك بقصر الضيافة بالرياض.
و قد استهل فخامته المؤتمر بكلمه أعرب فيها عن شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله على حفاوة الاستقبال مهنئاً خادم الحرمين الشريفين بمناسبة مرور عشرين عاما على توليه مقاليد الحكم في المملكة.
وأوضح فخامته انه بحث مع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين الاوضاع الجارية في افغانستان والتطورات الاخيرة والمتسارعة على الصعيد العسكري وقال «أود في هذا الصدد ان أؤكد ان عزمنا هذا قطف ثماره وعلينا بالتالي ان نستمر في المضي قدما .. من ناحية اخرى علي ان اذكر بأن الهدف الرئيسي ليس في هزيمة طالبان.. بل ايضا استئصال الارهاب والقاعدة وكل من يحمي الارهابيين».
واضاف فخامته قائلاً «وهذا يفترض تسريعا لمساعي الحل السياسي الذي لابد ان يكون في الوقت نفسه متوازنا وضامنا للاستقرار.. وهذا الحل بطبيعة الحال لابد ان يمر عبر الامم المتحدة».
وعبر فخامته في هذا السياق عن ارتياحه لقرار الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ومبعوثه الخاص للمنطقة الاخضر الابراهيمي بارسال المساعدات الفورية الى كابول لافتا الى ان هذا القرار يؤكد حضور الامم المتحدة في هذه القضية.
وأشار فخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى قرار الامم المتحدة بجمع شمل كل الاطراف المعنية والقوى السياسية والعسكرية في افغانستان لتتوصل الى وضع اطار لحكومة انتقالية وقال «ان هذا التسارع على الصعيد العسكري يفترض تسريعا للامور على الصعيد السياسي 00 والمهمة التى تفرض نفسها بإلحاح حول وضع حكومة انتقالية».
وعبر فخامته عن ارتياحه لقرار مجلس الامن الذي يؤكد ضرورة مكافحة الارهاب.
وأكد فخامته تطابق وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وفرنسا مبينا ان البلدين عبرا عن قلقهما المشترك حيال الاوضاع في الشرق الاوسط وقال «أكدت أن اصدقاءنا ونحن ايضا وكذلك الاتحاد الاوروبي كما تبين في الاجتماع الاخير لمجلس الشئون العامة المنعقد مؤخرا بين البلدان الخمسة عشر الاوروبية 00 كما اؤكد اننا جميعا نزداد قلقا حيال التصاعد والتوتر والصدمات حيال الظروف التى ينحاها الوضع في الشرق الاوسط وما قد يترتب بعد ذلك من عوائق وخيمة ستحصل لامحالة ان لم يعد الهدوء في هذه المنطقة وتهدد التماسك في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب في هذا الوقت الذي هو في أمس الحاجة الى ان يكون صلبا دون أي تفكك .. وحول هذه النقطة ايضا لفرنسا والمملكة العربية السعودية التحليل نفسه».
عقب ذلك بدأ المؤتمر الصحفي . وفي اجابة لفخامه الرئيس الفرنسي على سؤال حول ماذا يفهم من تصريحات فخامته التى تنادي بالفصل بين مكافحة الارهاب وبين الوصول الى حل شامل لمنطقة الشرق الاوسط وما اذا كانت هذه النقطة تمثل اختلافاً بين الموقفين الفرنسي والعربي قال فخامته «ربما انني اخطأت التعبير أو انكم اسأتم فهمي .. كل ماقلته ان ما من صلة مباشرة بين الاوضاع في الشرق الاوسط وبين ثقافة الارهاب الدولي .. ووضحت فور ذلك ان القاعدة لاتعير أي اهتمام حقيقي للفلسطينيين ولمصيرهم بتاتا .. ولكن من البديهي وقد اكدت هذا الامر مجددا ان هذا النزاع يثير في النفوس ردود افعال ثائرة في العالم العربي ومشاعر الغضب والمذلة .. وهذه قد تغذي بالضرورة افعالا ارهابية وتهدد ايضا التحالف الصلب الذي لابد ان نرجو له الصلابة لمكافحةالارهاب .. اذا لا اختلاف في وجهات النظر لا مع المملكة العربية السعودية ولا مع دولة الامارات العربية المتحدة ولا مع جمهورية مصر العربية في هذا الصدد».
وعن رأي فخامته حول المعلومات التي تشير الى ما قد يعتبر انهيارا لنظام طالبان اجاب قائلا «انا لا اسمح لنفسي الان ان احكم على الاوضاع فالمعلومات التي لدينا غير كافية حتى نصدر حكما .. وزد الى ذلك ان طالبان مازالوا يسيطرون على بعض المناطق».
واضاف فخامته «منذ برهة شاهدت في التلفزيون خلال راحتي وبادرني شريط يسجل ما يحدث هذه الساعة في كابول .. فرأيت مدينة تعم بالفرحة وبالتالي ومع التحفظ بشأن التأكيد للمعلومات لانها مجزأة حتى الان .. فيمكن ان نستنتج انهيار طالبان وهذا امر لايثير العجب .. ويمكن ان نستنتج ان نظام طالبان لم يستطع ان يحظى بالاحترام والصداقة والمودة وهذا اقل مايقال وبالتالي فان هذا النظام لايمكن ان يدوم».
وحول النزاع العربي الاسرائيلي وردود الافعال ومشاعر الغضب التى يثيرها مقتل اسرائيلي وعبارات التنديد بذلك في الوقت الذي يقتل فيه الاسرائيليون الفلسطينيين كل يوم ولاتثير هذه الاعمال أي ردود فعل قال فخامة الرئيس جاك شيراك «سواء انا او فرنسا لنا موقف يأسف بشده لسقوط أي ضحية أيا كانت .. فوقوع ضحية واحدة أمر لايجوز أيا كانت جنسيتها .. ونحن قلقون جدا حيال الاوضاع المتفجرة في كلا الطرفين في الشرق الاوسط».
وعن مدى تأييد فخامته لوجود قوات دولية في افغانستان لحفظ الامن في هذه المرحلة من الحرب أجاب فخامته قائلا «هذا هو المقصود .. وربما يجرى احلال حكومة انتقالية في المكان .. فيمكن بالفعل أن يجرى شيء من هذا النوع .. وهذا يتمشى مع الاقتراح المقدم في الخطة السعودية الباكستانية».
وأضاف فخامته «لو أيد الامين العام للامم المتحدة اتخاذ مثل هذا القرار .. فإنني بطبيعة الحال اؤيده .. ولكن بما أنه هو المعني بالامر فلا أريد تعقيد الامور بالنسبة اليه .. ولكن لو فعل سأؤيده».
وحول ما اذا كان فخامته يخشى ما قد يسببه التسارع العسكري في افغانستان من تهديد على الجانب السياسي والوصول الى حل سياسي قال فخامته «ليس لدي هذه الخشية بل على العكس أعتقد أن التسارع على الصعيد العسكري لابد أن يؤدي الى تسريع للمساعي السياسية وهذا أمر يستحسن أن يطبق بالفعل».
وفي سؤال عن ما اذا كان فخامته لايزال يدعو لعقد مؤتمر دولي لشئون المساعدات الانسانية بعد أن اختلطت الامور اليوم جراء التسارع العسكري .. واذا ما كان يخشى حدوث عمليات انتقامية قد تتم على ايدي تحالف الشمال قال فخامته «حول الجانب الانساني مازلت قلقا للغاية في هذا الشأن .. الا أن تطور العمليات العسكرية بسرعة سوف يسهل في حقيقة الامر بامكانيات توصيل المعونة الغذائية والمعونة الانسانية حيث ان مطارين سيتوفران هما مطار مزار الشريف ومطار كابول وتتوفر طرق لم تكن متوفرة من قبل .. اذا هناك تحسن».
واضاف فخامته قائلا «لكن تبقى مسألة اللاجئين في الجنوب وقضية السكان عموما تشكل مشكلة فعلا لانهم يجدون انفسهم في وضع حرج .. ومازلت اتمسك بما دعوت اليه ..وألاحظ ان ذلك تطور ايجابي لهذا الاقتراح الذي اخذ به الامين العام للامم المتحدة والذي قلته ايضا للرئيس الامريكي».
