| الاولــى
* الأقاليم الأفغانية عواصم العالم الوكالات:
تتوجه الأنظار الى العاصمة الأفغانية كابول وقندهار معقل طالبان اللتين باتتا على وشك السقوط بعد مكاسب متتالية للمعارضة في الشمال والشرق والغرب كان أبرزها أمس السيطرة على مدينتي هيرات وقندوز .
ويبدو أن دخول كابول التي فقدت بعض مواقعها الدفاعية بعد تعرضها لقصف جوي عنيف يخضع لحسابات سياسية أكثر منها عسكرية حيث تعارض كل من واشنطن وإسلام أباد اجتياح المدينة قبل التوصل الى ترتيبات بشأن حكومة ما بعد طالبان. وقال قائد كبير في التحالف الشمالي
المعارض لحكومة طالبان الحاكمة في أفغانستان أمس الاثنين على خط الجبهة لرويترز باللاسلكي: إن قوات المعارضة على خط الجبهة الى الشمال مباشرة من العاصمة قد بدأت زحفها كما استولت على بعض مواقع طالبان.
وقال القائد امونولو جوزار «بدأنا الزحف الى الخط الأمامي بالجنود والمدفعية، استولينا على ثلاثة أو أربعة من مواقع طالبان».
ووصل مقاتلو التحالف الشمالي المعارض بدعم من القاذفات الامريكية الى الخطوط الامامية لمواقع طالبان الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا شمالي كابول أمس لاول مرة منذ بدء الحملة الامريكية على أفغانستان قبل 37 يوما.
وقالت مراسلة رويترز روزاليند راسل من الجبهة: إن خطوط طالبان الامامية تعرضت لقصف متواصل من الدبابات والمدفعية والقاذفات الصاروخية الى جانب القاذفات الامريكية من طراز بي 52 .
وقام سرب من الطيران الاميركي يضم قاذفة واحدة بي 52 على الاقل ومقاتلتين من طراز اف 18 بمهاجمة مواقع طالبان عند الساعة التاسعة صباحا أمس موقعا جنوب خط الجبهة قرب قاعدة باغرام وبلدة كاراباخ يتحكم بالطريق القديمة المؤدية الى كابول.
وأشار المراسلون الى أن البي 52 شنت غارتين وأصابت مستودعا للذخيرة وظلت أصوات الانفجارات تسمع لفترة بعد الضربة، وتكاثفت النيران التي تطلقها طالبان حول مطار باغرام الذي يسيطر عليه التحالف الشمالي.
وقد أعلنت ممثلية تحالف الشمال في دوشانبي «طاجيكستان» أمس الاثنين استيلاءه على مدينتي هيرات في الغرب وقندوز في شمال شرق أفغانستان.
وأعلن محيي الدين مهدي الرجل الثاني في سفارة الحكومة الأفغانية في المنفى في دوشانبي لفرانس برس «عند الساعة 30.09 من الصباح بالتوقيت المحلي استولى تحالف الشمال على مدينة قندوز واستولينا أيضا على ولاية هيرات».
لكن حركة طالبان نفت في رسالة مباشرة من مراسل قناة الجزيرة الفضائية في كابول سقوط هيرات. وقال المراسل: إن النفي «رسمي» مشيرا نقلا عن مصادر طالبان أن مواقع الحركة في هذه المدينة قوية وحصينة.
وقالت وكالة الانباء الاسلامية الأفغانية إن قوات المعارضة استولت خلال الليلة قبل الماضية على مدينة «ميمنة» عاصمة ولاية فارياب. وأكد متحدث باسم طالبان لوكالة فرانس برس «لقد انسحبنا من المدينة».
الى ذلك قالت وكالة الانباء الاسلامية الأفغانية التي تعمل من باكستان أمس الاثنين أن حركة طالبان لم تعد تسيطر سوى على ولاية واحدة في شمال أفغانستان بعد التقدم الذي أحرزته المعارضة.
وأشار المتحدث نفسه الى أن القصف الاميركي الليلة الماضية على مدينة قندهار «جنوب شرق» أوقع ثلاثة قتلى وثمانية جرحى بين المدنيين.
ستكون مدينة هيرات الأفغانية جائزة حقيقية للتحالف الشمالي المعارض في معركته المدعومة من الولايات المتحدة للإطاحة بحركة طالبان.
وقالت الاذاعة الإيرانية أمس: إن التحالف استولى على المدينة التي تقع بغرب البلاد بعد تراجع طالبان.
ونقلت الاذاعة عن مراسلها في هيرات قوله: «مع تقهقر قوات طالبان من مواقعها سقطت هذه المدينة بالكامل منذ لحظات». لكن قناة الجزيرة القطرية قالت إن مصادرها في أوساط طالبان نفت سقوط المدينة.
ويمهد الاستيلاء على المدينة الطريق أمام المعارضة لمحاولة الاستيلاء على قندهار الواقعة جنوب البلاد وهي مقر زعيم طالبان الملا محمد عمر.
وهيرات واحة يرجع تاريخها الى خمسة آلاف سنة وتعتبر تربتها الأكثر خصوبة في منطقة آسيا الوسطى. ووصفها المؤرخ اليوناني هيرودوتس بأنها «سلة خبز» المنطقة.
وكتب الامبراطور المغولي بابر في القرن السادس عشر قائلا: «لا يوجد في العالم المسكون بأسره مدينة مثل هيرات».
وعلى مدى قرون ظلت هيرات على تقاطع طرق امبراطوريات الفرس والاتراك المتنافسة وفتحها جنكيز خان عام 1222 وتردد أنه لم يبق إلا على حياة 40 فقط من بين 160 ألفا كانوا يسكنون بها.
إلا أن المدينة انتعشت وأصبحت عاصمة الدولة التي اتخذها تيمورلنك بعد نقلها من سمرقند عام 1405، وأصبحت مركزا للفنون بمساجدها وحماماتها العامة ومكتباتها وقصورها.
والمدينة مشهورة بعدة معالم تاريخية إلا أن المسجد الجامع الأزرق الذي يتمركز في وسط المدينة هو أشهر معالمها وظل صامدا بعد معارك كثيرة دارت خلال القرن العشرين.
وتعرضت المدينة لقصف عنيف خلال الاحتلال السوفيتي حينما هب أبناؤها عام 1979 لاخراج السوفييت منها.
وتولى قائد المجاهدين إسماعيل خان الذي يقول: إن قواته تتقدم الآن في اتجاه المدينة قيادة محاولة انقلاب.
وردا على ذلك أرسل الاتحاد السوفيتي300 دبابة من تركمانستان وقصف المدينة قصفا عشوائيا.
ولا تزال الانقاض متناثرة على مساحات كبيرة من المدينة وأتت ثلاث سنوات من الجفاف على الأراضي الزراعية والحدائق التي كانت تشتهر بها يوما.
|
|
|
|
|