| مقـالات
الاعلام المحلي والعربي والإسلامي تعامل مع المواجهة الإعلامية التي تقودها الصحافة الأمريكية ضد المملكة والعرب والمسلمين.. تعاملاً لحظي أي تعامل ردة الفعل.. هذا التعامل في نظري سوف تكون له أثاره السلبية جداً على مستقبل علاقة الأطراف الثلاثة مع أمريكا والغرب.. فالرسالة الإعلامية التي تصدر منا سعوديين وعرب ومسلمين إما أنها تبرير أو تأليب أو تشكي.. وإليكم أمثلة:
1 يحتج الإعلام الأمريكي أن السعوديين والعرب والمسلمين يبررون حدوث غارة سبتمبر.. والأمريكيون يرون أن لا مبرر للغارة مهما كانت الأسباب.. إلا إن كنت ترى بنفسك في حرب مع أمريكا والغرب.. كما يحتج الإعلام الأمريكي أيضاً على أن حكومات السعودية والعرب والمسلمين تقدم تبريرات لشعوبها عن سبب وقوفها مع أمريكا في حربها على الإرهاب.. حيث يرى الأمريكيون أن الأمر لا يحتاج إلى تبرير.. إلا إذا كانت تلك الشعوب ترى نفسها عدوة للشعب الأمريكي.
2 نحن نبرر أن سر هذه الهجمة الإعلامية العدائية علينا هم اليهود.. والسبب أنها بذلك تدعم اسرائيل باستعداء المسؤول والمواطن الأمريكي على السعوديين والعرب والمسلمين بهدف أن تقوم حرب أو على الأقل توقف أو تحد من العلاقة بينهم.. اضافة إلى زيادة التزام أمريكا بأن تكون دولة إسرائيل الأقوى على الإطلاق في المنطقة ويكون شعب اسرائيل الأكثر ازدهاراً ورفاهاً في المنطقة.
3 ونبرر اعتقادنا الجازم ان فلسطين مسبب أول لحالة الضغط النفسي التي يعيشها الكل من سعوديين وعرب ومسلمين.. وأن هذا الضغط النفسي ولّد أعمالاً وقرارات أثرت على مستوى الأمة.. ورغم أن الأمة ترى أن هناك مسبباً إلا أنها لا توافق على ذلك الفعل الإجرامي.. فنحن نعلم أننا في الموقع الأضعف وأن الحرب مع القوة الأعظم هو انتحار.. ونحن وديننا ضد الانتحار. هم في ظني يعلمون ذلك.. لكنه يؤلمهم أشد الألم أن هناك من يبرر العمل.. تماماً كشعور الفرد الذي يتعرض لمصيبة.. وعوضاً عن أن تدعمه في مصيبته.. تقول له أن المصيبة التي حلت به هي نتاج عمله.
4 إعلامنا المحلي مؤخراً بدأ مرحلة التأليب.. وذلك بعرض وتضخيم ما يتعرض له السعوديون والعرب والمسلمون المقيمون في أمريكا.. والحقيقة التي يجب أن تقال إن نسبة ردود الفعل العنيفة التي حصلت من المسؤول والمواطن الأمريكي تكاد تكون لا شيء وذلك نسبة إلى ضخامة الحدث وضخامة عدد المستهدفين المقيمين وسط بنية مكلومة.
تصوروا لو أن الغارة كانت على بلد من بلدان العالم الثالث.. كلنا يذكر استيلاء الإيرانيين على السفارة الأمريكية بطهران واحتجاز موظفيها رهائن.. وسجن وحصار وترحيل كل أمريكي أو غربي مقيم في ايران أن ذلك رغم أن الحرب مع أمريكا كان أغلبها إعلامياً.. وغيرها من الأمثلة التي حدثت في لبنان ومصر والجزائر وغيرها.. إن أسلوب التأليب لا يخدمنا داخلياً ولا خارجياً.
ليس من المتوقع أن تكون ردة الفعل الأمريكية على المقيمين في أمريكا من سعوديين وعرب ومسلمين عنيفة بل صامتة.. من خلال عدم تقديم الخدمات أو تصعيب الحصول عليها.. مثلاً عدم تأجير سكن أو مكاتب، عدم قبول الاشتراك في الهاتف أو القنوات التلفزيونية، عدم التوسع في القبول في الجامعات والمعاهد.. وأخيراً التشدد في منح التأشيرات ومن ثم التشدد في تفتيش المطارات.
5 بالمانشيت العريض وعلى صدر الصفحة الأولى لجريدة دولية رصينة كتب «بوش يهدد بطرد كل من ينتقد السعودية ومصر».. ما هذا؟.. هل تريد أن تقول لنا الجريدة أن أمريكا صارت بلداً من العالم الثالث رئيسه يصدر الأحكام والقرارات بمثل هذا الهوج.. أم تريد أن تقول لنا الجريدة أن الرئيس بوش يخاطبنا على قدر عقولنا؟!
لا يمكن مواجهة الإعلام الموجه بردود فعل غير مدروسة.
|
|
|
|
|