أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th November,2001 العدد:10638الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,شعبان 1422

مقـالات

نوافذ
داحس والغبراء
أميمة الخميس
نشرت صحيفة «بابل» العراقية، مقالاً يتعلق بالأحداث السياسية الأخيرة، وكان في مجمله يدور حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث يصر كاتب المقال على ان التهديد الامريكي للمنطقة ما هو إلا امتداد لحكم بوش الأب في حرب الخليج السابقة، والذي لم تسعفه الانتخابات لإتمام جميع مهامه في المنطقة، فأوعز إلى ابنه أن يكمل جولة «انتقامه» من مخالفي أمريكا..!!!
ولا أدري الجهة الموجه إليها الخطاب الإعلامي السابق البادي السذاجة والضحالة معا، هل هو يخاطب رجل الشارع البسيط الذي من الممكن أن تمر عليه هذه التحليلات العجيبة «تحليل النشامى» أم ان كاتب المقال نفسه يعاني من مأزق تاريخي، ولا يعيش يومه بل يعيش ماضيا سحيقا ينتمي الى زمن حرب «داحس والغبراء» إذ ظلت القبائل تتقاتل حتى كادت أن تفنى بسبب فرسي السباق، أو لربما حرب البسوس حيث اشتعل القتال بينها بسبب ناقة لعجوز «نزقة» وظلت الأجيال تتوارثها آنذاك في هوس مجنون بلا طائل، ذلك العصر الذي كانت الحروب فيه هي انفعال يرجع لقرار شخصي منقطع عن الصالح العام لجماعته تماما ..... كقادسية «صدام حسين».
ولست بحاجة هنا إلى أن أذكر بأن المؤسسة الدستورية في أمريكا لا تخضع لقرار شخصي ونوايا مبيتة لأسرة تعاني مأزق العظمة في علاقتها مع العالم الخارجي، أو عن قرار الحرب الذي تموله جيوب دافعي الضرائب، لا بد أن يمر عبر العديد من القوانين الدستورية التي وحدها فقط من الممكن أن تبرره أو تسوغه، وتتسنم مصالح امريكا الاقتصادية رأس هذه المبررات تلك المصالح التي تتعلق بالبنوك والمصانع والمؤسسات، وما سوى ذلك من المستحيل أن يفتح مخازن الأسلحة والعتاد هناك ويطلقها في حرب هوجاء خاضعة لأحلام الفرد بالقوة أو العظمة.
ولكن «كل يرى الناس بعين طبعه» والذي تعود أن يحشد الجيوش الجرارة، ويعرض أمته ومقدراتها للفناء والتهلكة، نتيجة لنزوة انفعالية خاصة، باستطاعته أن يصدق طرحاً سابقاً يشير إلى أن وجود جيش «بوش الابن» في المنطقة تم مرضاة «لخاطر» «بوش الأب».
لا أود أن أقارب هذا الموضوع بالمزيد من صيغ التهكم والسخرية فالجميع يعلم بأن شعب العراق الشقيق يمر بمأزق تاريخي صعب للغاية، وقد تعرض لابتلاء بحكومة دموية تأبى أن توازن بين المصالح العامة والخاصة وتقود شعبه على دروب الخلاص.
ولكن في نفس الوقت لا بد أن نصاب بالخيبة والحسرة على ذلك الانقطاع التاريخي بين الواقع وما يقدم كمادة إعلامية إلى البسطاء والعامة والشارع العربي المبتلى بأفواه كبيرة وثرثارة ومنقطعة عن واقعها وعقلانيتها واللغة التي يتحدث بها العالم المتحضر.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved