| مقالات في المناسبة
تعيش المملكة العربية السعودية هذه الايام فرحة كبرى بمناسبة عشرين عاماً على تولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك والأب البار/ فهد بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية وقد عبر أبناء هذا الوطن عن أصدق المشاعر نحو قائدهم عبر مجالسهم ولقاءاتهم ووسائل الاعلام السعودية المقروءة والمرئية والمسموعة وتحدثوا باسهاب عن العطاء غير المحدود الذي قدمه والدهم منذ أن كان على قمة المسؤولية في وزارة لمعارف، وكذلك وزارة الداخلية حتى انتقل به المطاف بأن يكون عضيداً لجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز وجلالة الملك خالد بن عبد العزيز رحمهم الله وأخيراً يكون على رأس الهرم في الحكم في المملكة، واستطاع القائد العظيم بفضل من الله ورعايته ثم بفضل ما تعلمه من خلال مدرسة جلالة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية وصاحب الفضل الكبير من بعد الله، في ما تعيشه بلادنا من قاعدة راسخة قوية مبنية على أسس علمية استطاع مولاي خادم الحرمين الشريفين بفضل ما نهله من هذه المدرسة ومن تجارب ومن خلال خدماته الطويلة ولقاءاته وزياراته المتعددة للعديد من الدول العربية والاسلامية ودول العالم الاخرى، وما واكب هذه اللقاءات والاستطلاعات والاستكشافات استطاع رعاه الله ان يقود السفينة الى شاطئ الامان وان ينقب ويبحث أفضل السبل في كل ما من شأنه رقي ونهضة هذه البلاد، ويتماشى مع مكانتها السامية وموقعها المتميز، ولا سيما ان بلادنا تعتبر قلب العالم الاسلامي لكونها مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومهوى أفئدة المسلمين واليها تتجه أنظار المسلمين وتستقبل ملايين المسلمين في كل عام للزيارة والعمرة وأداء الركن الخامس من أركان الاسلام وهو الحج.. ولقد حرص القائد العظيم على أداء الرسالة على الوجه المطلوب.. وكان في مقدمة ذلك خدمة الحرمين الشريفين.. ووظف نفسه من اجل هذه الخدمة الجليلة عن طريق رسم الأهداف والخطط في مجال التوسعة في البيت العتيق وفي المسجد النبوي بالشكل الذي يجعلهما تستوعبان ألوف المصلين والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام.
كما سهر على إزالة العوائق التي تقف في وجه القادم من والى هذه الاماكن المقدسة حيث اقيمت الطرق والانفاق والجسور.. الى جانب هذا كله حرص خادم الحرمين الشريفين ان يكون على رأس القائمين على خدمة حجاج بيت الله الحرام في كل عام.
ليشاهد بنفسه كيفية أدائهم هذه المناسك بكل يسر وسهولة.. والعمل على ازالة كل ما من شأنه يعيق هذا خلال الأعوام القادمة.
ومنذ ينتهي الحج وحتى يبدأ الحج القادم يعمل أبو فيصل بمعاضدة ولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني على دراسة البحوث والدراسات التي تم إعدادها من ملاحظات واقتراحات قدمت من الجهات المسؤولة التي تعمل في الميدان في سبيل ان يكون هناك من الخدمات الجليلة ما تكون أفضل مما قدم خلال حج العام المنصرم.
