أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 11th November,2001 العدد:10636الطبعةالاولـي الأحد 26 ,شعبان 1422

الثقافية

الغربال
أ.د. عبدالله محمد أبوداهش
قال المتوكل الليثي : عبد الله بن نهشل:


لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم
وأقم لمن صافيت وجها واحدا
وخليقة ان الكريم قؤوم
واذا أهنت أخاك أو افردته
عمدا فأنت الواهن المذموم
واذا رأيت المرء يقفو نفسه
والمحصنات فما لذاك حريم
ومعيري بالفقر قلت له اتئد
اني امامك في الانام قديم
قد يكثر النكث المقصرهمّه

ويقل مال المرء، وهو كريم(1)
قلت:
بسط عبد الله بن نهشل تجربته في هذه الابيات فبدأ بالفلاح عند المرء، وتحقيق النبل في نهجه وحياته واشترط موافقة القول للعمل، فلا يصح النصح دون تطبيق ودربة، فالقدوة رأس للمنهج، وطريق للتفوق، وثنى بالصدق في القول والعمل، والابتعاد عن خلال النفاق وطرقها، فالوضوح وصفاء النية قوام لمبدأ الحياة النبيلة، واردف من بعد باحترام الناس، ورفع اللوم واقالة العترة وعدم التمادي في التقليل من مكانة الخلطاء، ومن هم على حال من التعامل والتفاعل، ولم يلبث حتى عاد الى نفسه ليقول:


ومعيري بالفقر قلت له اتئد
اني امامك في الأنام قديم
قد يكثر النكث المقصر همه
ويقل مال المرء وهو كريم

لقد احسن في هذا الخطاب، واجاد في «اتئد» اذ وفق في استخدامه، واظهر ثقته فليس المال وحده بكاف لكمال الواقع، بل هو وسيلة خلفها خلال عدة وخصال كثيرة، تتسق جميعها في تمام المعاني واكتمال الخلق وحسنه.
(1) صدر الدين علي بن الحسن البصري «الحماسة البصرية» 2/15.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved