أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th November,2001 العدد:10639الطبعةالاولـي الاربعاء 29 ,شعبان 1422

العالم اليوم

أضواء
حرب العمائم والباكول في أفغانستان
جاسر عبدالعزيز الجاسر
نزعت العاصمة كابول العمامة السوداء واعتمر اهلها الباكول، لباس الرأس التقليدي لأهل الشمال بعد اندفاع مقاتلي التحالف الشمالي لدخول العاصمة بعد ان انسحب منها مقاتلو حركة طالبان، وبنفس السيناريو الذي حصل في مدينة مزار شريف استثمر مقاتلو التحالف الشمالي ضربات الطيران الحربي الامريكي العنيفة للعاصمة الافغانية وضواحيها فحشدوا قواتهم على مشارف العاصمة حيث كانت ابعد الخطوط الدفاعية لطالبان لا تتجاوز الأربعة كيلو مترات حيث يرى مقاتلو الطرفين بعضهم البعض بالعين المجردة، وعندما لاحظ مقاتلو التحالف الشمالي أن قوات طالبان تخلي مواقعها وتنسحب تحت جنح الظلام من حول العاصمة، اندفعت قوات التحالف الشمالي للحلول محلها متجاوزين التعهدات التي قطعها قادتهم لحليفهم الجديد، الولايات المتحدة الامريكية، التي كان لطائراتها الفضل الأول والرئيسي في تدمير قوات طالبان والتي انسحبت من العاصمة بعد أن اصبحت عرضة للإبادة، كما ان اهالي كابول قد تعرضوا للإيذاء والقتل العشوائي الذي طال العديد من الأسر بعد أن تهدمت منازلهم فوق رؤوسهم ولاحظنا كم من الاطفال والشيوخ والنساء والرجال قد توفوا وهم في بيوتهم، ولذلك فضَّل مقاتلو طالبان الخروج من العاصمة لخوض «لعبتهم المفضلة» حرب الكر والفر وهي لعبة حربية لجأ إليها الأفغان بجميع فصائلهم ومثلما أجاد التحالف الشمالي حرب الكر والفر انطلاقاً من وادي بانشير، تأمل حركة طالبان لعب هذه الحرب من قندهار وجبالها، وهو ما فعلته في نفس وقت انسحابها من كابول إذ شنت قوات أخرى هجوماً على مدينة مزار شريف التي قد تعود لطالبان مرة اخرى مع احتمال إجبارهم على الانسحاب منها، وهكذا سيكون سير المعارك في افغانستان المدينة او المقاطعة.. تستولي عليها طالبان ثم تجبر على الخروج منها، فتدخلها قوات التحالف الشمالي لتجبر هي الأخرى على الانسحاب منها، وهكذا دواليك. وفي ظل هذا التبادل وعمليات الكر والفر، وحرب العصابات التي ستلجأ إليها قوات طالبان وتنظيم القاعدة انطلاقاً من الجبال والكهوف، وخصوصاً إذا فقدت مدن قندهار وجلال آباد وخوست وغيرها من المدن الجنوبية، وهذا ما سيجعل المدنيين وأكثرية الشعب الأفغاني بين رحى طالبان والتحالف الشمالي يطحنون يومياً ويقدمون المزيد من القتلى، وقد شاهدنا كيف كان الانتقام رهيباً وعمليات التصفية التي تمت في كابول بعد دخول قوات التحالف الشمالي، وقبلها في مدينة مزار شريف حيث ذبح الافغان بعضهم البعض أمام كاميرات التلفاز فضلاً من الركل والضرب..وهذه الصور ستتكرر كل يوم مع كل عملية اقتحام جديدة تعقب عملية انسحاب أخرى ليكتب على الافغان دفع فاتورة حرب الاجانب على أرضهم.
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved