مسيرةُ الخير عنها الليل ينكشف
فيُشرق المجدُ منها يُورقُ الشَّرَفُ
مسيرةُ الخير فيها مَنْبَعٌ وردتْ
عليه أفئدةٌ بالحب تأْتَلِفُ
مسيرةٌ، مُقْلَةُ التاريخ تَرصُدها
رَصْدَ المُحب ، وعنها الوهم ينصرفُ
يُثير ذاكرة الأيَّام رَوْنَقُها
ويَبْهَرُ الخِصْبَ منها روضُها الأُنُفُ
مسيرةٌ بدأتْ والأرضُ قاحلة
تشكو الجفافَ وبالرَّمضاءِ تَلْتَحِفُ
مسيرةٌ بدأت والبحرُ مضطربٌ
والريحُ هائجةٌ والنَّاس قد وَقفوا
من حولها الأرضُ بالأفكار مائجة
البعضُ مستترٌ والبعضُ منكشفُ
مذاهب الشر كانت في غياهبها
تطوي العقُولَ، وشمسُ الخير تنكسفُ
والمستنيرون بالأَوهام قد صنعوا
جيلاً من اللُّجَّة السوداءِ يفترقُ
كم ردَّدوا من شعاراتٍ مضللةٍ
كم لَمعوا وجهَ دعواهم وكم هَتَفوا
وكم أراقوا على أرض الجفاءِ دماً
للمكرماتِ، وكم غنَّوا وكم عَزَفوا
وظلَّت الرايةُ الخضراءُ شامخةً
فيها الصمودُ وفيها الخير والنَّصَفُ
مسيرةُ الخير سارت لا تعطلها
ريحٌ وليست معَ الأَمواج تنجرف
مضتْ يحصنها الدينُ الحنيفُ فما
يَلْوي خُطاها عن الأهدافِ مُنْعَطَفُ
مضتْ وآثارُها في الأرضِ شاهدةٌ
أنَّ اللآليَّءَ لا يُزري بها الصَّدَفُ
مسيرةٌ رسم «الإسراءُ منهجَها
فالكونُ ميدانُها، والجنَّةُ الهَدَفُ
يا خادمَ الحرمينِ الشمسُ ساطعةٌ
وإنْ تنكَّر أهلُ الحقد وانصرفوا
لا ينكر الحقَ، مَنْ في الحق غايتُُه
وكيف ينكر جذعَ النَّخْلَةِ السَّعَفُ؟!
حروفُنا في بيان الحق واحدةٌ
لا تقبل الياءُ ما لا تقبل الأَلِفُ
كيانُنا شادَه فيما مضى سَلَفٌ
ولن يفرط فيما شيَّدوا خَلَفُ
أمانةٌ أنتَ راعيها، ونحن على
درب الوفاءِ لمن بالحكمةِ اتصفوا
هناكَ في قمَّةِ الأمجاد موقعُنا
إنْ أنكر الناسُ فالأمجاد تعترفُ