وعبر فخامة الرئيس الفرنسي في معرض اجابته عن خشيته من حدوث عمليات انتقامية وقال «لكن حتى الان لم نتأكد من هذه الشائعات 00 وطبعا لو حصلت فسوف ندينها بكل حزم وقوة».
وحول نظرة فخامته الى شكل الحكومة المستقبلية في افغانستان بعد دخول التحالف الشمالي الى كابول وكذلك نظرة فخامته الى مستقبل مكافحة الارهاب في ظل ما تمارسه اسرائيل من اعمال عدوانية على الاراضي الفلسطينية أجاب فخامته قائلا «فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية لقد تطرقت اليها منذ حين ومن الضروري أن تكون متوازنة .. أي أن تأخذ في اطارها كل ممثلي القبائل والقوميات والاعراف والفرق المختلفة نسبة الى وزنهم في الساحة 00 والهدف أن نتوصل الى مثل هذه الحكومة وهذا الهدف سيطول بلوغه 00 لاقلق لدينا حيال هذا الامر.. والامر هذا يتمشى مع الخطة السعودية الباكستانية التى أؤيدها تماما دون أي تحفظ ».
وأضاف فخامته «أما بشأن الشرق الاوسط فليس لدي المزيد .. سبق أن عبرت في مناسبات عدة عن موقفي».
وحول سؤال عن ما اذا كانت الحملة العسكرية ستنتهي بالقضاء على طالبان أم ستستمر لتشمل دولا أخرى قال فخامته «نحن كفرنسيين تبنينا موقفا واضحا هو أننا منتظمون في عملية عسكرية تتم في افغانستان اليوم .. وليس في ذهننا أي داع لان تتوسع رقعة هذه العمليات العسكرية لتشمل مناطق أو بلداناً أخرى غير افغانستان».
وفي رد على سؤال عما اذا كان فخامته بحث مع القيادة السعودية خلال زيارته العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا وآفاق هذه العلاقات قال فخامة الرئيس الفرنسي «العلاقات بين فرنسا والمملكة ممتازة بالفعل .. تناقشنا بطبيعة الحال ولكن بسرعة اذ لم يكن الهدف الرئيسي التناقش بشأنها سيما انها كما قلت ممتازة فعلا».
وحول زيارة فخامته اليوم «أمس» للوحدات الفرنسية المتواجدة في دولة الامارات العربية المتحدة قال فخامته «فيما يتعلق بزيارتي الى الطيارين الفرنسيين في أبوظبي .. تعلمون أن لدينا اتفاقاً مع دولة الامارت العربية المتحدة وبحكم هذا الاتفاق ثمة تبادل للزيارات وتبادل المعدات من كلا الجانبين .. وقد زرت القوات الفرنسية الموجودة هناك أي ما يقارب 140 رجلا وكذلك اغتنمت الفرصة لأزور القوات الاماراتية في أبوظبي .. فعلت ذلك بكل سرور بصفتي القائد الاعلى للقوات المسلحة الفرنسية وهذا أمر مشروع أن يزور رئيس الدولة الجنود الفرنسيين الموجودين في بلد آخر».
وأضاف «وفيما يتعلق بالطيارين الاماراتيين كنت سعيدا للغاية بتحيتهم وذلك بوجود قائد الاركان في دولة الامارات ووزير الدفاع كذلك».
وأجاب فخامته على سؤال حول مفاوضات منظمة التجارة العالمية المنعقدة في الدوحة وخاصة الملف الخاص بالزراعة قائلا «اما بشأن الدوحة ومنظمة التجارة العالمية لا أستطيع أن أقول الكثير لان الاجتماع لم ينته والمعلومات غير كافية لتكوين الرأي ولكن نرجو أن يتم التوصل الى اتفاق .. والمعلومات تفيد أن الطريق مازال طويلا وأمامنا اشواط نقطعها».
وأضاف فخامته قائلا «فيما يتعلق بالملف الزراعي دافعت فرنسا وهو أمر مشروع عن الدعم للزراعة سيما الصادرات الزراعية .. وهذا الموقف الفرنسي».
|
|
|
|
|