| العالم اليوم
أن يتملص الرئيس جورج بوش الابن عن لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء تواجدهما في نيويورك لحضور اجتماعات الامم المتحدة فهذا شأنه، ولقاؤه مع عرفات لن يضيف امتيازاً للزعيم الفلسطيني، كما انه لن يمنحه (صك) الدولة.. فاللقاءات مع الرؤساء الامريكيين وحتى الغربيين أصبحت بلا معنى وتكتسب اهمية مثل اقوالهم وتصريحاتهم التي تتناول القضية الفلسطينية. ألم يقل الرئيس بوش نفسه انه ينوي طرح مبادرة سلام جديدة في الشرق الاوسط..؟!
ألم يبشر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا بالدولة الفلسطينية وأوحى لكل من قابلهم في المنطقة العربية انه متفاهم مع الرئيس الامريكي على اهمية اقامة الدولة الفلسطينية وترك انطباعاً بأنه ينقل رسائل من بوش لتقوية التحالف ضد الإرهاب.
ألم نسمع ولا نزال نسمع كل يوم تقريباً من رؤساء دول وحكومات ووزراء غربيين ان بلدانهم تتعاون مع امريكا لتحقيق حل في الشرق الأوسط..؟!
هذا الكم من الوعود والتصريحات اين ذهب، وهل (تملص) كبير الغرب بوش عن لقاء الطرف الآخر للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي في حين يفتح بيته الابيض وذراعيه ومكتبه للطرف الأخر فقط، ألا يعتبر انحيازاً أعمى لطرف دون الآخر.. وهل مثل هذا التصرف يمكن ان يصدر عن وسيط نزيه عاقل..؟!
الامريكيون والغربيون مثلهم يوزعون النصائح ويضعون نظريات العلوم السياسية بل وحتى الوصايا الأخلاقية وكثير من كتب العلوم السياسية وكتب القانون وحتى الاخلاق يؤلفها وينشرها ويبشر بها كتاب واكاديميون امريكيون وغربيون ويطالبون العالم من خلال فرضهم العولمة وأنماطهم الفكرية والسياسية على الدول الاخرى الا انهم ينسون قياداتهم واداراتهم السياسية التي تتجاوز في ممارساتها كل النظريات السياسية والاخلاقية التي يريدون من الدول الاخرى الالتزام بها في حين يتملص منها قادتهم مثلما يتملص بوش من تعهداته ووعوده التي نثرها في اكثر من مناسبة بعد احداث الحادي عشر من ايلول ليزيد من مساحات الكراهية في الشرق الاوسط وكل دول العالم الاسلامي قاطبة.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|