| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة :
لقد أخذت صحيفتكم مكانة مرموقة بين بقية الصحف من حيث تلبية متطلبات المواطن وتلقي وعرض ملاحظات واقتراحات القراء بكل اهتمام ورحابة صدر وهذا ما نشاهده عبر صفحات جريدتكم الغراء وانطلاقاً من عرضكم لملاحظات القراء أورد من خلال هذه الرسالة طارحاً هذا الموضوع المهم.يعتبر العلم وطلبه من المرتكزات الأساسية التي تعتمد عليها الأمم في بناء حضارتها وعزها ومجدها. ولذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالعلم وحث على طلبه ورغَّب فيه. إن المتأمل في حضارة الأمم السابقة وفي تاريخها يلاحظ وبوضوح ما وصلوا إليه وبلغوه من عز ومنعة وسمعة مدوّية ما زالت أصداؤها باقية عندنا إلى الآن لدرجة أن بعض ما بقي من معالم هذه الأمم لم يتوصل بعد إلى كشف أسراره. هذا فضلاً عما ترجم لنا من الكتب التي وصلت إلينا في جميع الفنون من أدبية وطبية وهندسية. وهذه الكتب لا تشكل كل ما وجد عندهم، بل هي غيض من فيض. كل ذلك يؤكد على أهمية العلم ومكانته ولا يدرك ذلك إلا العاقل من الناس. ونحن ولله الحمد في هذا الوطن يولي ولاة الأمر اهتماماً كبيراً بالعلم وتيسير كل طريق من أجله، فقد أنشئت الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة ولا ينكر وجود ذلك إلاّ الجاحد. فخريج الثانوي يجد الطريق واضحاً أمامه لأي جامعة أو كلية أو معهد يريد، وكل ذلك مقرون بنسبة معينة وهذا لا إشكال فيه. لكن المشكلة تكمن في الخلفية الاجتماعية لدى ولي أمر الطالب. فمثلاً ماذا يعرف عن أهمية العلم وطلبه؟ ماذا يعرف عن توجه ابنه ورغبته وميوله؟ كيف يرى مستوى ابنه الدراسي؟ آخر مرة زار المدرسة. أين يذهب ابنه بعد المدرسة وخارج البيت ومع من؟ لن أتحدث عن أهمية متابعة ولي الأمر لابنه فمعلوم أنها تمثل الدرجة الثانية بعد المعلم ولكن كيف ستكون الإجابة عن هذه الأسئلة. الإجابة سأتركها لك ولكن قبل الإجابة أريد منك معرفة ما يلي: هناك مدارس لا تعرف ولي الأمر إلاّ في النادر. وهناك مدارس نسبة الرسوب لديها تشكل أكثر من 50%. فأين ولي الأمر؟ أين الراعي المسؤول عن رعيته. أين من تعب وكد من أجل أبنائه ليوفر لهم المال والسكن وفاته متابعتهم دراسياً وفكرياً وعقلياً، بل فاته رفعهم علمياً قال تعالى «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» كيف نستدرك على ولي الأمر ما فاته أين نجد الحل. الحقيقة أن الحلول كثيرة ولكني أرى أن من بين الحلول أن تتبنى إدارات التعليم محاضرات وندوات تبيِّن أهمية العلم وطلبه. وحث الأبناء عليه ومتابعتهم... الخ.ويدعى لهذه المحاضرات أولياء الأمور، بل يركَّز عليهم ويحثون على الحضور حتى لو استدعى الأمر أن ترسل بطاقات الدعوة عن طريق أعمالهم. وذلك لأهمية هذه المحاضرات اجتماعياً وثقافياً وإرشادياً فهي طريق موصل إلى الاهتمام بجيل هذه الأمة... وأعلم أنه لن يكون هناك نهوض لهذه الأمة ما لم تكن هناك خلفية واعية ومدركة للعلم وطلبه..
ماجد حمد المطيري - القصيم
|
|
|
|
|