وصرف مولاى خادم الحرمين الشريفين المليارات على هاتين المدينتين المقدستين من اجل خدمة الاسلام والمسلمين، وما قطعته المملكة قيادة وشعبا من عهد في سبيل ذلك بدون منة .. وتحقق العطاء المميز وفي وقت وزمن قصير لضيوف الرحمن.. ومازال العطاء مستمراً لتحقيق المزيد والمزيد لزوار وحجاج بيت الله الحرام.. وفي مجال بناء الإنسان السعودي حرص خادم الحرمين الشريفين الى الوصول الى ارقى وسائل التعليم والمعرفة وأنفق من أجل ذلك بلايين الريالات.. وما السبع الجامعات والعديد من الكليات المتطورة والمدارس في كل مركز ومحافظة ومدينة وفي البوادي وما وصل اليه الفرد السعودي من تحصيل علمي في شتى العلوم الا احد الدلائل التي تثبت حرصه على القيادة الرشيدة على الوصول بأبناء الوطن الى التحصيل العلمي الذي يفيدهم ويفيد الوطن ويخلق منهم القيادات التي تقود هذه البلاد الى مصاف الدول المتقدمة.. وقد برع في ذلك أبناء الوطن.. وما نشاهده اليوم على أرض الواقع من نهضة عمرانية وصناعية و في كل مرافق الحياة ما هي إلا إحدى ثمار ما انفقته الدولة على التعليم.
وفي مجال الصناعة سعى قائدنا الفهد الى بناء المدن الصناعية العملاقة في بلادنا الغالية، وما مدينة الجبيل وينبع الصناعيتين اللتين تعدان من أفضل المدن الصناعية في العالم بناء وعطاء إلا أحد الشواهد على ذلك. هذا الى جانب ما قدمه الفهد في مجال المواصلات من اتصالات وطرق لتشكيل شبكة متكاملة داخل البلاد، وأيضا ممتدة الى دول الجوار وكان من أبرز ذلك جسر الملك فهد الممتد من الشرقية الى أشقائنا في البحرين وهذه إحدى البنية الاساسية التي استطاع خادم الحرمين الشريفين تحقيقها على أعلى المستويات.. كما حرص مولاي على صحة المواطن السعودي، وكذلك كل من يعيش على ظهر هذه البلاد حيث بنيت العديد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في شتى أرجاء المملكة العربية السعودية، كما حرص على بناء الكليات ذات التخصص في المجالات الصحية واصبحت تقدم العديد من الاطباء ذوي التخصصات المتعددة.. وذلك بهدف خلق جيل سعودي في مجال الطب .. وفي مجال الأمن الواقع كان لوجود خادم الحرمين الشريفين على قمة المسؤولية في وزارة الداخلية العديد من السنوات الأثر الكبير حيث استطاع المليك اختيار الشخص لمناسب الذي يستطيع ان يطلع بهذه المسؤولية الكبيرة والمهمة ولديها الصبر والجد والتفاني لتقديم هذه الخدمة الجليلة، وكان لاختياره صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزيراً للداخلية من أحد الامور التي وفق خادم الحرمين الشريفين لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
وقد استطاع سمو الامير نايف بن عبد العزيز ان يختار شخصيات لديها الإحساس الأمني ولديها القدرة والكفاءة على أداء هذه الرسالة العظيمة على الوجه المطلوب، وقد كان اختياره لصاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبد العزيز نائبا لوزير الداخلية عاملا مهما في الوصول بهذا الجهاز الى مصاف الاجهزة المماثلة في دول العالم.. بل ان الواقع يثبت ان وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية من أرقى الوزارات التي تقوم على خدمة الأمن .. وما اطلاع سمو سيدي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بالعديد من المهمات والمسؤوليات أثناء عقد اجتماعات وزراء الداخلية العرب الا احد الدلائل على ما يتمتع به سموه الكريم من مزايا أهلته الى ذلك.. وكذلك ما تقدمه الوزارة التي يشرف عليها من خدمات ودراسات وتحليلات وتطلعات كان ومازال لها الاثر على بناء قاعدة راسخة ينطلق من خلالها المسؤولون عن الامن في مكافحة الجريمة قبل وقوعها وتبادل المعلومات في كل ما يخدم هذه الغاية..
أما عن الدفاع فقد استطاع قائد القوات المسلحة الاعلى في المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ان يكون في المملكة العربية السعودية جيشاً قوياً يمتلك من القدرات والامكانات التي تمكنه بعد عون الله تعالى من الدفاع عن الوطن.. وما وجود صاحب السمو الملكي سيدي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد على قمة المسؤولية في الحرس الوطني وكذلك صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز على وزارة الدفاع والطيران الا احد الشواهد على اهتمام خادم الحرمين الشريفين بقواتنا المسلحة بشتى افرعها وتخصصاتها.
ولقد برهنت قواتنا المسلحة والحرس الوطني على الاطلاع بمسؤولياتهم والاستبسال والتضحية للذود عن الوطن واستطاع ابناؤنا الاستفادة مما قدم لهم من امكانات هائلة وعالية التقنية واستخدامها على أفضل السبل والمحافظة عليها وخلق سياج متين في أرجاء الوطن يحول بقدرة الله دون تحقيق مطامع الاعداء.
وفي السياسة الخارجية وضعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين العديد من السياسات المبنية على أسس علمية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية في بلد «ما» وأوضحت للعالم عبر المنظمة الدولية عن سياستها الداخلية والخارجية، وان هذه البلاد بلد اسلامي ذو مكانة رفيعة في قلب العالم الاسلامي وأيضا موقع استراتيجي في العالم، وانه انطلاقا من هذا فان التعامل مع الغير سيكون من موقع دستورنا الذي اختاره جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وهو القرآن الكريم الذي قدم في عهده طيب الله ثراه نسخة منه الى هيئة الأمم المتحدة عندما طلبت المنظمة الدولية التعرف على دستور كل دولة، وان هذه البلاد قيادة وشعبا تحتكم الى هذا القرآن الكريم هو من عند خالق الكون وهو رب العالمين سبحانه وما فيه هو صالح لكل زمان ومكان.
وان ليس لهذه البلاد أي مطامع في بلد «ما» وان ما تبنيه من جيش هو من أجل الدفاع عن الوطن وليس من باب الاعتداء على الغير.
وانها تحارب الرذيلة والارهاب وتدافع عن الحق. وانها تضع كل امكاناتها لخدمة الاسلام والمسلمين والانسانية وانها دائما وأبدا تسعى الى الدعوة الى تحقيق العدالة والدعوة الى الاخاء والوئام وخلق سلام عالمي يخدم البشرية على حد سواء.
وان من العوامل التي تساعد على تحقيق السلم العالمي هو تحرير المسجد الأقصى وجميع الأراضي العربية المحتلة وتمكين أهلها من العودة وبث سلطتهم عليها، كما كانت قبل الاحتلال الاسرائيلي.. ومازالت تطالب بذلك.
كما تدعو الى ايجاد الحلول لبعض القضايا الاسلامية على « سبيل المثال وليس الحصر.
قضية كشمير والبوسنة والهرسك.. وغيرها من القضايا العادلة التي تهم العالم الاسلامي.. وكما انها لا ترغب التدخل في شؤون الغير فهي تدعو الى عدم التدخل في شئونها الداخلية.. وهي تقاوم الإرهاب بشتى أنواعه انطلاقا من عقيدتها الاسلامية التي تنبذ الارهاب. وتدعو الى مقاومته بشكل عالمي ودولي وعبر قنوات الامم المتحدة. حيث إن ذلك يسهم في القضاء عليه باعتبار ان دول العالم تسهم في رسم سياسة موحدة غير منظمتهم الدولية.
هذه ملاحم عن النهج الحكيم الذي سار عليه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وما قدمه من خلال هذا النهج للمواطن والوطن والاسلام والمسلمين والسلم العالمي تفوق التصورات مما كان له الاثر الطيب في ابناء هذا الوطن الأوفياء، ويجعلنا نستقبل هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وهو مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية. ان نؤكد لمولاي اننا على عهدنا وولائنا وإخلاصنا الذي نتوارثه جيلا بعد جيل.. وسنظل على هذا المبدأ ان شاء الله تعالى ما دام لنا وارث على قيد الحياة.. والذي استطاع حفظه الله ورعاه ان يدخل التاريخ من أوسع أبوابه نتيجة لإخلاصه رعاه الله لدين الله الواحد الأحد .. الذي مكنه بتوفيق من الله من اختيار أفضل السبل في القيادة والعدالة والحكمة والتعامل الحسن.. والرعاية والعطف والشفقة على أبناء أمته بشكل خاص والأمة الاسلامية بشكل عام وخدمة الانسانية في أي أرض وتحت أي سماء.. وهذا ما جعله ويجعله يعيش في القلوب.. ومحل ذكرى غالية لدى ابنائه يذكرونه جميعاً بالوفاء والحب والعرفان وسيظل التاريخ يروي للحاضر وللأجيال القادمة العطاء غير المحدود الذي قدمه حفظه الله للوطن وللأمة.
