| محليــات
كلُّ ذي خبرة يفضُّ زوَّادته، ليفيض بما فيها عن عشرين مضين من عمر تأريخ هذه البلاد...
ومجالات التنفيذ في كلِّ ما ورد ضمن خطط التنمية الشاملة قد ذهبت بعيداً نحو صنع حضارة هذه الأمة وفق أهداف منذ البدء كانت أول كلمة في بناء طموح الصورة لرسم خطط الإنجاز نحو تحقيق هذه الصورة البدء...
والمرأة كان لها النصيب الأوفر لا سيما أنَّ مجرد التفكير في أن تضيف إلى «دورها» داخل أسوار البيت دوراً آخر وهي تحمل حقيبة الدرس، ومن ثمَّ حقيبة العمل لهو إنجاز يعدُّ في حدِّه نقطة تحوّل نحو حضارية التجربة... ومكمن الطموح، ومحك الإنجاز...
عشرون مضين وذلك الطامح الذي حمل لواء التعليم بوصفه أول وزير للمعارف يبذرُ ويدرُّ فسائل وقطرات الشجر، والرَّواء لغرس الجذور، تلك التي ضربت في الأبعاد تطاولاً في تجربة تعليم المرأة حين تولَّى مراسم الحكم، وكان من أول ما قال: إنَّ الإنسان لا يفلح إلا بالعلم، ومن ثمَّ لا تنهض البلاد بدون عقول متعلميها...، ذلك لأنَّ للعلم نوراً لا أقوى من إشعاعه يذيب الجهل، ويشحذ الهمم، ويضيء الدروب...
وكان أن أوليت الجهود كلُّها لإنشاء جهاز كبير لتعليم المرأة...، وتوسعت قاعدته، وتدرّج في أمر إمداده ورفده...، وتوسعت فروعه، وانتشرت مؤسساته، ونمت أعداد القائمات عليه بنمو المتلقيات فيه،... وغدت القرية كالمدينة تتنافسان في عدد المدارس... ذلك لأنَّ المدرسة عند هذا القائد هي البوتقة، وعنها المحصلة...
وبانتشار التعليم... انتشر الوعي بين النساء...
وانطلقت قوافل النور...
غدت من حاملة لوثيقة التخرّج في المراحل ما قبل الجامعة...
إلى حاملة الوثيقة الجامعية... ومن ثمَّ لم يتوقف الطموح عند هذا الحد... بل تخطاه إلى التطلّع إلى المراحل الجامعية وما بعدها...
وفي خلال أقل من عشر سنوات في عهده، ازداد عدد حاملات درجة الدكتوراه من المواطنات في جامعة واحدة من خمس إلى عشرات، حتى غدون اليوم خلال عشرين عاماً يفوق عددهن المئات في جامعة واحدة كجامعة الملك سعود على سبيل المثال لا الحصر...
وتقلَّدت المرأة المناصب المختلفة...
فمن المعلِّمة إلى الأستاذة...
إلى الباحثة إلى المخبرية...
إلى الكاتبة...
إلى الصحفية... إلى الإذاعية... إلى الإدارية في المجالات المختلفة...
إلى الطبيبة... إلى المختصة في المجال الاجتماعي، والصحي.
ومن المديرة في مجال التربية، إلى رئيسة القسم الأكاديمي، إلى عميدة الكلية، إلى المحلِّلة، إلى المبرمجة، إلى موظفة البنك، إلى موظفة الأمن...
ومن المستوى العادي إلى المستوى القيادي، ومن الوظيفة الرسمية، إلى الوظيفة الأهلية، ومن العمل الحكومي إلى العمل الخاص، إلى العمل التطوعي، إلى العمل الدبلوماسي، ومن موقع العمل الميداني، إلى موقع العمل المكتبي، إلى مجال التجارة...، ومن التنافس في المجال العام، إلى التنافس في المجال الخاص...
وهي... من إنجاز لآخر...
لا تتوانى... ولا تتقاعس...
ووفق ضوابط لا تخلُّ بدورها، ولا بمكانتها، ولا بقيمها...
وبمثل ما يجد صنوها الرجل من الإتاحة، والتحفيز، والتخصيص تجد...
ولذلك فإنَّ من أهم الإنجازات التي تحققت خلال عشرين عاماً في معية الإنجاز الوطني الأكبر على يد الفهد حفظه الله ... كان إنجاز دور المرأة، وما صنع لها، وما مكِّنت له، وما أتيح لها...
إذ لها فتحت المدارس، بمثل ما فتحت لها فروع البنوك، والمؤسسات، والجامعات، ومكاتب العمل، والتجارة، والأسواق، والصحف، والإذاعة، والتلفاز، ودور النشر، والمكتبات، ومراكز البحوث، وسمح لها بممارسة العمل والتفاعل مع كافة المجالات وفي مختلف المهن...
ويسِّرت لها الدراسة النظامية، والدورات، والمعاهد...، ومراكز التدريب..
ورصدت لها الميزانيات... بل سمح لها بالنزول في مجال التجارة الحرة والتنافس الحر...
كذلك شجِّعت للعمل التطوعي وممارسة كافة الأنشطة الاجتماعية...
إنَّ المرأة في معية الإنجاز.
هي الإنجاز الأكبر والأهم... ذلك لأنَّ مجتمعاً له تقاليده التي قد تقلص من فرص التكافؤ بين المرأة والرجل حين يتحقق لها فيه تكافؤ الفرص في كافة الأمور دون أن يُخلط في ذلك الأمر الخلط المشين أو المعطِّل لهذه القيم فإنه إنجاز بالغ الأهمية...
وهذا ما يُسجل لهذا العهد المميز...
ولحنكة، ووعي، وقدرة القرار للقائد الحكيم الفهد حفظه الله .
يتبع
عنوان المراسلة: الرياض/ 11683 ص.ب 93855
|
|
|
|
|