| مقـالات
عرب المنافي الذين تتخطفهم الموانئ، ويسرق ماء وجوههم عند المعابر والممرات، ويفرغون من الأمس ويعبأون بيوم جديد كالدمى المصنوعة من القش تفرغ من تاريخها ومكانها واطيافها القديمة، وتعبأ بولاء جديد منحها اللقمة والسقف. عندها تتلمس بأن هناك فرقاً عندما يستوقفك تصريح لمسؤول سعودي «نحن في الخارج لسنا بطلاب رزق».
يظل ابن هذا الوطن يحمل صولجان الأنفة والتميز والقوة، وأمُّ صحراوية عظيمة تشرع أذرعها من البحر للخليج لتحتضنه.. لذا هناك فرق!
وحينما تتناثر جثث اللاجئين على سواحل الموانئ، أو يختنقون بداخل صهريج، وقد لفظتهم أوطانهم وقست عليهم في قوت عيشهم أو في أمنهم أو روَّعت استقرارهم، ومن ثم يصرح نفس المسؤول السعودي «اذا استمرت مضايقة مواطنينا في أمريكا فسنقول لهم عودوا لأوطانكم» فهناك فرق..!!
عودوا إلى الأم الكبرى فعندها لا تجوع ولا تعرى، وعندها جنة المأوى.
وحينما يستخلف جياع العالم الثالث الله في المال والأهل والولد وينغرسون بين فكي الغربة تلوك زهرة شبابهم ورونقهم ونضارة الصِّبا، فان أمنا الكبرى تشرع الأبواب والقلوب.
ويظهر تصريح واضح «لا نقبل أي تصرف انساني ينال من كرامة الإنسان وسلامته وأمنه في أي موقع من العالم» لذا فهناك فرق..!
كم أتمنى أن نتخلص من لغة الشعار المهلهلة التي يروج لها أقلام ثورية الستينيات المنقرضة والتي لم تعد تقنع اصحابها أنفسهم.
ونميز أيضاً لغة الغوغاء والعوام التي تحيد العقل والمنطق ومصلحة هذا الوطن، وتستبدلها بشعارات غوغائية من صنع الصبية المندفعين..فبين جميع أقطار العالم وهذا المكان هناك فرق.
وعندما يدفع الهاربون دماءهم ويبيعون بعضاً من أعضائهم الى سماسرة وقراصنة التهريب ثمناً لرحلة الموانئ، فهناك هاتف خاص للرد على استفسارات أسر السعوديين الموقوفين في أمريكا..!
ولأجل هذا وهناك كثير سواه.. هناك فرق يجعلنا نختلف عن العالم وعن بقية الدول العربية على وجه الخصوص.
فقط نحن بحاجة إلى أن نميز هذا الفرق ونعيه.. ونزهو به.
omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|