أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th November,2001 العدد:10635الطبعةالاولـي السبت 25 ,شعبان 1422

مقالات في المناسبة

وطن يفاخر به الأمجاد
د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم
رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي
وطني تفاخر بك الأمجاد حين تفخر الأوطان بأمجادها، تفخر يا وطني وحق لك فالسمو أنت والرفعة أنت والمجد أنت حينما يعرف المجد، وطني الحبيب عشرون عاماً أشرفت على ثراك الطاهر إنجازات وعطاءات ونجاحات تحققت في عهد زاهر ميمون يتوجه اسم فهد ملكاً وقائداً وبانياً وإنساناً عشرون عاماً مضت على ذكرى بيعة هذا الشعب الوفي لقائد وباني نهضة تلك البيعة التي كانت على أسس من الحب والوفاء والولاء والانتماء لوطن لا يفخر به أبناؤه فحسب، بل هو مصدر فخار لكل أبناء الأمة الإسلامية تلك الأمة التي تعيش على الدوام في بؤرة اهتمام المليك المفدى فهد بن عبدالعزيز ومن أجلها بذل ويبذل رعاه الله جُل الجهد وكل الوقت وأوفر البذل وأوفى العطاء فكم من شفاه نسيت لون الابتسام فأعاده فهد، وكم من عيون حرمت الأمان فأعاده فهد، وكم من محروم انصفه فهد وكم. وكم.. سلسلة طويلة من الإنجازات التي طالتها يمين الخير يمنى فهد فكانت بلسماً للجراح وغيثاً روى القلوب والشفاه، عشرون شمساً أشرقت في سماء بلادنا خيراً ونماء فكانت أمجاداً ونماء، عشرون شمعة أضاءت للسراة الدروب فكان الوصل إلى المجد وعناق النجوم أما أنت أيها المجد فقد كنت ولا زلت ديدن رجالات بلادي فقد كانت بلادي على الدوام في المقدِّمة بفضل الله وقدرته ثم بقادتها المخلصين ورجالاتها الأوفياء منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه حتى هذا العهد الميمون الذي يزهو بقائدة المفدى فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وساعده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزرء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الطيران والمفتش العام حفظهم الله جميعاً وحكومتهم الرشيدة.
وبهذه المناسبة الغالية على القلوب تتوارد على البال خواطر حول صور اهتمام ورعاية خادم الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بجمعية الهلال الأحمر السعودي والذي كان الدافع الأول بعد توفيق الله عز وجل إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والوصول إلى أهداف كانت في الماضي حلماً فأصبحت اليوم بفضل رب العزة والجلال واقعاً معاشاً نجني ثماره اليانعة خيراً ورفاهاً للمواطن السعودي فما هي أبرز تلك الصور؟
صور من الرعاية السامية
لقد حظي هذا الجهاز الإنساني منذ اللحظة الأولى لتأسيسه على يدي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالعزيز الفيصل آل سعود طيب الله ثراه وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بكل الرعاية والاهتمام إذ في عهد الملك المؤسس صدر أمره الكريم بتأسيس الجمعية عام 1354ه وأخذت الجمعية منذ ذلك الحين في النمو والتطور حتى هذا العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين وقد اتخذ ذلك الاهتمام وتلك الرعاية صوراً شتى كان لها الدور الأكبر بعد توفيق الله في وصول إلى ما هي عليه الآن من رقي وازدهار.
لغة الأرقام
وإذا قصرنا حديثنا على العهد المشرق لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله لنجد أننا أمام قائمة طويلة من الإنجازات التي تحققت في الجمعية خلال السنوات العشرين الماضية ولتتضح الصورة أمام المشاهد الكريم سنتحدث بلغة الأرقام ففي عام 1402ه كانت ميزانية الجمعية 000.200.92 ريال في حين وصلت ميزانية الجمعية للعام المالي الحالي 000.346.238 ريال، وفي مجال القوى العاملة ارتفع عدد العاملين في الجمعية بشكل ملحوظ فقد كان عدد العاملين في الجمعية عام 1402ه بلغ 1091 موظفاً وفي عام 1421ه وصل عدد العاملين في الجمعية 2517 موظفاً، وانطلاقاً من حرص المليك المفدى حفظه الله على الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية الإسعافية المقدمة من خلال الجمعية وتطوير وسائل الاتصال بالجمعية فقد تفضل أيده الله بتقديم تبرعين سخيين لصالح الجمعية تمثل الأول في إهداء الجمعية ثلاث عشرة سيارة إسعاف لتنضم إلى أسطول الجمعية من سيارات والذي يزيد على خمسمائة سيارة إسعاف، وفي مجال تطوير شبكة الإتصالات السلكية واللاسلكية في الجمعية تفضل القائد الباني حفظه الله بالتبرع لصالح الجمعية بمبلغ قدره سبعة ملايين ريال، ولم يقتصر دعمه أيده الله للجمعية على هذه الجوانب، بل شمل العديد من الجوانب إذ تفضل حفظه الله بترشيح الجمعية لنيل جائزة السلام في كوريا وجائزة ساسكا وللأمم المتحدة للحد من الكوارث وتعميد الجمعية لتقديم المساعدات الإغاثية السعودية الطارئة إلى الدول المتضررة والمنكوبة في حالات الكوارث والحروب والمجاعات وغيرها، وتأتي هذه الخطوة الهامة انطلاقاً من مدى حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لقضايا المسلمين ومعاناتهم في شتى بقاع الدنيا في حال تعرضهم للكوارث والنكبات.
