أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 10th November,2001 العدد:10635الطبعةالاولـي السبت 25 ,شعبان 1422

سيرة ذاتية

قطوف من سيرة حياة فهد بن عبدالعزيز
صناعة المجد بالصدق والشجاعة والمروءة
تحلى الفهد منذ صباه بالجرأة والشجاعة الأدبية وقول الحق مهما كلف الثمن
* بقلم: د. محمد شومان القاهرة:
الكلام لا يغني عن الحقائق.. والتاريخ يصنعه الرجال والمواقف لا الخطب والكلمات.. وخادم الحرمين الشريفين رجل من صناع التاريخ الكبار.. صنع تاريخ أمته العربية والاسلامية عبر ما يزيد عن ربع قرن كان خلالها جامعا للشمل ومثالا للصمود.. وقاد وطنه العزيز الى التقدم. ففي الوقت الذي توالت فيه الخطوب والأزمات من حوله، هنا وهناك، كان فهد بن عبدالعزيز يعبر بوطنه وشعبه سفينة النجاة والأمن والرخاء.
ليس غريبا ان يكون عبدالعزيز بن محمد بن سعود الذي حكم تسعة وثلاثين عاما وامتد سلطانه حتى مشارف الشام والعراق وعمان.. هو ربان السفينة من القرن الثامن عشر الى القرن التاسع عشر.
وليس غريبا ان يكون عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل الذي قضى خمسين عاما على صهوة الجهاد والتأسيس.. هو ربان السفينة من القرن التاسع عشر الى القرن العشرين.
كذلك ليس غريبا ان يكون خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز باني النهضة والتحديث.. هو ربان السفينة من القرن العشرين قرن التأسيس الى القرن الحادي والعشرين قرن الرخاء والازدهار.
هؤلاء رجال يبعثون على قدر.. يجددون دماء الأمة.. يحيون الدنيا بالدين.. ويتبادلون حمل الأمانة جيلا بعد جيل.. اليوم تعيش المملكة بهجة الاحتفال بمرور عشرين عاما على تحمل الفهد لأمانة المسؤولية الأولى، ويصعب على المحلل مهما كانت دقته أن يعرف من أين يبدأ تجاه الكلام.. فالحقائق عن خادم الحرمين الشريفين أكثر من أن تحصى.. والمواقف أعظم من الوصف.. على الصعيد العربي، والاسلامي، وفي سائر قضايا الأمة، دائما كان للفهد موقف ودور.. ولا يختلف عاقل على ان الملك فهد حفظه الله كان وما يزال رمزاً غاليا لوحدة الأمة العربية وتقدم شعوبها.. وربما لهذا السبب يتلهف كل قارىء وكل مواطن عربي داخل وخارج المملكة ان يعرف شيئا عن مسيرة هذا الرجل.. وأن يلم بالمحطات الكبرى في تلك المسيرة المشرفة.
ذكاء الصبا وشجاعته
ذات صباح مشرق ولد للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ولد يميل منذ أيامه الأولى في الحياة الى الهدوء والصمت، انه الأمير فهد الذي ولد في معمعة الجهاد، حيث ان حرب التوحيد وإعلاء كلمة الله في ربوع الجزيرة لم تنته بعد.
وكان للملك عبدالعزيز رحمه الله نهج فريد في تربية أبنائه.. نهج يقوم على الالتزام بدين الله واستهداف خير الاسلام والمسلمين في كل عمل واعتبار العمل العام تكليفا لا تشريفا. على هذه الأسس شب الفهد عن الطوق وانضم جنديا في الصف الى جوار إخوانه وتحت قيادة الأب والمؤسس العظيم.
هكذا كانت مدرسة عبدالعزيز هي مصدر التكوين الأول وهي الجامعة الحقيقية للتمرس بالعمل السياسي. وثمة شعرة دقيقة بين العمل السياسي بالمعنى التقليدي الدارج وبين العمل السياسي كما يفهمه الملك عبدالعزيز، وكما غرس مبادئه في قلوب الأنجال.. انه عمل يستقي أهدافه ودوافعه وحدوده من ينابيع الهدى.. من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسيرة السلف الصالح، فتلك هي الينابيع التي تجدد التقوى وتنشط الايمان وتعين على تحمل الأعباء والمسؤوليات.
كان الأمير فهد سابقا لسنه كما يقولون، فرغم ان ترتيبه السادس بين اخوانه ورغم فارق السن بينه وبين اخوانه الكبار، كان حريصا ان يتصرف بروح الكبار، فكان معروفا وسط إخوانه منذ سنوات الطفولة والبراءة بميله الى الهدوء والصمت والتفكير واجادة الإصغاء والاهتمام بما يدور حوله من أحداث، بدلا من الانشغال باللهو.
