رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th November,2001 العدد:10636الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شعبان 1422

وَرّاق الجزيرة

وسيلة الظفر .. مولود تراثي جديد
«وسيلة الظفر في المسائل التي يُفتى فيها بقول زُفر» عنوان لكتاب فقهي مخطوط، ألفه الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا قاضي ومفتي الأحساء المتوفى عام 1339ه، وقد قام بدراسته وتحقيقه حفيده الدكتور عبدالإله بن محمد الملا. والكتاب واحد من كتب كثيرة مخطوطة، لا تزال حبيسة الأدراج في مكتبات الأحساء الأهلية، التي نسي أهلها قيمتها العلمية وآثروا الاحتفاظ بها كقطع أثرية نادرة!! بيد أن هذا الكتاب جاء مبشراً بعبارة رُقمت على غلافه، تذكر أنه طليعة «سلسلة من كتب الفقي الحنفي» الذي تزخر بأسفاره خزائن آل الملا، الذين خدموا مذهبه الحنفي في الأحساء، عبر خمسة قرون خلت.. دراسة وتعليماً وتأليفاً.
وقد تناول المحقق الكتاب وفق المنهج الأكاديمي في التحقيق. فقسمه إلى قمسين تضمن أولهما ثلاثة فصول، جاء أولها زاخراً بمعلومات تاريخية عن الحياة العلمية في الأحساء، بدأها بفضل الأحساء، وسابقة أهلها إلى الإسلام، كما ذكر معلومة تاريخية مهمة عن وجود المذهب الحنفي في الاحساء، حيث أثبت المحقق انه أقدم المذاهب الفقهية فيها، خلافاً لما يعتقده من يذهب إلى أقدمية المذهب المالكي، أو المذهب الشافعي، حيث أورد جزءاً من رسالة طويلة بعث بها أبو البهلول العوام بن محمد بن الزجاج العبقسي إلى صاحب ديوان الخلافة العباسي في سنة 447ه حين وصف بني عبدالقيس في الأحساء إبان الإحتلال القرمطي فقال: «ومذهبهم السنةُ والجماعة، مذهب الإمام أبي حنيفة، به يُعرفون وعليه يحيون ويموتون».
وبعد ذلك تحدث المحقق باختصار عن المذاهب الفقهية الأخرى في الأحساء.
ثم أتى على ذكر المدارس العلمية، ودورها في المجتمع الاحسائي، وذكر أشهرها مثل مدرسة القبة الموقوفة سنة 1019ه، والمدرسة الشلهوبية الموقوفة سنة 1183ه.
كما ذكر الكثير من المدارس المعروفة قديماً. وبما أن المحقق قد تحرى ذكر معظم المدارس العلمية في الأحساء في الفصل الأول، وكذلك في مقدمته، فيجمل بي أن ألفت نظره إلى «مدرسة آل ملحم» الواقعة في فريق آل ملحم في النعاثل. وهي مدرسة قديمة أوقفها الشيخ سعيد بن اسماعيل آل ملحم في النصف الثاني من القرن الثاني عشر لتدريس القرآن الكريم، والقراءة والكتابة.
أما الفصل الثاني فقد اشتمل على مبحثين. تضمن أولهما ترجمة الإمام زُفر، كما تضمن ثانيهما ترجمة المؤلف الشيخ عبداللطيف الملا.
أما الفصل الثالث فاشتمل على خمسة مباحث: عن اسم الكتاب ونسبة إلى مؤلفه، والباعث على تأليفه، ووصف نسخه، ومنهج المؤلف في تصنيفه.
أما القسم الثاني من الكتاب فتضمن المادة المحققة، وعمل المحقق فيها، ثم الفهارس الفنية الشاملة التي ألحقها المحقق بآخر الكتاب.. الذي جاء حافلاً بمعلومات تاريخية تهم الباحثين في قسمه الأول، ومعلومات فقهية قيمة تهم العلماء في قسمه الثاني.
وهو وإن يكن صغير الحجم فإنه جم الفائدة، أو قليل الصفحات فإنه وافر المعلومات، وقد سد ثغرة في المكتبة الأحسائية التي كانت ولاتزال عطشى إلى أمثاله من الدراسات الجادة.
عبدالله بن أحمد آل ملحم

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved