| الاولــى
*
* كابول طهران الوكالات:
انقلبت كابول رأسا على عقب وبدت مستعدة لإزالة كل أثر لحركة طالبان بما في ذلك العمامة السوداء التي استبدلت الباكول بها وهو لباس الرأس التقليدي لأهل الشمال.. وقد بدا بعد الدخول المظفر للتحالف الشمالي أمس إلى كابول على الرغم من المعارضة الباكستانية والأمريكية للخطوة ان أجواء الحرب الأهلية تعود بكامل زخمها إلى أفغانستان، اذ ذكرت حركة طالبان التي تسلل مقاتلوها في جنح الظلام من كابول انها استعادت مزارالشريف في خطوة شكلت مفاجأة حقيقية لكنها تتفق مع حالة الكر والفر التي تميزت بها الحرب الأهلية الأفغانية فيما أعلن تحالف الشمال انه لاينوي الانفراد بالسلطة.
وفي أول رد فعل لها على التطورات طالبت باكستان بأن تصبح كابول منطقة منزوعة السلاح. مشيرة إلى ضرورة تشكيل حكومة أفغانية ذات قاعدة عريضة.
وقال عزيز أحمد خان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية: «من الأفضل أن تصبح كابول منزوعة السلاح، وألا يسيطر عليها أي كيان منفرد».
وأضاف «إن موقفنا ما زال هو أنه لا ينبغي أن يحتل أي كيان منفرد كابول، من الأفضل أن تسيطر عليها قوة متعددة الأعراق تحظى بإجماع الأفغان». ووجه قادة أفغان سابقون معارضون لطالبان نداءات مشابهة، ففي اجتماع عقد في بيشاور، طالب تكتل شورى المنطقة الشرقية، وهو مجموعة من القادة بزعامة حاجي زمان، بأن يتخذ التحالف الشمالي خطوات تهدف إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة في أفغانستان، ورحب زمان في تصريحات للصحفيين بسقوط كابول في أيدي التحالف الشمالي، ولكنه أكد أن التحالف لا يستطيع أن يسيطر على كابول وحده.
وقال: إنه سيتم الترحيب بالمعتدلين في صفوف ميليشيا طالبان المهزومة في أي تشكيل سياسي مستقبلي في أفغانستان، غير أنه قال: إن مؤيدي الإرهاب من أمثال الملا محمد عمر وأسامة بن لادن يجب أن يغادروا أفغانستان، ومن جانبه فقد سارع تحالف الشمال إلى طمأنة معارضي طالبان وقال أحد قادته لوكالة فرانس برس: إن المعارضة المسلحة الأفغانية التي استولت على كابول أمس الثلاثاء لا تعتزم حكم البلاد بعد دخولها إلى العاصمة الأفغانية وتبقى ملتزمة بعملية السلام برعاية الملك السابق ظاهر شاه.
وقال يونس قانوني وهو أحد أقرب مساعدي الرئيس الأفغاني المخلوع برهان الدين رباني: إن الرئيس لن يدخل كابول ولن ينصب نفسه رئيسا مجددا وذلك في حديث مع فرانس برس أمس في كابول.
وقال قانوني الموجود في العاصمة الأفغانية: إن وزير الدفاع في تحالف الشمال الجنرال فهيم قد يدخل المدينة من جهته «ولكن بغية ترتيب أمنها فحسب..».
وقال قانوني: «نحن هنا الآن لضمان أمن المدينة والحؤول دون تعرض المجرمين للمواطنين.، ما زلنا ملتزمين بالعمل إلى جانب مجلس الوحدة الوطني الذي ألفناه مع الملك السابق ظاهر شاه (في المنفى في روما منذ أطيح به عام 1973)».
وأضاف «لن يدخل البروفسور رباني ولن يعلن عن تنصيبه رئيسا ولن يعين أي وزير، بل سيمهد السبيل لجمع مجلس الوحدة الوطني، إننا نؤيد مبدأ إنشاء حكومة يحبها كافة الأفغان، فبعد 22 عاما من القتال نرغب في رؤية أفغانستان تنعم بالسلام، نحن لا نريد حكم البلاد».
وأوضح قانوني «لقد أخلت طالبان كافة المناطق المحيطة بالعاصمة وربما أيضا ولايتي لوغار (جنوب العاصمة) وميدان شار (عاصمة ولاية وارداك غرب كابول)، وقد تولى سكان المنطقة السيطرة على الولايتين».
وأكد قانوني أن جميع الطالبان قد غادروا كابول.
وأعلن أن «كل شيء على ما يرام هنا» مشيرا إلى انه «لم يعد يوجد أي من الطالبان» في المدينة، ولم يبق أمام طالبان سوى التقهقر إلى قبيلة الباشتون التي ينتمون إليها.
ورفض قانوني الإجابة على سؤال حول ما إذا كانت قوات التحالف تطارد جنود طالبان الذين غادروا المدينة ليلا باتجاه مدينة قندهار التي تشكل معقلهم في جنوب البلاد.
إلى ذلك أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي ان قوات تحالف الشمال استولت بعد ظهر أمس على مقر رئاسة الجمهورية الأفغانية في كابول والعديد من المباني العامة ومن بينها مقر وكالة أنباء بختار.
وأفاد التلفزيون الإيراني استنادا إلى مراسله على الأرض ان «مقاتلي تحالف الشمال استولوا على مقر الرئاسة وأهم المباني العامة ولا سيما مقر وكالة بختار» مضيفا ان «قوات التحالف يضمنون اعتبارا من الثلاثاء أمن السفارات الأجنبية».
يشار إلى انه منذ الاطاحة بالرئيس برهان الدين رباني لم يعد مقر الرئاسة يؤوي السلطة الأفغانية حيث ان الملا محمد عمر زعيم طالبان كان يحكم من مدينة قندهار (وسط) التي ما زالت بين أيدي طالبان.
ومن جانب آخر، قال شهود عيان إن محمد فهيم وزير الدفاع في التحالف الشمالي المعارض وعبدالله عبدالله وزير الخارجية دخلا كابول في سيارة رباعية الدفع سوداء حوالي الساعة 15:11 صباحا .
ودخل وراءهما بعد وقت قصير طابور من الشرطة العسكرية يرتدون زيا عسكريا باللون الأخضر الغامق مسلحين ببنادق.
وبعد ذلك تحرك مئات من مقاتلي التحالف الشمالي يحملون بنادق كلاشينكوف ومنصات إطلاق صواريخ.
وفي التطورات اللاحقة أمس أيضا قال عبد الكريم باراهوي الزعيم المعارض لحركة طالبان: إن قواته استولت على اقليم نيمروز الاستراتيجي الواقع على الحدود مع إيران.
ومضى يقول لرويترز في حديث هاتفي عبر الأقمار الصناعية /«قمنا بالاستيلاءعلى اقليم نيمروز بالكامل.. اخترقنا خطوطهم الأمامية وواصلنا المسيرة حتى آخر نقطة في الاقليم.
«لا تسيطر طالبان الآن على أي جزء في الاقليم».
وكان باراهوي يتحدث في الوقت الذي حقق فيه التحالف الشمالي المعارض مكاسب كبيرة ضد طالبان في أماكن أخرى في البلاد بعد دخول قوات المعارضة العاصمة كابول في وقت سابق أمس.
واستولى التحالف الشمالي المعارض يوم الاثنين على مدينة هرات ولا يوجد سوى بضعة أقاليم فقط بينها نيمروز تفصل بين التحالف الشمالي ومدينة قندهارالجنوبية مقر طالبان.
وقال باراهوي: إن قواته دخلت مخيما للاجئين يقع على بعد نحو 15 كيلومترا من بلدة زرنج القريبة من الحدود الإيرانية، وكان المخيم تحت سيطرة طالبان.
ومضى باراهوي حاكم اقليم نيمروز السابق قبل سيطرة طالبان عليه في منتصف التسعينيات يقول «الناس هناك في غاية السعادة وهم يحتفلون بانتصارنا.
قواتنا تستقر في المخيم ولكننا لم نقرر بعد ما سنفعله بالمشردين هناك».وقالت منظمة الهلال الأحمر أمس ان المخيم يضم أكثر من سبعة آلاف مشرد.
وقال باراهوي لرويترز في وقت سابق انه أقنع كثيرين من قوات طالبان ومجموعهم ألف فرد بالانضمام إلى مقاتليه الذين يتراوح عددهم بين 600 و700 مقاتل.
وتقع المنطقة التي سيطر عليها باراهوي وأغلب سكانها من قبائل البلوخ على الحدود مع إيران وباكستان.
طالع المتابعة
|
|
|
|
|