| الاخيــرة
كرر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، عبارة مؤذية لمشاعر العالم العربي والإسلامي.. وهي في نفس الوقت غير صحيحة ولا واقعية في حياة العالم الإسلامي، ونحن أدرى بعالمنا منه. بالعبارة المؤذية هي قوله «إن الذين يكرهون أمريكا إنما هم يكرهون الحرية والديمقراطية والتقدم الحضاري الذي تعيشه أمريكا» وليسمح لي الرئيس الأمريكي أن أناقشه في هذه العبارة التي أصبحت من مقومات خطبه ولقاءاته الصحفية غالباً فأقول:
أولاً :
إن العرب والمسلمين لا يكرهون أمريكا بالمعنى الحقيقي للكراهية التي يعنيها الرئيس.. ولو استبدل (الكراهية) ب (الغضب) لكان الصواب والمنطق حليفه.
نعم العرب والمسلمون يغضبون من المواقف الأمريكية المنحازة والمؤيدة كليَّاً لإسرائيل.. وضد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لأرضه وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس.
هل أصيبت أمريكا (بعَوَر) البَصَر والبصيرة بحيث لا ترى إلا ما يؤلم اليهود من آثار مقاومة الاحتلال والتقتيل والتجويع والحصار المفروض على فلسطين منذ نصف قرن..؟
مع علم أمريكا أن ما يصيب اليهود من جراء عدوانهم وبطشهم بأطفال الحجارة لا يتجاوز (10%) مما يوقعه اليهود بهذا الشعب الأعزل المناضل من جرائم تندى لها أجْبُنُ الإنسانية المتحضرة والبدائية على حدٍّ سواء..!
* * *
ثانياً :
إن العالم الإسلامي بعربه وعجمه.، لا يكرهون الحرية والديمقراطية والتقدم الحضاري الذي تعيشه أمريكا ومن في مستواها من الدول الأخرى.. بل هم يغبطون أمريكا على هذه المقومات الحضارية ويتعطشون لمثلها. ويسعون جادّين للوصول إلى ما وصلت إليه أو بعض ما وصلت إليه، ولكن وفق المثل والقيم الإسلامية الرفيعة.
وإذن فهذه التهمة التي أطلقها الرئيس الأمريكي ليست حقيقية ولا واقعية إطلاقاً.. والرئيس الأمريكي يدرك في قرارة نفسه ومعه جميع قادة أمريكا.. أن هذه المقولة ليست إلا غطاء أو تغطية للسبب الحقيقي والواقعي.. غير الإنساني.. وهو موقفها الظالم وغير العادل من تحيُّزها وتأييدها المطلق للعدوان الصهيوني الغاشم ضد الشعب الفلسطيني الذي يكتسب شرعيته الدولية من وجوده التاريخي القديم في فلسطين قبل الوجود اليهودي بأحقاب طويلة.. ولا عبرة بالتزييف والمغالطات اليهودية..!
* * *
ثالثاً :
العرب والمسلمون يمثلون (رُبع العالم) وبلادهم مصدر الخير والنماء لأمريكا وغيرها.. في حين أن إسرائيل عبْءٌ على أمريكا تأخذ منها ولا تعطيها وتدفع أمريكا سنوياً لإسرائيل أربعة آلاف مليون دولار.
فما الذي تستفيده أمريكا من معاداة العرب والمسلمين.. إن لم يكن ذلك موقفاً (صليبياً) نطق به العقل الباطن للرئيس بوش.. يوم الصدمة الكبرى في 11 سبتمبر..؟
* * *
رابعاً :
تلوحون بين الحين والحين بشرعية قيام الدولة الفلسطينية خاصة في الأيام الأخيرة.. فإذا ضغط عليكم اللوبي الصهيوني تراجعتم بفرض شروط تعجيزية على الشعب الفلسطيني.. وهكذا ديدنكم.. فمتى تبصرون طريق الحق والصواب، والعدالة، والإنسانية حتى تريحوا وتستريحوا..؟
|
|
|
|
|