أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 13th November,2001 العدد:10638الطبعةالاولـي الثلاثاء 28 ,شعبان 1422

مقـالات

مركاز
هوس القوارير «1»
حسين علي حسين
قبل سنوات انتشر في كافة المدن السعودية محلات لتعبئة مياه الشرب، وقد سبب انتشار هذه المحلات قلقاً للبلديات ومصالح المياه والصرف الصحي، فبدأت الجولات على هذه المحلات للتأكد من توافر كافة الشروط الصحية بها، وقد اتضح ان العديد من هذه المحلات لا تقدم مياه منقَّاة او معالجة، بل ان اغلب تلك المحلات وجد انها تفتقر الى الحرص والنظافة في أخذ المياه وتوزيعها على طالبيها، بل ان بعض هذه المحلات اتخذت لها مقار في محطات الوقود وفي مناطق شعبية تفتقر في الغالب الى النظافة، لكن الناس كانوا في وادٍ، وقرارات الجهات المختصة وجولات موظفيها في وادٍ آخر، حتى صدرت القرارات بقفل هذه المحلات بالضبَّة والمفتاح، بذلك اختفت الجوالين التي كنا نعبئ بها سياراتنا، نأخذها من المنزل فارغة ونعود بها مليئة، وهكذا أزحنا بندا من بنود المقاضي اليومية، وازحنا ما اقنعتنا البلدية بوجوب التخلي عنه، عندما قالت إن مياه المصلحة نظيفة وصحية وخالية من الشوائب، وان العيب في خزانات منازلنا لا في مواسير او محطات معالجة او توصيل المياه للمنازل!!
وحالما ودعنا الجوالين، ظهرت علينا محلات الادوات الصحية، بسيل لا ينقطع من اجهزة معالجة المياه، بل ان بعض المحلات قامت بتوفير عروض يومية، لمن يرغب او لا يرغب، ليرى كيف تتمكن الاجهزة المعروضة، من تنقية المياه، وازالة الشوائب او الالوان بطريقة دقيقة وفعالة، وذلك عن طريق سكب علبة بيبسي او شاي او برتقال، ليخرج محتوى العلبة من الجهاز، مثل بياض الثلج..وهكذا كنا نبلع الطعم أو نقتنع بطريقة جلا..جلا، حتى اصبحت البيوت والشقق تعج بأجهزة معالجة المياه أو تنقيتها، وعلى طريقة كل برغوث على قدر دمه، أصبح هناك اجهزة فندقية للأثرياء واجهزة وسط لأصحاب الفلل حتى نصل للحفاة أصحاب الشقق والمنازل الطينية، الذين وجدوا ان من حقهم التمتع بمنجزات العصر، وشرب مياه منقاة ونظيفة، تنسيهم معاناتهم مع المياه الحمراء ومياه البرك والجداول، التي كانوا يشربونها هنيئاً مريئاً، دون ان تستقر في أحشائهم المشاكل الكلوية التي يعاني منها الان لدهشتهم شاربو المياه المنقاة، والذين لم يعاصروا مرحلة المياه الحمراء المكللة بالحصى والشوائب وما خفي أعظم وأمرّ!!
بل ان البطر وصل ببعض الناس ان يخضعوا مياه المصلحة التي تدخل منازلهم لمنجزات التكنولوجيا، وهكذا دخلت الى البيوت الكبيرة، اجهزة التنقية الفندقية، التي كما يقال تؤدي مهمتها بكفاءة عالية، وتضع كل قطرة ماء آتية من المصلحة للفحص، حتى أصبحت المياه التي تستخدم في سقي الزرع وغسيل الادوات المنزلية والاستحمام والتنظيف مياه خمسة نجوم، عليها رقابة المصلحة ورقابة اجهزة المعالجة المنزلية، لكن هل كان هؤلاء الذين يدفعون اكثر من خمسين ألف ريال في هذه الاجهزة يشربون المياه التي تفرزها؟!

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved