| الثقافية
الشجر يتلوّن خارج وقتي، في الخارج هناك ثمة ضحكات تتسلق جدار جبالٍ مطليّة بالعشب، خارجاً الأشياء ترتدي تفاصيلها المتحركة!.. الدائرة تحيط بي، تلمّني حولها، تشدّني إلى النقطة الثابتة في المنتصف، نقطة ثابتة أحسّها أنا!!
الخارج يتنقل بحركة ظاهرة .. حركة لا تخشى قوة المغناطيس وهو يجذبها من ياقة فرحها الذي يستشري سريعاً كالحقول..
لا جدران يحتملها ذلك الركض .. لا فراغ حيث تمتد المسافات من تحت الأقدام ..
بلا صمت تحكي الطيور غناءها الصباحي، لا نافذة في الأفق!!
تحمل عيناي مشهد الخروج إلى الضوء، والغمام يشكّل أجنحة ترفّ حول السهول المترعة بالجمال.. كان جداري هناك.. أحسّ به ساكناً بدوني.. وقد كنت أدخله كلّ يوم .. يضجُّ بي كرحم .. وأُولد منه كزنبقة ذابلة .. بلا جدار تدخل إليَّ أوقاتي..
كيف تصير الحياة في الفضاء؟!
وكيف هو الاختيار؟!!
بماذا نكتب أحلامنا؟.. أيّ المناخات تستقبل أمطارنا؟!!
هذا النهر ينهض من مائه ويمضي معي! .. هذا النهر يلكزني في وجعي .. ويعيد غسل ذاكرتي مجدداً ..
هذا النهر لم يكن أنا .. بدوت متعبة أهطل من جراحي .. بدوت متعبة كطائر يحمل شجرته ويحطّ بها دوماً بلا فكاك!!
دون جدوى أحيك خيوط أمطاري .. من سقف في الظل أبدو معتمة .. تضطرب بي ذاكرة اللحظات الاعتيادية!!
إضاءة تنغرس في الضباب ، تلويحة نابتة في كفّ بلا أصابع ..
أشتهي أن تدخل كلّ الأنهار في قلبي ، وأن أعاود إطلاق الرياح من أقفاصها الُمغلقة. لم يحن الوقت بعد لصوتي أن يرتدي أجراسه الطافحة بالرنين..
لم يزل مهد الأعشاب ممتداً حولي .. وأنا طفلة منسية أنفرِطُ بما يشبه النخيل!!
|
|
|
|
|