| الاقتصادية
* الدوحة ق.ن.أ:
ا فتتح صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة عصر أمس الجمعة المؤتمر الوزارى الرابع لمنظمة التجارة العالمية بحضور حوالي خمسة آلاف مشارك يمثلون «142» دولة وعشرات المنظمات الدولية والاقليمية والخاصة بالاضافة الى عدد ضخم من مراسلي ووسائل الاعلام المختلفة. وسوف يناقش المؤتمر العالمي على مدى خمسة أيام العديد من القضايا المتعلقة بقواعد الانضمام الى منظمة التجارة العالمية والسياسات التجارية في اطار المنظمة وعددا من الموضوعات المطروحة على جدول الاعمال المستقبلية وموقف الدول العربية من عضوية منظمة التجارة العالمية وأثر المنظمة على انضمام الدول العربية وتسوية المنازعات والحقوق الأساسية للبلدان النامية في ظل منظمة التجارة العالمية.
ومن أهم الأوراق التي سوف تطرح للمناقشة في هذا المؤتمر الاتفاقات التجارية الاساسية في القطاعات المختلفة وتشمل الزراعة والخدمات والتكامل الاقليمي والملكية الفكرية والملابس والمنسوجات والحواجز الفنية المتعلقة بالتجارة ومعايير الصحة النباتية والدعم والاغراق والتقييم الجمركي وقواعد المنشأ. كما تطرح للنقاش جملة من الموضوعات التي تهم مستقبل التجارة وأهمها التجارة الالكترونية حول كيفية ايجاد نظام موحد لهذه التجارة بين الدول والاستثمار والتجارة البيئة وعلاقة الطاقة البترولية ومنتجاتها باتفاقات التجارة العالمية الى جانب العديد من الموضوعات المتعلقة بالدول التي لم تنضم الى المنظمة حتى الآن. وقد بدأت الوفود في الوصول الى الدوحة منذ يوم الأربعاء الماضي وتعتبر ثماني دول عربية من الأعضاء المؤسسين لمنظمة التجارة العالمية وهي مصر والكويت وتونس والمغرب وموريتانيا بحكم مشاركتها في اتفاق «الجات» في مفاوضات أوروجواي حتى التوقيع على الوثيقة الختامية للجولة التي تضمنت انشاء منظمة التجارة العالمية في عام 1995. كما قامت كل من دولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة البحرين بالتوقيع على الوثيقة المذكورة بحكم عضويتها في اتفاق «الجات» حيث كانت هذه الدول تطبق اتفاق «الجات» منذ الانتداب البريطاني قبل الاستقلال في السبعينات وكانت هذه الدول قد انهت الاجراءات الخاصة بالعضوية الكاملة. ويأتي المؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية المنعقد في الدوحة حاليا ولاتزال الدول العربية تتكون من ثلاث مجموعات من حيث انتسابها الى منظمة التجارة العالمية .. المجموعة الأولى وعددها عشر دول كاملة العضوية وهي دولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين وتونس والكويت ومصر والمغرب وموريتانيا بالاضافة الى الأردن وسلطنة عمان .. بينما تتمتع المجموعة الثانية بصفة مراقب وهي الجزائر ولبنان والسودان والمملكة العربية السعودية واليمن .. في حين لا تزال العراق والجمهورية العربية السورية وليبيا غير أعضاء في المنظمة. ويقول مسئولو منظمة التجارة العالمية ان هناك فكرة خاطئة سائدة بين الكثير من الدول النامية وهى ان العضوية في المنظمة تعني الالتزام بالغاء جميع القيود المفروضة على التجارة الخارجية من ضرائب وغيرها ولكن الحقيقة غير ذلك وهي ان منظمة التجارة العالمية تفرق بين نوعين من القيود التي تفرض على التجارة العالمية مثل الضرائب الجمركية من ناحية والقيود الكمية وغير التعريفية من ناحية أخرى. وتوضح مصادر منظمة التجارة العالمية ان هناك ربطاً محكماً في المعاملة بالمثل بين كافة الدول المتقدمة والنامية .. مشيرة الى ان هناك التزاما بين كافة الدول الاعضاء بألا تتجاوز الضرائب الجمركية وما هو ضمنها من الأعباء والتكاليف المالية الحدود المتفق عليها بين مجموعة الدول التي تتعهد لبعضها البعض ضمن اتفاقيات بينها.
وقد أثنى السيد مايك مور مدير عام منظمة التجارة العالمية على دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لاستضافتها المؤتمر الوزاري الرابع للمنظمة في الدوحة الذي بدأ مساء أمس . وقال السيد مايك مور في لقاء له مع ممثلين عن المنظمات الغير الحكومية أمس إن دولة قطر قدمت جميع التسهيلات اللازمة لانجاح هذا المؤتمر الذي يحضره آلاف من ممثلي الدول والمنظمات غير الحكومية . وامتدح السيد مور «في معرض رده على سؤال حول شدة الاجراءات الأمنية المتخذة حاليا من أجل المؤتمر» الاجراءات الأمنية التي توفرها دولة قطر.. وقال إن هذه الاجراءات يبررها الوضع العام السائد حاليا في العالم وأكد أن هذه الاجراءات سوف تساعد على إنجاح مثل هذه المؤتمر . وحول سؤال عن الآلية التى تستخدمها المنظمة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه قال السيد مايك مور إن الدول المشاركة فى المنظمة يمثلها الوزراء المعنيون وإن ما يتم الاتفاق عليه يقتضي الاجماع من أجل تنفيذه وقال إنه ناقش مع الوزراء امكانية تطوير آلية عمل المنظمة وأعرب عن أمله في أن يعطي مؤتمر الدوحة قوة دفع للمنظمة في هذا الاتجاه . واستعرض السيد مايك مور سير عمل المنظمة منذ انشائها فقال إن إنشاء المنظمة بعد الحرب العالمية الثانية بالإضافة إلى انشاء المنظمات الدولية الأخرى مثل منظمة الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ساهم في إيجاد عالم أفضل على الرغم مما يقال حول تقصير هذه الهيئات . وقال السيد مايك مور إن مؤتمر الدوحة يعقد في ظل ظروف اقتصادية عالمية صعبة مشيرا إلى أن اكبر ثلاثة اقتصاديات في العالم تعاني الآن من الركود وهو ما ينعكس سلبا على اقتصاديات الدول الأخرى.
وردا على سؤال من جانب ممثلى المنظمات الغير الحكومية ان منظمة التجارة العالمية اختارت دولة قطر لتستضيف المؤتمر الوزاري من أجل عدم إعطاء الفرصة كاملة لهذه المنظمات لإرسال ممثليها .. قال السيد مايك مور إن هذا الاتهام خاطئ لأن عدد المنظمات الغير الحكومية الممثلين في مؤتمر الدوحة يفوق العدد الذي كان موجودا في سياتل بالولايات المتحدة قبل عامين .
|
|
|
|
|