| فنون تشكيلية
تساءل أحد الفنانين عن غياب التلفزيون عن تغطية معرض مجموعة فناني مرسم الرياض الذي افتتح مساء الاثنين الماضي والذي أعده وقام به عدد من الفنانين الشباب بجهودهم الخاصة. هذا السؤال يطرحه الكثير من المعنيين بالأمر من التشكيليين أو من غيرهم ممن يشكك في إمكانية تعاون التلفزيون في التفاعل والتجاوب مع الدعوة التي توجه لهم لتغطية حدث تشكيلي واضعين الكرة في مرمى الأعزاء من مسؤولي هذه الوسيلة الإعلامية الهامة. إلا أن الأمر يختلف بين كل منهما في تقدير الموقف فالتشكيليون يتوقعون ان التلفزيون لن يحضر لتصوير افتتاح معرض «ما» إلا إذا كان هناك شخصية معينة ترعاه، بينما التلفزيون او المسؤولون فيه عن متابعة الأحداث الثقافية يرون عكس ذلك معلنين تسخيرهم كل السبل لخدمة أي نشاط يظهر على ارض الوطن من أبناء الوطن مهما صغر. وهذا الاستعداد اسمعه كثيرا من معدي البرامج الاخبارية او البرامج المنوعة وفي قائمتها برنامج المملكة هذا الصباح إلا أن بين هذا وذاك يتبقى الفعل الحقيقي كما يقول المثل «الماء يكذب الغطاس» فمن منهما يغطس في ماء الآخر اعنى هل وجهت دعوة للتلفزيون لتغطية حفل افتتاح معرض تشكيلي من قبل أحد الفنانين ولم يجد استجابة، أم أن التقصير ناتج عن عدم التنسيق من الفنانين انفسهم؟
الواقع أن الكثير من المعارض تجد قصورا في جانب التغطيات الإعلامية وفي مقدمتها التلفزيون باعتباره الجهاز الأكثر قربا للجمهور ولكل المناطق واكثر إثارة في جذب المشاهد الى اللوحة. ورغم ان هناك العديد من البرامج التي يمكن ان يجد الفن التشكيلي مساحة له ضمن فقراتها الا ان هذه الفرصة مازالت مفقودة وان وجدت فهي قصيرة.
أعود للقول ان التنسيق وتنظيم العمل عند إقامة أي معرض ومن ذلك إشعار الوسائل الإعلامية صحافة وتلفزيونا وإذاعة بوقت مبكر سيحقق الهدف ويصبح الفنان معذورا أمام الآخرين في حالة تقصير تلك الوسائل.
أما المقترح الذي أتمنى ان يجد استجابة من الأحبة في التلفزيون فهو ان يعطوا هذا الفن مساحة في أحد البرامج الأسبوعية خصوصا حينما يكون هناك معرض مثل معرض الفن التشكيلي بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم «عشرون عاماً من النماء والرخاء» عبر اللقاءات مع الفنانين المشاركين ومعرفة كيفية تفاعلهم مع هذه الذكرى الغالية وكيفية تسجيلهم واختصارهم الزمن في اللوحات التي تضمنت معالم النهضة مع استعراض نماذج من تلك اللوحات بين فقرات البرامج والتعليق عليها.
مع العلم ان هناك العديد من المعارض تحمل مضامين وطنية منها ما هو على مستوى الفنانين المحترفين ومنها ما هو على مستوى الهواة إضافة لمعرض سنوي تقيمه وزارة المعارف يستحق الدعم من برامج الأطفال باعتباره مخصصا لهم وهو معرض «الوطن في عيون طفل» بجانب العديد من المعارض التي تقام خلال العام لاتجد من شاشتنا الغالية ألا دقائق محددة.. هذا مجرد اقتراح.
هل هي مجاملة للفن التشكيلي ام مجرد ملء فراغ؟
يسعد التشكيليون وكل الجهات والإدارات المعنية به نتيجة ما يجده من اهتمام من الصحف ذات الانتشار الكبير عند القراء وتخصيصها صفحات أسبوعية لهذا الفن تعريفا به وبفنانيه إلا أن بعض مسؤولي تلك الصفحات اصبح تعاملهم في صفحاتهم مع نشاطه وفنانيه ومعارضه تطبيقا للقول«تحصيل حاصل» عودا لعدم تمكن هؤلاء من معرفة أبعاد تاريخ الفن التشكيلي وأهميته في جسد الحضارات وروح ثقافاتها.
|
|
|
|
|