| قالوا عن الفهد
في هذه المناسبة والمملكة العربية السعودية تحتفل بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله القيادة في المملكة نغتنم الفرصة وما أجملها من فرصة لنلقي الضوء على تجربة رائدة أعطت ثماراً طيبةً وحققت إنجازات مشرفةً في نهضة المرأة السعودية وتفعيل دورها في المجتمع العربي، وإبراز حقائق هذه التجربة بكل أمانة وصدق وموضوعية من خلال الأرقام والأعمال والأحداث لتكون صورة ناصعة ضمن الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية بفضل الدعم والتوجيه والتخطيط في حكومة خادم الحرمين لتكون هذه التجربة التي انبثقت من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدةً وعبادةً وخلقاً وشريعةً وحكماً ونظاماً متكاملاً للحياة، شاهداً في هذه المناسبة على ما وصلت إليه المملكة في ظل القيادة الحكيمة من تطور وتقدم.
فمحاربة جهل المرأة في شتى أشكاله وصوره والدعوة الى العلم والمعرفة لنهضتها وتطورها من أجل مهمات الحكم السعودي لذلك قاد الملك فهد بن عبدالعزيز حركة تعليم المرأة السعودية قبل أن يتولى القيادة في المملكة العربية السعودية حين تقلد وزارة المعارف«1373»ه وقد حمل الأمانة بكفاءة عالية رغم ثقلها ورغم ملابسات الحياة الاجتماعية إلا أنه حفظه الله كان متجاوزاً لزمانه وكان يتمتع بوعي المسلم الذي يميز ما يخدم العقيدة والطالح الذي يرمي إلى إفسادها لذلك لم يغب عن ذهنه على الإطلاق فكرة تعليم المرأة وتطويرها وفتح آفاق جديدة لها ودفعها إلى ميدان العمل وتسلمها وظائف شتى. ولأنه على قناعة كاملة أن حصر العلم واقتصاره على أحد طرفي الأسرة وهو الرجل سيجعل العلاقة بينهما مختلة وسيحرمها من حقوقها طالما أن المرأة هي المنوط بها في حمل الجزء الأكبر من مسؤولية إعداد جيل راسخ العقيدة قوي الإيمان شديد الانتماء لوطنه فلا بد أن تتعلم الى أعلى المراحل والمستويات مستنداً إلى دعوة الدين الإسلامي في طلب العلم والمعرفة.
وما جهاز الرئاسة العامة لتعليم البنات الذي تم تشييده وبتوجيهات من جلالته «1380»ه إلا واحد من الإنجازات المتعددة التي حققها في هذا المضمار والتي تعد بمثابة محطة من محطات كثيرة على المرأة السعودية تمر بها حتى تحظى بفرصة ذهبية في تثقيف وتطوير نفسها وتوسيع أفقها وقد ساهم هذا الجهاز بوضع المناهج والخطط الدراسية للفتيات على اختلاف أعمارهن ووفق ما يناسب المجتمع وأعرافه وتقاليده وقيمه وأحدث تطوراً كيفياً وكمياً في تعليم المرأة السعودية وأسند إليها الإشراف على رياض الأطفال والمراحل التعليمية المختلفة للبنات فكانت طالبة ثم أصبحت معلمة وبذلك أتيح إلى«757،015،2» طالبة سعودية الانضمام إلى«441،11» مؤسسة تابعة لهذه الرئاسة يتولى تدريسهن«085،199» معلمة تؤازرهن«371،23» إدارية.
ولاشك أن الطالبات تمكَّن من الحصول على الوسائل التي تيسر لهن العملية التعليمية من وسائل النقل والمكتبات والمختبرات والخدمات الصحية والعلاجية والأنشطة وزالت كل العقبات التي يمكن أن تقف عقبة في طريق تعليمهن كما ازداد عدد كليات إعداد المعلمات المتوسطة فقد تجاوزت«15» كلية وبلغ عدد المعاهد الثانوية لإعداد المعلمات«109» معاهد ويتبع للرئاسة «17» كلية للبنات تؤدي دورها في التعليم الجامعي والعالي.
كما نالت المرأة السعودية حصة لايستهان بها من التعليم المهني والفني النسائى الذي لم يكن بمعزل عن حركة التطور الهائل الذي شهدته قطاعات التعليم الأكاديمي في مستوياتها ومراحلها المتعددة فقد بلغ عدد المدارس«32» مدرسة تضم «329،2» طالبة أما المعلمات فعددهن «1491» معلمة.
وأدرك حفظه الله منذ البداية أهمية التنمية الريفية كجزءمن التنمية الشاملة لكل قطاعات المجتمع ودورها في تطوير المرأة وتحسين وضعها الاجتماعي وتهيئة قطاع نسائي يؤدي دوراً فعالاً في المجتمع وتجسد أسلوب التنمية الريفية بالمملكة العربية السعودية من خلال إنشاء مراكز التنمية في القرى لمحو الأمية والتوعية الصحية.
وكشفت الإحصائية أن نسبة الأمية قد انخفضت بين صفوف النساء السعوديات إلى 34% وهي نسبة متقدمة بالمقاييس العلمية وتجلى ذلك في الجوائز التي حصلت عليها وزارة المعارف من المنظمة العربية للتربية والمعارف والعلوم في مجال محو الأمية وذلك بفضل الاهتمام والرعاية الفائقة من قبل خادم الحرمين الشريفين ببرامج الأمية وتعليم الكبار وبذلك أتيح للمرأة السعودية بمراحل عمرها المختلفة والتي فاتها التعليم النظامي في مراحله الأولى بالانضمام الى المدارس النهارية لمحو الأمية بالإضافة إلى الحملات الصيفية المكثفة والمنتشرة في مناطق مختلفة.
ولم يكتف خادم الحرمين الشريفين بذلك بل تولى قيادة الانطلاقة الكبرى للتعليم الجامعي بمفهومها الحديث فقد أسس اللبنات الأولى للجامعات السعودية واهتم كثيراً بمتابعة المرأة السعودية تحصيلها الجامعي وفق المنظور العلمي الذي صاغه حفظه الله لإعداد مواطنات أكفاء لخدمة وطنهم ودينهم حيث فتحت جامعة الملك سعود بالإضافة إلى غيرها من جامعات المملكة أبوابها أمام المرأة السعودية المتحمسة لطلب العلم والمتعطشة لاكتساب المزيد من المعرفة ففسح لها المجال للتخصص بما يناسب فطرتها فدخلت كلية التربية والعلوم الطبيعية وعلوم الأغذية والصيدلة وطب الأسنان وعلوم الحاسبات الى جانب العلوم الإنسانية المختلفة وحتى عالم الطب لم يعد حكراً على الرجل فقط بل دخلته المرأة السعودية من باب واسع وتركت بصمات واضحة حيث تخصصت بفروعه المختلفة التي تحتاجها النساء مثل علم الطب الباطني والجراحة والتوليد وأمراض الدم وتحليلاته والأمراض الخاصة بالنساء وكذلك أنواع التصوير الشعاعي.. وواصلت المرأة السعودية دراستها العليا لتحصل على شهادة الدراسات العليا على مستوى الدبلوم والماجستير والدكتوراه لتساهم في تشجيع البحث العلمي في العلوم الإنسانية وتفعيل حركة التأليف والإبداع العلمي بما يخدم المجتمع الإسلامي بالإضافة إلى جهودها المبذولة والمتعلقة بترجمة العلوم والفنون الى اللغة العربية.
وبذلك، وبعد مضي أكثر من ربع قرن من تعليم المرأة السعودية وتحريك عجلات نهضتها استطاعت أن تواكب مسيرة التنمية التي قادها الملك فهد بن عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية وحاولت أن تكون السند الكبير لتلك المسيرة بعد أن قامت بأدوار فعالة وبناءة ومتطورة لها ولوطنها ولأمتها بعد حصولها على حق التعليم والعمل والاستقلال الاقتصادي وتجلت هذه الأدوار في المجالات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والطبية والسياسية وغيرها من أوجه الحياة المعاصرة في بناء المجتمع والحضارة.
فحصولها على مؤهلات علمية مناسبة متقيدة بالقيم الإسلامية دفعها إلى سوق العمل للمشاركة بالحياة العامة، ورفع المستوى الاقتصادي للأسرة والحصول على المكانة الاجتماعية مما ساعد على بروز شخصيات نسائية قيادية حققت مساهمة فعالة وإنجازاً ملموساً من إعلاميات وطبيبات وشاعرات وأديبات ومربيات أجيال وباحثات وسيدات أعمال وحتى معترك الحياة السياسية وعالم صنع القرارات لم توفره بل دخلته بكل ثقة وتصميم لتترك آثاراً إيجابيةً فيه.
والدكتورة ثريا عبيد اسم لايخفى عن كل المشتغلين والمهتمين في الشؤون السياسية بعدما تولت منصباً رفيعاً في الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية والإقليمية وهذا المنصب هو نائبة الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا«الاسكو» ثم أصبحت نائبة الأمين العام لصندوق السكان والمديرة التنفيذية له وبذلك تكون أول امرأة سعودية تتبوأ مركزاً عالمي المستوى.
وتواصل المرأة السعودية بناء شخصيتها بناءً إسلامياً وتأهيل نفسها تأهيلاً علمياً وفكرياً لأداء واجبها في خدمة بلادها والنهوض بمهماتها في ضوء العقيدة الإسلامية لتكون زوجة وأماً وعالمةً وعاملةً قادرةً على تحمل المسؤوليات التي تناط بها في مجتمعها الإسلامي ولتكون لبنة صالحة في بنائه.
وفي هذا الإطار نتلمس جهود خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتحقيق التنمية الشاملة للمجتمع الإنساني السعودي في حدود الشريعة الإسلامية وتنمية القدرات الابتكارية لدى المرأة السعودية وقدرتها على استخدام الأسلوب العلمي والتفكير لمواجهة جميع المشكلات العامة والخاصة وعلاجها ولتكون جهوده المبذولة في نهضة المرأة السعودية وتطورها مشرقة مضيئة في ظل قيادته الحكيمة وقد جاءت هذه الإنجازات ترسيخاً للتطور والبناء ومواكبة لروح العصر دون أي إخلال للقيم والمبادئ الإسلامية المتأصلة في المجتمع الإسلامي.
إعلامية سورية
|
|
|
|
|