هناك قصة تبرز ملامح شخصيته منذ حداثة السن. ففي أحد أيام الشتاء خرج للقنص مع نفر من الأشخاص وبرفقة أخيه لأمه الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن الذي يكبره سنا. وعندما أوغلوا في الصحراء أصاب السيارة عطل استعصى على الإصلاح وكان اليوم ممطراً والبرد قارسا. تملكت القوم الحيرة وقد انقطعوا في الصحراء وليس لديهم حطب يلتمسون حوله الدفء أو يعدون طعاماً.. وبلغ من قسوة البرد أن أحدا ممن معهم مات وبدا الموقف عصيبا وكأن ثمة مأساة توشك أن تقع، فاقترح عليهم الفهد ان يمشوا بحماس حتى لا يتجمدوا من البرد. وفي لحظة قدرية مر بالقرب منهم جمال من بني رحيل يحمل أرزاقاً من الأحساء، فبادر الفهد الى استعارة جمل من الجمال ليركبه أحدهم ويسرع به الى الرياض طلبا للنجدة، بينما الآخرون استمروا في المشي والإحماء حتى أتاهم الاسعاف وقد قطعوا شوطا بعيداً مشيا على الأقدام.
بجانب الذكاء والقدرة على التصرف وضبط النفس والمهارة في ادارة الأزمة صغرت أم كبرت، تميز الفهد منذ نعومة أظفاره بالشجاعة والاقدام. وحدث ذات مرة أنه خرج في رحلة للقنص في سيارتين على الحدود الشمالية ومعه الأمير عبدالله بن محمد رحمه الله . وفي تلك الفترة كان البدو من بادية العراق يغيرون على رعايا المملكة بصفة دائمة ويقطعون الطريق على العابرين. وحينما توغل موكب الأمير داخل الحدود وهم نفر قليل لاح أمامهم ركب يفوقهم عدداً، مالا يقل عن سبعين رجلاً مدججين بالسلاح وتوقع الجميع ان الخطر محدق وأشار البعض بسرعة العودة الى المخيم، لكن الأمير فهد طالبهم بالتريث ومواجهة الموقف بشجاعة، ولاحظ ان هؤلاء الرجال يسيرون صوب حدود المملكة، وهذه دلالة طيبة، ولذا عندما تقارب الركبان أمر أحد الأشخاص أن يسألهم عن هويتهم ليعرف:«أعداء هم أم أصدقاء؟» فظهر أنهم سعوديون وتحول الخوف لدى البعض الى مزاح وبدا ان الأمير الصغير كان على هذا المستوى من الشجاعة.
في مختصر الملك
ربما يرجع هذا الى ملازمته لمجلس الوالد رحمه الله منذ صباه الباكر، حيث كان للملك عبدالعزيز مجلس خاص يقال له «المختصر» لا يدخله إلا المقربون من المستشارين وعلى رأسهم الملك سعود والملك فيصل. أما الملك فهد فقد كان ما يزال صغيرا لا تؤهله سنه للمشاركة في هذا المجلس، ولكن أبت نفسه إلاأن يكون بالقرب من والده، فكان يجلس قريبا عند باب المختصر لا يغادر مكانه حتى يخرج الملك عبدالعزيز ومن معه فيسرع اليه ويمسك بيده. ومرت الأيام والشهور ولعل المدة قد بلغت سنتين حتى لاحظ الملك فسأله عن أسباب جلوسه عند باب المختصر، فأجابه بأنه يود أن يكون حوله دائما.. عندها سمح له الملك عبدالعزيز بأن يدخل المجلس وأن يشترك بالرأي مع مستشاريه واستمر في تلك المكانة من مجلس أبيه، حتى توفي الملك عبدالعزيز رحمه الله.
والى جانب تأثير الوالد هناك عدد من الشخصيات كان لهم أثر كبير في تكوينه فكريا وسياسيا على رأسهم مدرسوه أحمد العربي وحامد جاس وعبدالله الخياط.
العلم مسؤولية
في أول تشكيل وزاري بعد تولي الملك سعود للمسؤولية وقع الاختيار على الأمير فهد كي يكون أول وزير للمعارف.. وزيرا للعلم والمعرفة اللذين هما المفتاح الحقيقي للمستقبل وتحقيق النهضة. إن العلم في فكر خادم الحرمين الشريفين هو حجر الزاوية في بناء النهضة واستكمال مشوار التحديث، وكان الفهد في جميع مراحل عمله السياسي وليس فقط إبان توليه وزارة المعارف واعيا لأهمية العلم كخيار استراتيجي بدونه لا تستطيع المملكة العبور الى بوابة القرن الحادي والعشرين. وجاءت كلمات الفهد دائما وخطابه المستمر للمواطن السعودي ليؤكد ان الفهد كان في سباق مع الزمن تقوده بصيرة سياسية قادرة على استشراف المستقبل، وإرادة مستقلة قادرة على البناء وعلى دعوة الآخرين المشاركة فيه، تحدوه طموحات وآمال عظيمة في مستقبل أفضل. وتأتي كلمات الفهد في مختلف المناسبات لتشكل الاطار الفلسفي لهذه النهضة العلمية المرجوة، التي تعكس ايمان القيادة السعودية بأن الفرد المتعلم والواعي والحر هو أساس التطور وليس عنصر المال وحده كما يتوهم البعض:
*«لا يكفى ان نفتح المدارس في المدن والقرى بل يجب ان نفتح المدارس في هجر البادية».
* «القرآن الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسلامة العقيدة أهم ما يجب أن يدرس في معاهدنا ومدارسنا وجامعاتنا».
* «خذوا من العلوم الحديثة ما يتناسب مع هذه البيئة مهبط الوحي ومنبع الاسلام وجنبوا أبناءنا كل ما يتعارض والدين الحنيف».
* «إن من أهم الأسباب التي هيأت للبلاد انطلاقاتها هي همة المواطن، فلا تستطيع الدولة ان تقفز هذه القفزة إلا إذا كان المواطن عنده الاستعداد ليندفع في هذا المجال».
* «ان دعمنا المتواصل لقضية المعاقين عامة والمكفوفين منهم خاصة إنما ينبع من نظرة مجتمع المملكة الى الانسان باعتباره الدعامة الأساسية لهذا المجتمع وأثمن ما يمتلكه، فإذا تعرض هذا الانسان لأي عائق بدني أو فقدان حاسة من حواسه، فإن ذلك لن يمنعه من ممارسة التزاماته وتحقيق أنبل ما في ذاته من خير عطاء».
* إن الاسلام إنما ينوه بالعلم ويرفع من شأنه ويدفع أهله اليه لأنه به يميز الانسان بين الحق والباطل والخير والشر والصواب والخطأ والهدى والضلال والحسن والقبيح والنافع والضار، فهو للعقل كالنور للعين لا يستغنى عنه بحال.
* إذا أردت ان تزرع لعام فازرع قمحا.. وإذا أردت ان تزرع لعشرة أعوام فازرع شجراً.. وإذا أردت ان تزرع لأجيال فازرع شبابا».
بهذه الحكمة البليغة وبما سبقها من أقوال تتكشف الملامح العامة للنهضة التعليمية كما رسمها الفهد وزيرا، وكما رعاها فيما بعد بينما كان يتولى العديد من المهام الأخرى. هذه الملامح أو الأسس تتجلى عمليا في مجموعة من المحاور:
التعليم حق لكل مواطن
غني عن البيان ان النهضة التعليمية في المملكة تستمد جذورها من المبادىء الاسلامية الكريمة، ولأن التعليم أو طلب تحصيل العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، أي حق وواجب للجميع، فإن المملكة وجهت كل جهودها لترسيخ هذا المبدأ، وأعطت للعلم والتعليم الأولوية القصوى في ميزانية الدولة لتأمين النفقات اللازمة لمواصلة مسيرة النهضة، كما خصصت المملكة الكثير من الحوافز التشجيعية للطلبة سواء بتخصيص رواتب ومكافآت لبعض مراحل التعليم أو بمنح تعطى للبعض عند التخرج.
وكان من العقبات الرئيسية في مسألة «تعميم» التعليم وجود أفراد كثيرين في المملكة من كبار السن وممن فاتهم قطار التعليم في مراحل العمر الأولى، وحتى لا تخسر المملكة جهود هؤلاء في دفع عجلة التنمية على كافة المستويات، ثم وضع خطط طموحة لمحو الأمية وتعليم الكبار تحت مظلة حق التعليم المجاني المكفول للجميع.
وتمثلت العقبة الثانية في تعليم المرأة، حيث يتصور البعض ان التعليم حق يقتصر على الرجال فقط! بينما كان خادم الحرمين الشريفين يدرك منذ الوهلة الاولى ان مسئولية بناء الدولة مسئولية مشتركة،وعلى هذ الاساس فان توفر فرص العلم للفتاة السعودية يجب ان يكون بنفس درجة توفرها لأخيها الطالب السعودي، وليس هناك ما يمنع حصولها على اعلى الدراسات الجامعية وما بعد الجامعية بما يتفق مع عقيدتها الاسلامية وافادة الوطن بجهودها.
يقول الشيخ ناصر المنقور سفير السعودية السابق في لندن:«وقف الملك فهد عندما كان وزيرا للمعارف مع تعليم الفتاة وقفة شجاعة، واولى هذا القطاع عنايته واهتمامه،وحقق هذا القطاع انجازا عظيما بعدما كان تعليم الفتاة امراً نادراً..».
الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
تتسم النظرة الى التعليم بالشمولية وبالعمق الانساني، فهي لم تقتصر على الفرد السليم الذي يتمتع بنعمة الحواس وسلامة القدرات، على اعتبار انه الفرد الذي يسهم بشكل مباشر في دفع عجلة التنمية. هذه النظرة النفعية القاصرة كان من الممكن ان تسدل حجاباً كثيفا على مواطنين آخرين شاء قدرهم ان يحرموا من بعض القدرات وان لم يحرموا بالطبع من حق الحياة ورعاية هؤلاء من اصحاب الاحتياجات الخاصة تمثل علامة فارقة ودلالة حاسمة تقاس بها الامم المتقدمة والمتحضرة واذا كانت الامم المتحدة تبذل جهودا فكرية وسياسية وانسانية للفت الانظار الى احقية هؤلاء في الحياة والعلم والعمل، فإن المملكة كانت من الدول السباقة في هذا الاطار والرائدة في منطقة الشرق الاوسط كلها.
ويمكن القول: ان الجمعيات الاهلية لعبت دوراً موازيا ومؤازراً لدور المؤسسات التعليمية الحكومية من اجل النهوض بالاعباء التعليمية والاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى رأس هذه الجمعيات «جمعية النهضة النسائية» برئاسة الاميرة سارة الفيصل التي تأسست عام 1962 والتي لم يقتصر دورها على الارتقاء بالمرأة السعودية في كافة المجالات بل انتبهت الجمعية منذ فترة مبكرة بالاطفال ذوي الاحتياجات، الى تحقق الحلم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وتم افتتاح اول مؤسسة تربية سعودية تعنى بالاطفال ذوي متلازمة داون عام 1986م/1407ه.
إنشاء الصروح العلمية
طوال مسيرة الفهد تكرست المبادئ الكبرى لنهضة التعليم: المجانية وحق التعليم للجميع، للولد والبنت، للكبير والصغير، للسليم والمعاق، واستقامت المناهج التعليمية على مبادئ الدين الاسلامي كمحور ثابت لا يجوز المساس به، وعلى الاستفادة من تطورات العصر كمحور متغير مثل ادخال دراسات الحاسب الآلي والتعدين وغير ذلك.
على المستوى الافقي كان لابد من توفير المنشآت العلمية والبنية التحتية واستقدام الكفاءات العلمية. وهذا ما حدث على الفور عندما تولى الفهد مسئولية هذه الوزارة فبادر من اجل تأسيس اول جامعة عصرية على اراضي المملكة وهي جامعة الملك سعود بالرياض، وانشئت عام 1957، وتضم الآن 19 كلية ومعهداً ويتبعها مستشفى الملك خالد الجامعي، ومستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي ويزيد عدد طلابها عن 32 الف طالب وطالبة. ومن المعروف ان اية دولة عصرية يؤرخ عادة لانطلاقة نهضتها من تاريخ اول جامعة تقام بها ولان المهمة كانت ثقيلة للحاق بالركب العالمي واثبات ان المسلمين قادرون على مواكبة العصر دون شعور بالنقص ودون فقد للهوية، اعلن الفهد آنذاك عن قرار انشاء الجامعة الثانية عام 1961م لتكون مكملة لدور الجامعة الاولى، فكانت «الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة» التي تمنح درجة الماجستير والدكتوراة ويفد اليه الطلاب من مائة جنسية من مختلف دول العالم.
الاهتمام بالدراسات التكنولوجية
درج الغرب على التكريس لمقولة: ان العرب لا يملكون القدرة على التركيب والتجريب وانهم ابعد ما يكونون عن روح العلم، اي يصلحون كشعراء لا كعلماء.
ولجملة من الاسباب الشائكة جنح الكثير من الشباب العربي الى الدراسات الانسانية والنظرية وكأنه يكرس لتلك المقولة المضللة والحقيقة ان صعوبة المواد العلمية والحاجة الى امكانات مادية مرتفعة ووسائل تعليمية خاصة كالمعامل والمختبرات، تعتبر اسبابا وجيهة لهذا العزوف وبالتالي لا يتعلق الامر بعيب «خلقي» في العقل العربي.
من اجل التغلب على هذا الوضع قبل خادم الحرمين الشريفين التحدي في هذا الجانب واصدر اوامره بتوفير كافة الامكانات المادية والوسائل التعليمية لتوفير هذا التعليم التقني والفني لأبناء المملكة. كانت البداية بانشاء جامعة الملك فهد للبترول والتعدين وتضم سبع كليات ويتبعها معهد البحوث التطبيقية، ثم انشئت بموجب المرسوم الملكي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية باشراف هيئة علمية على اعلى مستوى لرسم السياسة الوطنية الخاصة بتطوير العلوم والتقنية ودعم البحوث ومساعدة القطاع الخاص.
من الناحية الاخرى ارتبط بإنشاء هذه الصروح العلمية تطوير معاهد ومدارس التعليم الفني ومراكز التدريب المهني، وارتفع عدد الطلبة من «840» طالبا في عام 1390ه الى حوالي «30» الف طالب في عام 1416ه اي بما يعادل حوالي ثلاثين ضعفا.
«من حسن الحظ ان التطور الذي وجد في المملكة بالنسبة للتعليم وصل الى مستويات عالية جدا،والدليل على نهضة الانسان السعودي ان الشاب السعودي سلطان بن سلمان وصل الى القمة التي وصل اليها فطاحل العالم في عشرات السنين».
هذا ما قاله خادم الحرمين الشريفين وهو يحتفل بأول رائد فضاء عربي الامير سلطان بن سلمان، اول مواطن عربي يصعد الى الفضاء في رحلة المكوك ديسكفري. وقد وصف الرئيس الامريكي رونالد ريجان هذا الحدث المهم بانه يرمز الى الخطوات الهائلة والانجازات العلمية التي قطعها العرب في هذا المجال، وقد اكد العالم المصري فاروق الباز هذا الرأي قائلا: ان رحلة الامير سلطان خطوة مهمة في مجال علم الفضاء ووصف الامير الشاب بانه نموذج فريد للشباب العربي.
مثال آخر على اهتمام المملكة بمجالات الفضاء والتكنولوجيا وتقنيات التحدث، وهو عن شاب سعودي آخر وصل الى العالمية مبرهنا بذلك ان شجرة التعليم التي غرس بذرتها الفهد تؤتي اكلها الآن في شتى المجالات المهندس زياد احمد زيدان الذي التحق بالفصل الاول بالمدرسة الابتدائية في نفس العام الذي تولى فيه خادم الحرمين الشريفين مسئولية التعليم وفي شعاب مكة تربى وتلقى اسس المعرفة ثم واصل نبوغه في جامعة ديترويت وحاصل على بكالوريوس الهندسة المعمارية بامتياز وكان اول مهندس عربي يشارك في مشروع معهد العالم العربي بباريس.
وكان ثالث مهندس عالمي يحصل على ميدالية ذهبية للمساهمة في هذا المشروع، وكرمه الرئيس الفرنسي ميتران كما حصل على جائزة نوتيلوس من جامعة ديترويت وكرمه مجلس الشؤون الأمريكية العربية ومن المساهمات المهمة للمهندس زياد تطوير وتصميم منتزه عسير «600» ألف هيكتار، وتصميم مدينة ينبع الصناعية الكبرى «160 ألف نسمة» وكلها جهود فذة تؤكد أن ما غرسه الفهد قديما في وزارة التعليم يثمر الآن، وأن المواطن السعودي يملك قدوة الوصول إلى العالمية في مجال التكنولوجيا والتقنيات والعلوم.
تشجيع وتكريم العلماء
تكتمل منظومة التعليم في المملكة بتشجيع شباب العلماء وتكريم كبارهم وكذا توفير المناخ الملائم ماديا وأدبيا حتى يتمكنوا من التفرغ لأداء الدور القومي المنوط بهم فهم الأجدر بما يمتلكون من خبرات ومعارف على تشكيل عقل المواطن نحو الأفضل، والمساهمة في صناعة القرار السياسي، ومن ثم تطوير المجتمع والنهوض به.
من هذا المنطلق كان حرص خادم الحرمين الشريفين على الالتقاء بالعلماء في مناسبات عديدة والاستماع إليهم باعتبارهم ركنا فاعلا من أركان الشورى وفي هذا السياق تكرر اللقاء بهم في الجامعات والمعاهد وفي الأعياد والمهرجانات الثقافية واحتفالات توزيع الجوائز المختلفة وفي مقدمتها جائزة الملك فيصل العالمية، التي تعتبر بلا منازع أهم جائزة أكاديمية تمنح في الوطن العربي. وعندما تمنح المملكة هذه الجائزة الكبرى لعلماء أجلاء فإن الدلالة لا تغيب عن أي عاقل ويمكن تمثلها في مقولة خادم الحرمين:«إذا أردت أن تزرع لعام فازرع قمحا.. وإذا أردت أن تزرع لعشرة أعوام فازرع شجرا.. وإذا أردت أن تزرع لأجيال فازرع شبابا».
الفلسفة الأمنية
إن المملكة تستقبل دائما وبكل مشاعر الترحيب وسعة الصدر الوافدين إلى الأراضي المقدسة تحت مظلة الأمن والنظام وتكفل لهم الراحة والطمأنينة. ولم يحدث أن تهاون المسؤولون في تحمل هذه الأعباء، بل إن الزائرين والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام يلمسون دائماعاما بعد عام ما يحدث من توسعات عمرانية يواكبها انضباط أمني وتجنيد جميع مرافق المملكة لخدمة زوار بيت الله الحرام والسهر على راحتهم وتوفير الحماية اللازمة حتى يسهل على الجميع تأدية المناسك في أمان وسلام.
من أجل هذا وضعت المملكة منذ تأسيسها بقيادة الملك عبدالعزيز مسألة الأمن والاستقرار كمحوررئيسي في مشروع النهضة والبناء، فلا يمكن أن يتحقق لأي مجتمع ما يصبو إليه من أحلام مشروعة إذا لم يتوفر عامل الأمن والإحساس بالاستقرار.
وإذا كان التعليم حماية للعقول وبصيرة تكشف غشاوة الجهل فإن الأمن حماية للأرواح واستراتيجية تضمن الاستقرار للدولة والحرية للمواطن في إطار مبادئ الشريعة الغراء على هذا الأساس لم يكن تركيز الملك فهد على الإنسان في وزارة الداخلية أقل حجما من تركيزه عليه في وزارة المعارف.
وكانت المحاور الأساسية لسياسته الأمنية هي أمن المواطن والحفاظ على استقرار البلاد وتوفير الحماية المثلى والرعاية لجميع زوار بيت الله الحرام على اختلاف ألوانهم وجنسياتهم.
كما يمكن القول إن الرؤية الاستراتيجية التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين لا تفصل بين الأمن الداخلي وما يحدث في الشرق الأوسط خارج حدود المملكة، ولا بين المفهوم العام للأمن وسائر القضايا الاجتماعية والاقتصادية لأن حنكة وخبرة الفهد في المناصب الوزارية التي تولاها رسخت لديه أن مفهوم الأمن بمعناه العام هو التنمية الشاملة في جميع جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والسياسية، وأيضا توفير الآليات اللازمة للحفاظ على هذه التنمية واستمرار فاعليتها. وهذا هو جوهر الأمن كما يسميه روبرت مكنمارا وزير الدفاع الأمريكي السابق.
هذه الصلة الوثيقة بين مفهومي الأمن والتنمية بما تتسم به من تطور وفاعلية، تؤكد على أن الأمن مفهوم يتسم بالديناميكية الشديدة ويحتاج الى قيادة قادرة على المتابعة وتطوير آليات كفيلة بإنجاز هذا المفهوم على أرض الواقع بالفعل. وثمة عوامل متعددة ومتآذرة ساهمت على نحو فعال ومؤثر في نجاح خادم الحرمين الشريفين في النهوض بالعمل الأمني وقيادة وزارة الداخلية قرابة ثلاثة عشر عاما. أهم هذه العوامل تنشئة الفهد في مدرسة الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود رحمه الله والمشاركة في مجلس الملك ومن المعروف أن الملك عبدالعزيز اعتاد أن يتعشى مع ضيوفه من شيوخ القبائل وأعيان المملكة فإذا تعذر عليه القيام بذلك أناب ولده فهدا لاستضافة هؤلاء الرجال.. وهذا الموقف المتكرر أكسبه خبرة تامة بالقبائل ومعرفة الرجال والوقوف على العادات المختلفة والإلمام بالمشاكل والنزاعات، وكلها خبرات ثمينة كان لها أكبر العون حين تولى وزارة الداخلية..وثمة عامل آخر كان له الدور الحاسم في نجاح خادم الحرمين الشريفين في هذا المنصب الوزاري الذي يمس عصب الاستقرار على نحو مباشر، هذا العامل يتعلق بمواهب الفهد الفطرية وصفاته الشخصية التي يتمتع بها، حيث كان يميل منذ صباه للهدوء والصمت والتفكير والمقدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب وبحسم.
ورغم أن هذا المنصب أضاف مزيدا من الأعباء والتبعات خاصة على المستوى المحلي إلا أن خادم الحرمين الشريفين كان على مستوى الأمانة وأداء المسؤولية على أكمل وجه، في ظل متغيرات دولية عربية عاصفة ومتلاحقة: محاولة حرق اليهود للمسجد الأقصى ومن قبل النكسة، وحرب أكتوبر، والرحيل المباغت لعبدالناصر بما كان يمثله من زعامة، وتغير أنظمة الحكم في العديد من الدول العربية.. وغير ذلك من أحداث كان لها ظلال وظلال على المستويين العالمي والمحلي.
هذه الأحداث نفسها دفعت خادم الحرمين الشريفين إلى مشاركة أخيه جلالة الملك فيصل في حمل المزيد من الأعباء السياسية داخليا وخارجيا.
ولهذا صدر مرسوم ملكي بتعيين خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء عام 1967م وتواترت منذ هذا التاريخ جولاته السياسية ومهامه الخارجية إلى جانب قيامه بأعباء وزارة الداخلية. هذه الوزارة التي رسخ بنيانها وتأسست قواعدها على يدي خادم الحرمين الشريفين الذي أصدر مرسوما ملكيا إيمانا منه بأهمية الاحتراف بإنشاء كلية الملك فهد الأمنية التي ما زالت تربي رجل الأمن السعودي وتعلمه كيف يحفظ النظام وينفذ القانون ويحمي الوطن والمواطن.
بهذا الوعي العميق بمفهوم الأمن صارت المملكة بلداً آمنا، وفي طليعة الدول التي تعد نسبة الجريمة فيها ضئيلة للغاية مقارنة بعدد السكان وعدد الزوار أيضا. بل إنها تفوقت بسياستها الأمنية النظيفة كما تذكر الإحصائيات على الكثير من الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان لهذا يقول الفهد في إحدى خطبه:
«وليس هذا بغريب من أبناء وطن واحد متكامل ومنصهر في عقيدة واحدة هي عقيدة الإسلام الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور وآخى بين البشر وجعل المساواة هي الأساس».
