رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th November,2001 العدد:10638الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,شعبان 1422

متابعة

واشنطن تخسر الحرب الدعائية في أفغانستان
* واشنطن (د. ب. أ):
في حديث للصحفيين قال مسؤول إسرائيلي كبير مؤخراً: «حين يظهر على شاشات التليفزيون أحد الطرفين ولديه دبابات بينما يظهر الطرف الآخر ولديه سيارات إسعاف فإن الطرف الثاني سوف يتفوق على الاول حين يتعلق الامر بالدعم الشعبي».
وقد تمت الاستفادة من هذا الدرس من المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية، ولكن في العالم الثالث فإن الولايات المتحدة تجد نفسها هي الأخرى في وضع غير مريح إذ إنها تخسر الحرب الدعائية في أفغانستان في العالمين العربي والاسلامي على الاقل حيث ينظر للقاذفات الامريكية باعتبارها القوة العسكرية العظمى في حين ينظر لمتشددي طالبان باعتبارهم الضحايا.
وبدأ البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية متأخرين في محاولة تصحيح هذا الوضع غير أن أمامهم الكثير مما يجب إصلاحه بعد أن أبدى أسامة بن لادن المتهم بالارهاب مهارة تثير الدهشة فيما يتعلق باستخدامه التليفزيون من أجل الترويج لقضيته.
والغريب أن حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان التي توفر لبن لادن المأوى. تحرم التليفزيون.
وعندما ظهر بن لادن على شاشة تليفزيون قناة الجزيرة التي تبث برامجها من قطر ليعرب عن سخطه إزاء «الكفار» ومن بينهم منظمة الامم المتحدة التي تمثل مصدر أساسي لتوفير المساعدات الغذائية لأفغانستان قام الدبلوماسي الامريكي المعتزل كريستوفر روس بالتعبير عن رد فعل الولايات المتحدة على نحو يتسم بالبلاغة وكان روس الذي يتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة يشغل منصب السفير الامريكي السابق لدى سوريا وهو يمثل طبقة كاملة من الدبلوماسيين الامريكيين الذي يعرفون باسم الخبراء بالشؤون العربية وهذه الفئة من الدبلوماسيين متخصصة في العالم العربي وتتحدث اللغة العربية وتفهم الثقافة والسياسة العربية.
ولكنهم أصبحوا أثناء فترة إدارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون موضع شبهات وتم استبدالهم بمجموعة من المسؤولين ممن يفتقرون إلى الخبرة فيما يتعلق بالعالم العربي أو ممن يعرفون بانتمائهم إلى إحدى منظمات اللوبي الاسرائيلي التي تعرف باسم لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية/ الامريكية (إيباك).
وكانت النتيجة فراغ في المعلومات بشأن البركان الثائر الذي يمثله العالم العربي. وكان ذلك واحدا من الاسباب في أن الهجمات التي تعرض لها برجا مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) جاءت كمفاجأة تامة بالنسبة لواشنطن.
وساد الجهل بشؤون العالم العربي ليس فقط في وزارة الخارجية الامريكية ولكن أيضا في وكالات الاستخبارات الامريكية التي كانت تعاني نقصا في الافراد والقدرات التحليلية كي تفهم أن أمرا هاما وخطيرا كان يختمر في العالم العربي.
وتحاول الولايات المتحدة الآن تحسين صورتها من خلال إسقاط عبوات غذائية عليها ملصقات توضيحية باللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية ولكن ليس بالعربية أو بأي لغة أخرى من اللغات المستخدمة في أفغانستان.
وأطلقت الوكالات الامريكية، ومن بينها وكالة الاستخبارات المركزية، نداءات استغاثة تطلب فيها مساعدة الامريكيين الذين يتحدثون العربية، وسمح الكونجرس الامريكي بإنشاء إذاعة أفغانستان الحرة من أجل بث الرسالة الامريكية إلى الافغان أو على الاقل أولئك الافغان الذين وصلت إلى بيوتهم الكهرباء ويمتلكون جهاز راديو.وعلى مستوى آخر أصبح انعدام التفاهم بين الحكومة الامريكية من جهة والحكومات العربية من جهة أخرى بمثابة قضية أخرى مطروحة على الساحة.
وقد انتقدت حكومات عربية التي عادة ما تعتبر من الحكومات الصديقة للولايات المتحدة إدارة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش صراحة لعدم دعوته للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى البيت الابيض لاجراء مشاورات بشأن المفاوضات الاسرائيلية/ الفلسطينية المتوقفة. وتقول مستشارة الامن القومي الامريكية كوندوليزا رايس إن الزعيم الفلسطيني لم يتلق دعوة لأنه لم يبد حماسا كافيا فيما يتعلق بالحرب ضد الارهاب.
وفي الوقت ذاته تحرك الاتحاد الاوروبي الذي كانت الولايات المتحدة قد دفعته إلى الخلفية فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط ليصبح في الواجهة ليملأ الفراغ الذي خلفه غياب إدارة الرئيس بوش.
وقام عدد من المسؤولين الاوروبيين بجولات في الشرق الاوسط في محاولة لاخراج المفاوضات من حالة الجمود التي تعتريها ولكن بغياب التدخل الامريكي يبدو أن الاسرائيليين غير راغبين في التخلي عن موقفهم بعدم إجراء محادثات ما لم يتوقف العنف الفلسطيني تماما ضد الاسرائيليين.
ولكن يبدو أن هذا العنف قد خرج عن نطاق سيطرة السلطة الفلسطينية وهو ما يعتبر إشارة أخرى إلى أن الاحداث قد تطورت على نحو خطير لتخرج عن نطاق سيطرة أي حكومة بما في ذلك حكومة الولايات المتحدة.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved