|
| الاقتصادية
* الدوحة رويترز:
يحاول وزراء التجارة خلال المؤتمر الذي يستمر خمسة أيام في العاصمة القطرية الدوحة حل الخلافات المتعلقة بالزراعة والبيئة وقضايا أخرى والاتفاق على جدول أعمال الجولة الجديدة من مفاوضات التجارة وهي الاولى منذ جولة اوروجواي بين عامي 1986 و1993م،
وتقول وفود الدول المتقدمة التي تدفع من اجل بدء الجولة انها ستعزز الاقتصاد في الوقت الذي يقف فيه العالم على شفا الكساد في اعقاب هجمات 11 سبتمبر/ ايلول الماضي على الولايات المتحدة،
ويقولون إن الاخفاق للمرة الثانية في بدء الجولة بعد فشل اجتماع المنظمة في سياتل عام 1999 سيوجه رسالة اقتصادية سلبية ويضعف المنظمة،
وتقول بعض الدول النامية إنها لم تشهد فوائد تذكر من الخطوات السابقة لتحرير التجارة وتدفع من جانب الدول المتقدمة التي تسعى لتوسعة اسواقها إلى الدخول في جولة جديدة،
وقال مسؤول تجاري أمريكي كبير: إنه رغم صعوبة المفاوضات المرتقبة إلا أنه من الممكن بالتأكيد بدء جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة،
وأضاف: كل الدول تحاول ايجاد صيغة يمكن من خلالها ان يدعم تحرير التجارة الاقتصاد بدرجة أكبر ويساعده على الانتعاش،
وستصبح الزراعة مرة أخرى محور صراع خلال الاجتماع إذ من المتوقع ان يقاوم الاتحاد الاوروبي دعوات من مجموعة كيرنز لكبار مصدري المواد الغذائية مثل استراليا وكندا لان تهدف الجولة الجديدة إلى الغاء دعم الصادرات الزراعية،
ويريد الاتحاد توضيحا لقواعد المنظمة بشأن القضايا البيئية وبدء مفاوضات بشأن قواعد الاستثمار والمنافسة وكلها مجالات تعارضها الدول النامية، ومن المقرر ان يبدا المؤتمر في الساعة 1430 بتوقيت جرينتش بكلمة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر ومايك مور الامين العام للمنظمة،
وسيعلن المؤتمر كذلك انضمام الصين بعد جهود استمرت 15 عاماً للمنظمة،
ويذكر ان منظمة التجارة العالمية عقدت ثلاثة مؤتمرات منذ قيامها عام 1995 كان أولها في سنغافورة عام 1996 والذي صدر عنه اعلان «سنغافورة» حول ضروة دراسة أربعة موضوعات جديدة هى علاقة التجارة بالاستثمار وعلاقة التجارة بسياسة المنافسة والشفافية في نظم مشتريات الحكومات وتسهيل التجارة من خلال لجنة شكلت لدراسة هذه الموضوعات،
ومن أهم ما جاء في المؤتمر الثاني الذي عقد في جنيف عام 1998 اتفاق الدول الاعضاء في المنظمة على الاستمرار في عدم فرض رسوم جمركية على التحويلات الالكترونية والاتفاق على قيام المنظمة بوضع خطة عمل في مجال التجارة الالكترونية بحيث تأخذ في الاعتبار الاحتياجات المالية والاقتصادية للدول النامية،
واعتبر محللون ان الجولة الثالثة التي عقدت بمدينة «سياتل» الامريكية هي الاهم لأنها تزامنت مع موعد اعلان بداية المفاوضات التجارية الخاصة بالخدمات والزراعة وكان من المتوقع ان يعلن في أعقاب المؤتمر بداية جولة تجارية جديدة شاملة كما شكل المؤتمر موعدا لاجراء تقييم عدد من اتفاقيات جولة اوروجواي،
وقد انتهى مؤتمر سياتل دون اعلان ختامي وكانت من أسباب فشله الخلافات التي نشبت بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من جهة حول موضوع الزراعة ومن جهة أخرى ظهرت خلافات بين الدول المتقدمة والدول النامية حول ادراج موضوع التجارة ومعايير العمالة في جدول أعمال سياتل،
كما جاء من ضمن أسباب فشل مؤتمر سياتل استياء الدول النامية من مواقف الدول المتقدمة حول طريقة صنع القرار داخل منظمة التجارة العالمية التى اعتبرتها الدول النامية طريقة استعلائية لإدراج الموضوعات الجديدة،
ويرى مراقبون ان فشل مؤتمر سياتل في اصدار اعلان رسمى لبدء جولة جديدة من المفاوضات التجارية يعد بمثابة نجاح بالنسبة للدول النامية باعتباره يتيح لها فرصة تاريخية لإعادة النظر في مشاركتها في مسيرة العولمة بوجه عام واعادة مواقفها التفاوضية بوجه خاص، ، الامر الذي سيساعدها على وضع استراتيجيات تفاوضية في جولة جديدة بما تتفق مع خطط التنمية ومسيرة الاصلاح الاقتصادى فيها،
|
|
|
|
|
