| مقـالات
ربما نحن من أكثر الشعوب التي تسارع إلى وضع الأنظمة الحديثة لمعالجة أي فعل سلبي، وهو اتجاه لا غبار عليه طالما هو ينشد المصلحة العامة إنما المشكلة التي نعاني منها هي أن أكثر تلك الأنظمة لا يلبث ويطالها النسيان بفعل عدم المتابعة في تنفيذها. وقد لفت نظري مقال كتبه أحد الزملاء يشكو فيه من عدم التقيد في أروقة المطارات بالامتناع عن التدخين الذي يضايق شريحة كبيرة من المواطنين بل ان بعض المدخنين لا يلتزم بالتعليمات حتى على متن الطائرة بعد إقلاعها كما أن بعض الركاب لا يستمع إلى تعليمات المذيع (المسجلة) بعدم استعمال بعض الأجهزة التي تؤثر على حركات الطائرة بما فيها الهاتف الجوال حتى أن الموظف المسؤول عن متابعة هذه التعليمات وهو (المضيف) يعجز عن إقناع بعض الركاب بالتقيد بما سمعه من تعليمات لمصلحته ومصلحة بقية الركاب .
وبما أن الخطوط السعودية أكثر شركات الطيران حرصاً على سلامة الركاب وراحتهم فقد رأيت انه بالإمكان بطريقة حضارية لبقة إقناع الركاب عند صعود الطائرة حتى وهم جلوس على مقاعدهم بأخذ علب السجائر والأجهزة المحظور استعمالها مثل الألعاب الالكترونية والجوالات لوضعها في حقيبة صغيرة من قبل الركاب وتبقى في عهدة المضيفين بالطائرة لحين هبوط الطائرة، بعد أن يحصل الركاب على إيصال لقاء ذلك مع تحديد رقم كرسي الجلوس لذلك الراكب.
قد تبدو الفكرة في البداية صعبة التنفيذ وخاصة وأن ذلك يقتضي تأمين كمية كبيرة الحقائب الصغيرة سواء كانت جلدية أو بلاستيكية إنما فائدتها سوف تغطي على مثل تلك التكاليف بل إن الخطوط السعودية تستطيع أن تضيف قيمة هذه الحقائب وهي لن تزيد عن عشرة ريالات إلى قيمة التذكرة التي أضيفت إليها بعض الرسوم باسم خدمات جانبية أو ارتفاع رسوم التأمين مؤخراً عقب أحداث أميركا ومع ذلك فإن الركاب لا يملكون سوى قبولها طالما خضعت للدراسة من قبل الخطوط السعودية أو جهات أخرى رسمية تابعة لخدمات المطار.
إن مبادرة خطوطنا إلى تنفيذ مثل هذه الفكرة قد تكون مدعاة إلى مسارعة الخطوط الأخرى إلى الاقتداء بها فتحصل خطوطنا على ترحيب عالمي قد يؤدي إلى زيادة مكانتها بل وربما مبيعاتها بين شركات الطيران واكتساب زبائن لمثل هذه المبادرة الذكية.
والله الموفق
للمراسلة ص ب 6324 - الرياض 11442
|
|
|
|
|