أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th November,2001 العدد:10638الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

الشيخ د.السعودي النجم الذي أفل
للعلماء العاملين آثار باقية في خدمة الدين، معرفة وبياناً وسلوكاً وتربية، فهم العاملون على تجديد الدين حين تندرس من حياة الناس بعض معالمه، وهم المبيِّنون للناس ما يخفى عليهم من حِكَم الدين وأحكامه، وهم الجادون في أن يسود الدين الحياة بسلوكهم أولاً، وتربيتهم للناس ثانياً، وخضوعهم في كل حياتهم إلى تعاليم الله أمراً ونهياً، يوقفون أنفسهم على هذه التعاليم قولاً وعملاً، وهم الذين يجهرون بالحق إن خاف الناس، ويقفون في وجه الظلم إن جَبُنَ البعض، ولا يخافون لومة لائم ما داموا قد أرضوا ربهم، واتبعوا منهج رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا كان الحيتان تستغفر لهم في بحارها والنمل يستغفر لهم في شقوق الأرض وجحورها، وكانوا بحق ورثة الأنبياء، فهم في هذه الأمة الخاتمة كأنبياء بني إسرائيل في الأمة السابقة.
ولأجل ذلك تتضاعف خسارة الأمة عند فقد أحدهم، إذ في فقده قبض للعلم، وانحسار مساحته، وبسط لنفوذ الجهل وامتداد جبروته وطيشه.
وفَقْدُ العالِم هدم لمنار يهدي السبيل، ويرشد الضالين، ويخرج الحائرين من ظلمة الشك، إلى نور اليقين وطمأنينته، فلم لا يحزن الناس لفراق العلماء؟ ولم لا يجزعون لقبض العلم بقبضهم وفقدان الأسوة الحسنة عند غيابهم؟ ولئن صدق هذا الكلام على كثير من العلماء العاملين في القديم والحديث، فإنه يصدق كذلك على أستاذنا الشيخ الدكتور عبدالحميد بن سعد السعودي الذي فقدته الأمة في صباح يوم الاثنين 20/8/1422هـ إثر حادث مروري مروِّع في حي القدس.
فقد كان في العلم نجماً ساطعاً، وفي التربية مناراً هادياً، وفي السلوك والأخلاق رائداً، لا يمل من الأعباء، ولا يكل من العمل- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً- حتى لقي الله سبحانه.
ومن أجل خلاله الحميدة، وصفاته النبيلة يحزن طلبة العلم لفقده، لجريان السنّة الشرعية في العلماء عليه «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً وإنما يقبض العلم بقبض العلماء».
مشاهد
* أصيب الشيخ بنزيف من أثر الحادث وكان رافعاً السبابة ليكون آخر كلامه من الدنيا «لا إله إلا الله».
* صُلي على الشيخ ظهر يوم الثلاثاء في جامع الراجحي، وكانت جنازته مشهودة، حضرها جمع غفير لم يُرَ مثله في هذا الجامع.
* امتلأت مقبرة النسيم بأقارب الشيخ ومشايخه وزملائه ومحبيه، وصدق الإمام أحمد رحمه الله حينما قال: «بيننا وبينكم يوم الجنائز».
نسأل الله أن يغفر له وأن يسكنه النعيم المقيم وأن يخلفه في عقبه في الغابرين وأن يجعل في ذريته وتلامذته الخير والبركة، فيكون امتداداً لصالح عمله.
أحمد بن إبراهيم السعودي

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved