| قالوا عن الفهد
* دمشق مكتب الجزيرة:
حوار عبد الكريم العفنان
* تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الحكم، بهذه المناسبة وبصفتكم قيادياً فلسطينياً وأميناً عاماً للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ما الذي يمكن أن تقوله عن قيادة الملك فهد للمملكة خلال الفترة المذكورة وما دوره في نهضة بلاده وجعلها قوة اقتصادية وسياسية داخلياً وخارجياً؟
تابعت باهتمام خطوات تطور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز فرأيتها خطوات نوعية وهامة في طريق تحديث وتطوير البلاد على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية كما شهدت مجالات الصناعة بمختلف انواعها والزراعة بمختلف محاصيلها تقدماً هاماً يعكس مدى اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالحياة الاقتصادية في البلاد، واقامتها على اساس متين.
كما شهد مجال التربية والتعليم العالي توسعا هاما شمل مختلف مجالات الدراسة بحيث شمل كثيرا من الاختصاصات العلمية الهامة وهذه تشهد على مدى تقدم المملكة في مجالات علمية كثيرة كالهندسات والمشافي ومراكز البحوث العلمية. وهذه مكاسب تضاف الى رصيد الأمة العربية.
كما شهدت المملكة بفضل جهود الملك فهد نهضة عمرانية وتوسعت المؤسسات الادارية واصبحت المملكة تمتلك قوة عسكرية هامة في المنطقة تشكل عاملا داعماً لقضايا العرب.
أما على الصعيد السياسي فقد خطت المملكة خطوات هامة على طريق تكوين موقع دولي هام للمملكة وشبكة علاقات سياسية واسعة سخرها الملك فهد لخدمة قضايا العرب، وهذا امر لمس في عديد من اللحظات الهامة التي مرت بها الامة العربية انسجاما مع تقليد ارساه مؤسس المملكة المغفور له الملك عبدالعزيز.
كما لعبت المملكة وخلال فترة طويلة دورا هاما في حفظ ورعاية توحيد الصف الخليجي والعربي حيث قامت المملكة، في كثير من الاحيان، بالتخفيف قدر الامكان من الخلافات الجانبية بين دول عربية عديدة بحيث هيأت وضعا امنيا ومستقرا للمنطقة ساعد على نمو وازدهار دولها.
* ما هو تقييمكم لدور المملكة في مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد العدوان الاسرائيلي المستمر منذ اكثر من خمسين عاماً؟
للمملكة العربية السعودية بقيادة الملك فهد موقف مبدئي ثابت ومعروف في دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في الوقوف سياسيا وعمليا الى جانب شعب فلسطين في سعيه للتخلص من الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولته المستقلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين بموجب القرار 194 الصادر عن الامم المتحدة. وللمملكة مواقف مشهودة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر دورها في قمة فاس عام 1974م تلك القمة التي ثبتت القرار العربي بجعل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، موقف المملكة إبان حصار بيروت، الموقف الذي اتخذته المملكة منذ اندلاع الانتفاضة المباركة منذ 28/9/2001 يأت امتدادا لهذه المواقف حيث زجت المملكة بثقلها السياسي والمعنوي في سبيل ان تمضي الانتفاضة قدما من ا جل انجاز اهدافها في الحرية والاستقلال. و في هذا الاطار نذكر بدور المملكة في قمتي عمان والقاهرة الاخيرتين في التقدم بمقترحات ملموسة لتقديم الدعم المادي للانتفاضة، ودورها في قمة المؤتمر الاسلامي في الدوحة واعطاء المملكة المثال المتقدم في ترجمة التزاماتها بشكل عملي وسريع لدعم صمود شعب فلسطين في انتفاضته الباسلة. ونحن نعتبر المملكة العربية السعودية دولة مواجهة مع اسرائيل من حيث الموقع الجغرافي ومن حيث الدور السياسي، وهي ليست فقط دولة مساندة. ولعل الموقف الذي عبرت عنه ازاء الانحياز الفاقع للادارة السياسية الامريكية الحالية يقدم نموذجا يصب قطعا في اضفاء تماسك على الموقف العربي وعمق داعم لنضال الشعب الفلسطيني.
* كلمة أخيرة تقولونها بهذه المناسبة؟
من موقعنا الفلسطيني نتمنى للمملكة العربية السعودية بقيادة عاهلها الملك فهد بن عبدالعزيز مزيدا من الرفاه والازدهار والقوة، فكل هذا يمثل اضافة ليس فقط للبلاد وانما ايضا للعرب عموما وبالتخصيص للشعب الفلسطيني من خلال الدور الرائع والمساندة له ولنضاله ولتضحياته. الشعب الفلسطيني في موقع الخندق الاول للدفاع ليس فقط عن الحقوق الفلسطينية بل الحقوق العربية وهذا ما تدركه المملكة التي تحاول تفعيل ذلك النضال.
|
|
|
|
|