| مقـالات
الناس «أو حتى المؤسسات» في تعاملهم اليومي مع المشكلات والأزمات يأتون على ضروب ثلاثة:
الصنف الأول: هم أولئك الذين يتعاملون دوما مع مشكلاتهم بسلبية تامة، ففي كل مرة تحل بهم الأزمة تجدهم يعيدون ارتكاب الأخطاء نفسها رغم تكرار وتشابه ما يعترضهم من مشكلات، الأمر الذي يكلفهم ويكلف مؤسساتهم ثمنا باهظا.
الصنف الثاني: هم أولئك الذين يتعلمون ويستفيدون مما سبق وما مروا به من مشكلات وخبرات فاشلة. ومن النادر أن يعيد هؤلاء ارتكاب الأخطاء والحماقات السابقة نفسها. بل أنك لتجدهم يستفيدون من تاريخ مشكلاتهم وأزماتهم السابقة، ويعملون جادين على ألا تعود تلك الأزمات للظهور مرة أخرى.
الصنف الثالث: هم أولئك الذين لا ينتظرون المشاكل والأزمات حتى تحدث، فلديهم من الحدس والخبرة والحماس والرؤية ما يمكنهم من استشراف مستقبلهم ومستقبل مؤسساتهم للتعرف على النذر القادمة ومن ثم يتخذون كل الاستعدادات الممكنة. وما أشد حاجة مؤسساتنا التربوية الى تلك الفئة من الناس.
البحث عن مدرسة
في مطلع العام الدراسي الحالي كنت قد بدأت مرحلة البحث عن مدرسة متميزة لكي أسجل أحد الأبناء في الصف الأول الابتدائي. ولأني من المؤمنين بأن التعليم هو فقط الذي يستطيع استخراج مكنون الانسان من الابداع والطاقات، ولأني أجزم بأن جميع الطلاب يمضون شطرا من يومهم في مدارسهم إلا أنه ليس بالضرورة أن يعودوا لمنازلهم في نهاية اليوم الدراسي بنفس الحصيلة أو المستوى من التعليم، وبعد أن استشرت بعضا ممن اعتقدت أن لهم دراية وصلة بالأمر اتخذت أهم قرار يمس حياة طفلي - دون أن يكون له أي دور فيه- فسجلته في احدى المدارس التي ظننت أنها تقدم برنامجا دراسيا متميزا. ومع أنني لا زلت أعتقد أنني اتخذت القرار المناسب إلا أنني فوجئت بطفلي ذات يوم ينقل لي صورة قاتمة، ليس عن المعلم ولكن عن الرجل الذي يبيع في مقصف المدرسة. فقد بدأ الطفل منزعجا وهو يذكر لي ما حصل له من خلاف مع البائع أدى الى ان قال له البائع أمام زملائه أنت كذاب، وهي عبارة لم يحتملها الطفل. خلاصة الأمر هنا، أن في مدارسنا أشخاصا مهمين آخرين يشاركوننا تربية أبنائنا، ولعل البائع في المقصف وسائق الباص وبواب المدرسة هم من بين هؤلاء.
|
|
|
|
|