| مقـالات
* أحد المسؤولين الكبار حين التقيته وبعض الأخوة من أبناء القريات في مكتبه بالرياض قبل سنوات وبعد السلام والتعرف على مهمتنا وحاجتنا التي جئناه من اجلها، ودخلنا في حديث متشعِّب يدور حول الكثير من الشؤون التنموية. قال سعادته كلمة قاطع بها الحديث ولا زالت أصداؤها تزورني كلما شعرت بأن هناك مرفقاً او خدمة عامة لا زالت تفتقد لها القريات مدينة قبل أن تكون للقرية. مقولته بقيت إنما المسؤول ترجَّل عن كرسي المنصب ومضى إلى حال سبيله. لكن ما قاله كان له اثره الآني واثره المستقبلي. ما قاله بالمختصر«انتم في القريات محظوظون لأن الخدمة تأتيكم متأخرة لكنها ستكون على مستوى جيد بل متقدَّم على ما تحصل عليه مدينة جاءها الدور قبلكم»!!! فأي حظ للقريات قصد؟ وأي جودة كان يعنيها؟ مقولة لم تكن مصيبة ولم تكن في محلها!!
** تذكرت هذه المقولة وأنا أتلقى سيلاً عارماً من اتصالات تصب في مجملها على ملاحظات عديدة تتحدث عما تعانيه وما تعاني منه كلية التربية للبنات في القريات «مبان وغيره» وهذه الكلية التي تم ترفيعها الى كلية مطوَّرة !! هذا العام«الم اذكر تلك المقولة؟؟؟؟». فبدءا من كونها افتتحت متأخرة عن غيرها من المناطق الا ان الولادة جاءت متعسِّرة وبعملية قيصرية وبعد ان ضاق اولياء الامور ذرعا بإلحاق بناتهم بكلية الجوف وعرعر او تبوك ورغم هذه الولادة المتعسرة والقيصرية الا ان الفرحة بها لم تعادلها وقتها أي فرحة ولقيت إقبالاً منقطع النظير وكانت النظرة الدائمة لأهالي القريات بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، والذي لم يأت اليوم سيأتي في الغد ولتبدأ مرحلة جديدة مع المعاناة لخريجاتها بعدم تعيينهن وبقائهن رهينات المنازل وتعيين من يأتين من خارج القريات وبعد ترقب طال انتظاره ومطالبات متكررة وبجهد دؤوب وقيم بذله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز تحقق التطوير لتمنح الخريجات درجة البكالوريوس ولكن جاء التطوير«مسمى» وبقيت الكلية كما هي ان كان على مستوى الطاقة الاستيعابية والمكانية او الفصلية.. هي.. هي .. لم تتغير البتة مع سوء في حالها وسوء مبانيها ونقص في كوادرها ومستلزماتها الاخرى.. فلا أدري هل هذا هو التطوير؟! ام تطوير بهدف الترضية والقول بأننا طورنا؟! فهل يعقل ان يكون مبنى مدرسة ابتدائية.. كلية للتربية بها ما لا يقل عن«1400» طالبة؟! وهل هناك كلية تبقى محدودة المختبرات او المعامل وقاعات المحاضرات؟! وكيف تستوعب فصول مهيأة اساسا لطالبات مرحلة ابتدائية باستقبال طالبات كلية وبأعداد غير عادية.. أعلم أن الادارة وأعني ادارة تعليم القريات قد سعت ما بوسعها للتهيئة وتوفير ماهو ممكن كي تستقبل هذه الكلية طالباتها مع بداية العام الدراسي ولكن كل شيء وله حدوده ولكل أمر امكاناته وإطاره.. حقيقة لم أتفاجأ بهذا الواقع لأنني عرفت معنى تلك المقولة منذ ان سمعتها وادركت اننا لا نتعلم من أخطائنا ولن نتعلم طالما نحن سائرون في طريق واحد وبرؤية واحدة واستجابة«الفزعة». ليس اكثر اما البقية فهي آتية ولكن متى يكون ذلك؟! هذا امر متروك للمستقبل.. ربما غداً.. بعد غد.. او بعد عام او اكثر.. فهل تبقى الحال والواقع لهذه الكلية التي لم نتمكن من الفرح بها بالطريقة اللائقة والمناسبة وبشكل يليق بقيمتها العلمية والفكرية.....؟!
سنسمع بأن ذلك لن يطول ولكنني من زاويتي الشخصية ومن واقع معرفي وإلمام تام بوضع القريات.. أقول .. الصبر جميل والوليد سيكبر!! ولكن متى؟ سؤال غيبي لا أملك الاجابة عليه اليوم.. لكنه بالتأكيد قادم.. نتعلم كيفما راق لنا ان نتعلم او ان ندرس وبالطريقة التي نرغبها إنما كيف تأتي النتائج؟ هذا هو السؤال!!!
المركز المهني.. الغائب الحاضر
كان مركز التدريب المهني او هو المعهد الفني ثمرة لقاءجمعنا مع معالي الاخ الاستاذ محمد الضلعان محافظ مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني آنذاك«نذكره بالخير» فطلب منا سرعة العمل على تخصيص الارض وبالفعل حصلنا على دعم معالي امير منطقة القريات آنذاك سلطان بن عبدالعزيز السديري رحمه الله وخصص الموقع وحضر مندوبا المؤسسة واستلما الموقع. كان ذلك قبل (9) سنوات. ومضت السنوات وتغيرت أمور كثيرة على القريات لكن هذا المركز الذي أصبح لا يملأ العين اليوم مُودَع في أدراج المؤسسة ولم يرَ النور فيما رأت مدن أخرى كليات تقنية لم تكن مدرجة اصلاً.. فهل فسرتم لي السبب؟؟ وهل نحتاج لسنوات اخرى كي يولد هذا المركز او يحوَّل الى معهد أو كلية؟ اريد إجابة من معالي المحافظ هل ننتظر ام نطوي حبل الانتظار؟
حبر الكلام
* صقيع الأسئلة انتظرت دفء الإجابة. علَّ ليل الشمال الطويل ومواسم صقيعه ان تقدمها هدية لتجلَّل أجساداً هدَّها برده الجاثم على هامة حلمه....!!
|
|
|
|
|