| الثقافية
جسدي سياجٌ للذينَ أحبُّهمْ
وسياطُهم شربتْ دمي
قد كنت أكتم في حياتي سرَّهمْ
وأراهمُ يتذامرونَ بمأتمي
وأقمتُ بين جوانحي سُقيا لهم
فتسابقوا قذفَ الصخوِر الى فمي
قد كنت فيهم معصماً مرفوعةً
فتدافعوا نحوي لقطع المعصمِ
فذهبت بحثاً في القفار عن الذي
أرجو ليوم كريهةٍ أو مغنمِ
* * *
أجري بلا قدمٍ
سيفي يمرُّ على يد الصحراءِ ..
يجرحُها ..
يَنِزُّ الماءُ من عينينِ ظامئتينِ
أشربُهُ ..
وألثغ ما تبقى في فمي مِلْحاً ..
وأسطر سرَّ ملحمةٍ جديدهْ ..
وحولي ثلّة .. قذفتهم الأيام بحثاً
عن مسافات بعيدهْ ..
رسموا على دمهم دمي
وتناوبوا أُنسي .. وكانوا إخوةً
في رحلة العمر الطريدهْ
موغل في الترابْ
كأنّ النجوم التي تتمطى على ساعديهِ
بقايا كتابْ
كأن الخزامى إذا حركتها الرياحُ
على وجنتيه تعيد له
وجهَهُ العربيَّ الذي بددتهُ
سنونَ الغيابْ
كأن مداهُ دمٌ ..
والنوافذ حين تطلُّ عليهِ ..
كُوى من رمادْ
ها هو الآن يحمل رأسه بين يديْهْ
ويكسرُ أوجاعه المزمناتْ
يمرُّ على الرملِ .. يعرفه الرملُ
يمرُّ على النخلِ .. يسألهُ النخلُ
عن قتلهِ للمئاتْ
......... ولكنه في النهاية ماتْ ..
ها هو الآن عادْ
يمرُّ على الحيِّ .. يجهلهُ الحيُّ
يمرُّْ على الأهلِ .. ينبذه الأهلُ
يرتدُّ نحو الأوابدِ ..
يبحث عن وجهه في الوهادْ
ولكنه الآنَ عادْ..
ولم يبقَ منه سوى بصمةٍ
فوق ثوب الحِدادْ
|
|
|
|
|