ولاية العهد
في أيامه الأولى لحق الفهد طرفا من خبر الجهاد ومشاهده الأخيرة، وبينما كان في التاسعة من عمره أعلن جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود في مرسوم ملكي تأسيس المملكة وتوحيد جميع المناطق تحت راية التوحيد في 21 من جمادى الأولى 1351ه الموافق 23/9/1932م.
وفي أول تشكيل للحكومة بعد رحيل المؤسس، تولى خادم الحرمين الشريفين حقيبة المعارف في ديسمبر 1953م.. وفي الوزارة الشهيرة التي شكلها جلالة الملك فيصل عام 1962م تولى الملك فهد وزارة الداخلية.. كل هذا يعني أن المحلل السياسي والمؤرخ الحصيف لا يستطيعان الفصل بين التاريخ السياسي للملك فهد والتاريخ السياسي للمملكة ذاتها، فهما كوجهي العملة.. عمره من عمر المملكة وكفاحه من كفاحها.. كان يكبر وكانت المملكة هي الأخرى تنمو وتزدهر مثل حلم عظيم يتحقق يوما بعد يوم.
من المغالطات التاريخية أن البعض يتصور أن خادم الحرمين لم يظهر كشخصية سياسية بارزة في الساحتين العربية والدولية إلا عندما بويع وليا للعهد في نفس توقيت مبايعة جلالة الملك خالد رحمه الله!! فالحقيقة أن الفهد منذ بداياته المبكرة أثبت أنه سياسي بارع وتلميذ ماهر في مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ولم ينحصر دوره السياسي في يوم من الأيام على ما يتقلده من مناصب وزارية، بل إن إسهامه في السياسة الخارجية للمملكة بدأ قبل توليه للمناصب الوزارية، ففي عام 1945م وهو شاب دون الخامسة والعشرين عينه والده عضوا في وفد المملكة إلى الأمم المتحدة في نيويورك للتوقيع على ميثاقها وافتتاح أعمالها وكان الوفد برئاسة جلالة الملك فيصل وزير الخارجية آنذاك.
وفي عام 1959م وهو وزير للمعارف ترأس وفد المملكة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته الثالثة والثلاثين التي عقدت في الدار البيضاء، كما ترأس الدورة الاستثنائية التي عقدت في شتورا بلبنان عام 1960م. وفي نفس هذا العام ترأس وفد المملكة في الدورة الأولى لمؤتمر رؤساء الحكومات العربية في القاهرة، رغم أنه لم يكن رئيسا للحكومة في هذا التوقيت.
هذه المهام التي اضطلع بها وما اكتسبه من خبرات بالاحتكاك المباشر بالسياسة العربية والدولية، كلها كانت بمثابة أوراق الاعتماد التي قدمها فهد كسياسي بارع، وصدر القرار المتوقع من جلالة الملك فيصل بتعيين الأمير فهد وزير الداخلية نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء في 17 أكتبور 1967م.
وعندما تولى الملك خالد حكم البلاد (1975 - 1982) وأصبح خادم الحرمين الشريفين وليا للعهد من الناحية الرسمية لم يحدث تغير جوهري عما هو واقع بالفعل منذ عشر سنوات تقريبا.
أي أن الفهد كان النائب الأول لأخويه فيصل وخالد، وزادت الأعباء السياسية المنوطة به في ظل المعاناة الصحية للملك خالد رحمه الله .
وهذا القرب الشديد من مركز صنع القرار وتحمل تبعات العمل السياسي داخليا وخارجيا يفسر الكثير من الحقائق التاريخية فعندما سافر خادم الحرمين الشريفين في زيارة تاريخية شهيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1969م للقاء وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز ونائب الرئيس السيد سبيرو أجنيو وعدد من المهتمين بقضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية في هذه الفترة أبدى الكثير من المراقبين والمحللين دهشتهم لأنه يوجه وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز دعوته الرسمية للأمير فهد وزير الداخلية مع أن المفروض في مثل هذه الحالة أن توجه إلى وزير الخارجية! وصدرت عدة تقارير دبلوماسية تجيب عن هذا التساول بأن الأمير فهد هو النائب الثاني وهو ثانيا معروف بحصافته ومقدرته.
كانت هذه الزيارة بمثابة التأكيد الذي لا يرقى إليه شك في المكانة السياسية التي يشغلها خادم الحرمين الشريفين.
من هذا المنطلق عقد خادم الحرمين الشريفين مباحثات رسمية هامة مع مايكل ستيوارت وزير خارجية بريطانيا في 31/10/1968م كما رأس وفد المملكة إلى لندن عام 1970م للمشاركة في المحادثات المتعلقة بمستقبل منطقة الخليج العربي بعد قرار بريطانيا الانسحاب من المنطقة.
كل هذه المهام السياسية وغيرها نهض بها خادم الحرمين الشريفين قبل أن يصبح وليا للعهد في مارس 1975م وعندما حدث هذا كان الفهد قد أصبح وجها عربيا مرموقا في المحافل الدولية وزعامة عربية ذات ثقل سياسي وقد وصفه الأمريكان بأن له رأيا مسموعا في حكومته وفي مواقع سياسية عربية تتخطى السعودية هذه الشهادة جاءت نتيجة لما يتمتع به الفهد من خبرات تراكمت خلال ما يزيد عن عقدين من العمل السياسي، مما أهله إبان توليه لولاية العهد للقيام بالعديد من جهود الوساطة العربية العربية، ومساندة الحقوق المشروعة للشعوب العربية:
عقب توليه ولاية العهد زار خادم الحرمين الشريفين القاهرة في بداية ديسمبر 1975م للقاء الرئيس السادات، كما حرص خلال هذه الزيارة على الاجتماع مع السيد محمود رياض الأمين العام للجامعة العربية آنذاك للتشاور معه حول مهمته لجنة جنوبي عمان لإيجاد تسوية للخلاف بين سلطنة عمان وكل من اليمن الجنوبية وجبهة عمان وفي اليوم الثاني للزيارة عقد خادم الحرمين جلسة مباحثات استغرقت نحو ساعتين مع الرئيس السادات بحضور نائبه السيد حسني مبارك، لبحث الموقف في لبنان وإزالة أسباب التوتر ودعم التضامن العربي.
في نوفمبر عام 1976م زار خادم الحرمين الشريفين كلا من المغرب والجزائر حيث كان يقوم بجهود الوساطة في النزاع بين البلدين حول مشكلة الصحراء.
في عام 1978م زار خادم الحرمين الشريفين عدة دول عربية من بينها مصر وسوريا في محاولة منه للحفاظ على وحدة الصف العربي. وحين أعلن عن عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد في نوفمبر 1978م لعزل القاهرة سياسيا بسبب مفاوضات السلام مع إسرائيل كان خادم الحرمين الشريفين ضد هذا العزل الذي يمثل خسارة كبرى لجميع الأطراف العربية، ونشرت بعض الصحف العربية رواية غير رسمية تفيد بأن خادم الحرمين الشريفين قام بزيارة سرية وسريعة للقاهرة بتاريخ 11/10/1978م للوساطة بين بغداد والقاهرة واقناع الرئيس السادات بالمشاركة في القمة.
أعلن عقب أحداث لبنان عام 1975م بوضوح وحسم أنه ضد أي محاولة لتقسم لبنان.
دعا في عام 1976م إلى إنشاء سوق إسلامية مشتركة.
وفي عام 1975م ترأس وفد المملكة في مؤتمر أوبك (الدول المصدرة للبترول) والذي عقد في الجزائر وسعى من خلال هذا المؤتمر وما تلاه من أجل القيام بدورهام في كبح جماح الأزمة البترولية العالمية، بإشرافه على رسم سياسة متعقلة ومسؤولة لبلاده فيما يتعلق بإنتاج البترول وتحديد أسعاره.
عمل على مساعدة الصومال ضد محاولات السوفيت لتوسيع نفوذهم، وشارك في مؤتمر إسلام أباد الإسلامي لإدانة ا لغزو السوفيتي لأفغانستان.
في عام 1981م طرح المبادرة المعروفة باسمه «مبادرة الأمير فهد» لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، وكان مشروع فهد للسلام يرتكز على ثلاثة شروط أساسية: الانسحاب الإسرائيلي غير المشروط من الأراضي العربي المحتلة، إعلان قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، اعتراف متبادل بين جميع دول المنطقة.
في عام 1981م سافر خادم الحرمين إلى مدينة كانكون بالمكسيك رئيسا لوفد المملكة لحضور المؤتمر الاقتصادي مع العشرات من رؤساء الدول والزعماء لمناقشة مشاكل العالم الاقتصادية.
في فبراير من نفس العام نجحت الجهود السياسية لخادم الحرمين الشريفين في بلورة مجلس التعاون الخليجي الذي أعلن عن ميلاده في الرابع من هذا الشهر في العاصمة الرياض لدعم دول الخليج العربي وتوحيد كلمتها.
هذه التواريخ والوقائع الكاشفة تؤكد عميق الدور السياسي الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين على الساحتين العربية والعالمية باعتباره رمزاً سياسيا بارزاً وفاعلا. هذا الدور يرتبط ارتباطا وثيقا بفكر المؤسس العظيم عبدالعزيز آل سعود، الذي عمل على الحفاظ على حماية المملكة وفي القلب منها الأماكن المقدسة، وعلى دعم وحدة الصف العربي دائما، وهذا ما يؤكده الفهد في العديد من المناسبات.
«إن أهم سلاح للقضية العربية هو التضامن العربي الذي هو أخطر سلاح في الماضي والحاضر والمستقبل».


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved