| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.. تحية طيبة..
قرأت مقالة الأخ/راشد الفوزان المنشورة في عدد الجزيرة الصادر بتاريخ 26/7/1422ه تحت عنوان «هل نحن بحاجة إلى نظام ضريبي» والذي أجاب فيه على التساؤل من وجهة نظره بأن الوقت حان لتطبيق الضريبة في المملكة. وقد جاءت اجابة المذكور التي نرجو أن تكون عن قناعة تامة بعيدة عن التزلف متسرعة حيث تصدرت المقال دون أن يعقد موازنة بين ايجابيات وسلبيات سن النظام الضريبي. حتى إذا ما ترجح له جانب أي منهما أخذ به لتأتي المحصلة رأياً نهائياً بعيداً عن المؤثرات وحظوظ النفس بهدف مصلحة المجتمع بكافة فئاته في الدرجة الأولى.
ونحن كمواطنين في هذه البلاد المباركة نحمد الله كثيراً أن هيأ لنا قيادة حكيمة راشدة تسهر على راحة ابنائها وتعمل على توفير كافة الخدمات لهم دون من أو أذى مستشعرة واجبها الذي شرفها الله به. واضعة نصب عينيها قول الحق سبحانه -«والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم » - آية (71) التوبة. وقول المصطفى عليه الصلاة والسلام «اللهم من ولي من أمر المسلمين أمرا فرفق بهم فارفق به ومن شق عليهم فشق عليه» ثم إن الله سبحانه وتعالى . حكيم عليم. فحين شرع لنا دين الاسلام. جعله نظاماً متكاملاً صالحاً بكل زمان ومكان. فأوجب الزكاة في أموال الاغنياء وحدد أوجه مصارفها. كما حث - الرسول صلى الله عليه وسلم - على الوقف ورغب فيه وهو كما هو معلوم - تحبيس الاصل وتسبيل الثمرة- المنفعة ويجوز في كل عين يصح بيعها وينتفع بها دائماً مع بقاء عينها كالمزارع والبيوت ونحوها- والوقف لا يصح الا على بر ومعروف . كما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اني اصبت مالاً بخيبر لم اصب مالاً قط هو أنفس عندي منه فما تأمرني فيه؟ قال: ان شئت حبست اصلها وتصدقت بها غير أنها لا يباع أصلها» ولا يوهب ولا يورث- قال فتصدق بها عمر - رضي الله عنه - في الفقراء وفي القربى وفي سبيل الله وابن السبيل والضيف.من هذا ندرك أن الاسلام بشموخه وسمو غاياته ونبل أهدافه جعل الزكاة والوقف والوصية لغير الوارث والمساهمة في أعمال الخير من خلال الحث عليها والوعد بمضاعفة الأجر. قنوات بديلة عن سن الضرائب التي ترهق كاهل العامة.
فعلى الجهات المسؤولة عن جباية الزكاة واستثمار الاوقاف والاعمال الخيرية تفعيل دورها لتحقيق الأهداف المنشودة من تلك الروافد المهمة في حياة المجتمع. حيث نلحظ وجود أوقاف واسبال معطلة المنافع واخرى لم تستثمر بالشكل المطلوب رغم أهمية مواقعها. مما فوت استمرار العمل الصالح للموقف الذي قد يكون انتقل إلى عالم الآخرة وحجب المصلحة عن المستفيدين من ريع الوقف كما ان على الجهة المسؤولة عن الأوقاف حث الناس على الوقف وبيان فضله أسوة بسلفنا الصالح حيث روي عن أحد الصحابة قوله - ما من أحد من الصحابة الا وقد أوقف الا من لم يجد.
كذلك فإن على القطاع الخاص واجب المشاركة والمساهمة في حركة البناء والتطوير وبالاخص البنوك التي ما زال دورها محدوداً للغاية بكل اسف . كما أن على القطاعات الحكومية واجب ترشيد الانفاق فيما اؤتمنت عليه من المال العام.مع حث المستفيدين من خدماتها على حسن استخدام ما تقدمه الدولة من خدمات مجانية وشبه مجانية. التي سيكون من لازمها بإذن الله تحقيق وفورات مالية جيدة تدعم ميزانية الدولة.والله الموفق.
علي بن محمد اليحيى
بريدة
|
|
|
|
|