هنيئا لمولاي بما وفقه الله من تقديم الكثير والكثير من الأعمال المجيدة.. وبما حباه الله من خصال حميدة وصفات حسنة.. هنيئا لمولاي على السياسة الحكيمة التي استطاع من خلالها وضع هذا الوطن وأهل الوطن في مأمن من النزاعات والتفرق والتمزق والحروب، واستطاع ببعد نظره وحكمته ان يجعل مشاكل الحدود مع دول الجوار يعيش الجميع في وئام ومحبة وإخاء .. ويحول دون مطامع الاعداء والحاقدين والحاسدين الذين كانوا يحاولون من خلال ذلك بث الفرقة وإثارة القلاقل والشكوك. بين أبناء الأمة الواحدة.. أهنئ مولاي على هذا الحب والولاء والتلاحم الذي نعيشه، وبرهن على طول التاريخ اننا من أفضل الأمم، وهذا ما كان يتم لولا رعاية المولى سبحانه وتعالى وحسن توفيقه.. ووضعه في الحسبان ايده الله ان الطاعن في السن هو اب، وأن الذي يليه في السن أخ... وان الصغير ابن.. وهذا ما سار عليه موحد وباني هذه الأمة والد الجميع جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وأبنائه البررة الميامين جلالة الملك سعود وفيصل وخالد بن عبد العزيز رحمهم الله. وهذا ما سجله وسوف يسجله التاريخ لخادم الحرمين الشريفين على مدى الأزمان والعصور، وعلى أرض الواقع وهم يلتقون به حفظه الله سواء ابناءه واخوانه وأولاده وهم يحملون الخناجر والسيوف والبنادق والرشاشات ويقدم نحوهم بمفرده بدون أي حراسة أمنية ويشق الصفوف لوحده ويشاركهم في أفراحهم وابتهاجاتهم بمقدمه الميمون.. وكذلك الحال مع ولي عهده الأمين سمو سيدي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وهذه نعمة جليلة لا ينكرها الا جاحد وهذه الملحمة لا توجد الا في بلادنا الغالية وليس لها نظير في بقعة من بقاع العالم.. بل ان من يشاهد هذه المواقف من الاخوة في الوطن العربي أو الاسلامي أو الاجانب يذهلون من هذه المواقف ولكن هذه المواقف الجليلة الحبيبة على النفس تستحقها قيادتنا الرشيدة التي نحبها من قلوبنا أشد الحب، والتي هي محل فخرنا واعتزازنا والذي نحن نحيا من أجلها ونموت من أجلها، نحن كتبنا، وسوف نكتب عنكم يا مولاي وندرك تمام الادراك انه مهما حاولنا ان نعبر عن مشاعرنا فلن نصل الى المكانة التي تحتلونها في قلوبنا.. ولكن نعاهد الله ثم نعاهدكم على السمع والطاعة والوفاء بالوعد والعهد سائلا الله لمولاي المزيد من الصحة والعافية والسلامة والتوفيق والسداد وأن يمد في عمركم على طاعته وأن يحميكم من كل مكروه وان يشد عضدكم بإخوانكم الميامين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وبأفراد الشعب السعودي الأوفياء وان يديم على هذه البلاد الطاهرة الامن والأمان.
إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير.
|
|
|
|
|