الأيادي البيضاء
لقد أوضحنا حجم المساعدات الإغاثية السعودية إلى العديد من دول العالم، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تلك المساعدات إنما جاءت انطلاقاً من المكانة المميزة التي تحتلها المملكة سواء على الصعيد الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي وذلك نابع من الموقع الكبير الذي تحتله المملكة في قلوب الملايين من أبناء الإسلام في مختلف دول العالم، ويأتي ذلك الدور الإنساني الإسلامي استمراراً للنهج السعودي في دعم ونصرة القضايا الإسلامية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وقد كانت تلك المساعدات ولا زالت تأخذ أشكالاً عدة لكنها تصب في النهاية في خدمة أبناء الشعوب المتضررة والمنكوبة إذ تقدم المساعدات الغذائية ويبرز ذلك بوضوح من حجم المساهمة السعودية في برنامج الغذاء العالمي، كما تقدم المملكة المساعدات والتبرعات العينية والمادية سواء عبر المؤسسات الرسمية أن من خلال الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإغاثية العاملة على الصعيد الدولي، ولتتضح الصورة نستعرض أبرز ملامح المساعدات الإغاثية السعودية لأبناء شعب كوسوفا المسلم والتي تجاوزت الثلاثمائة مليون دولار أمريكي وتعد المملكة في مقدمة دول العالم في مجال تقديم المساعدات الإغاثية للدول المتضررة والمنكوبة وتقديراً لهذا الدور منحت ممثلة في جمعية الهلال الأحمر السعودي جائزة الصليب الأحمر الإسباني للمساعدات الإنسانية.
وتنطلق المملكة العربية السعودية في تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية من مجموعة من الثوابت الراسخة في مقدمتها القيم والتعاليم الإسلامية السمحة، ولهذا فإن المساعدات الإغاثية السعودية لا تفرق بين لون وجنس أو مذهب أو عرق أو سعياً وراء هدف دنيوي أو مكسب سياسي وإنما تقدم ذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، ولهذا فقد اتسمت المساعدات الإغاثية السعودية بشموليتها وواقعيتها لمختلف متطلبات الحياة الإنسانية الكريمة، حتى يتمكن أبناء الشعب المتضرر من تجاوز محنته، ولا يقتصر العون الإغاثي السعودي على الجانب الرسمي، بل إن للمواطن السعودي إسهامه الكبير في دعم تلك الأعمال الخيرية والإنسانية ولعل هذا يتضح بجلاء من خلال الدعم المتواصل لصالح القضية الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني فقد كانت المملكة وما زالت في مقدمة الدول الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومن هنا يبرز الأثر الكبير والدور المحوري لخادم الحرمين الشريفين في دعم ورعاية القضايا التي تمس العالم الإسلامي على الدوم.
وبعد.. أيها القائد والرائد الباني يا من يأتم الهداة به ويا من يفخر بك التاريخ ويفاخر بك فإن الكلمات تعجز عن التعبير بهذه المناسبة الغالية مناسبة ذكرى مرور عشرين عاما على تسلم مقامكم الكريم مقاليد الحكم في بلادنا الغالية فلمقامكم الكريم منا أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً مبتهلين إلى المولى القدير أن يمد في عمركم وأن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية وأن يمدكم بدائم عونه وتوفيقه إلى كل ما فيه الخير والرشاد وأن يسدد على دروب الخير والبناء خطاكم وأن يحفظكم الله ذخراً وسنداً للإسلام والمسلمين إنه سميع مجيب، وهذه تهنئتي إلى كل مواطن سعودي بهذه المناسبة الغالية سائلين الله عز وجل أن يديم على بلادنا الطيبة نعمة الأمن والرخاء وأن يحفظها من كل مكروه.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved