| العالم اليوم
وهي القبلة التي انطلقت منها رسالة الإسلام الحنيف الى العالم الإسلامي العريض، فكان لابد لها المملكة من ان يتواصل دورها عربيا عملا على وحدة الصف العربي، وتضامنه وتكريس وتطبيق مبدأ العمل المشترك دفاعا عن الحقوق المشروعة لكل شعب من شعوب الأمة العربية وفي مقدمة هذه الشعوب الشعب العربي الفلسطيني الذي نكب في وطنه المغتصب، ويجاهد منذ اكثر من نصف قرن لاستعادة أراضيه المحتلة وإعادة بناء دولته المستقلة.
وما من شعب عربي تعرض لمحنة أو لأزمة أو لكارثة لم تبادر المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين إليها بيد العون والمساعدة، والمساندة والدعم.
وخلال السنوات العشرين التي انقضت حتى الآن من عهده الميمون قدمت المملكة للعالم العربي وحده أكثر من 22 بليون دولار كمساعدات اقتصادية مالية وعينية.
وإسلاميا كان لابد للمملكة من ان تقف في قلب عالمها الإسلامي كمحور مركزي لجهود دوله وحكوماته وشعوبه في الدفاع المشترك عن حقوق المسلمين في العالم وعن الإسلام كدين سلام وتسامح وأخوة وتعاون على البر والتقوى ونهي عن الإثم والعدوان وقدمت لدول وشعوب العالم الإسلامي مثل ما قدمت للدول العربية من مساعدات مالية وعينية وقد بلغ حجمها «21» بليون دولا أيضا.
كما عملت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على تحقيق حلم الملايين من ابناء الأمة الإسلامية، وتلك الأقليات المسلمة في العالم الخارجي... الحلم الذي تهفو به قلوبهم كل صباح ومساء الى أرض الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
فحقق خادم الحرمين الشريفين ذلك الحلم بتنفيذه أضخم عمارتين في الحرمين الشريفين تمثل في التوسعتين العملاقتين في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.. وتجميل المناطق المحيطة بهما، وتعمير المدينتين حتى أصبحتا كما قال عندما طرح المشاريع الاربعة (أريد ان تكون مكة المكرمة والمدينة المنورة من أجمل وأرقى مدن العالم بما يليق بمكانتهما في قلوبنا نحن السعوديين وفي قلوب كافة المسلمين).
وهكذا تزايدت أعداد قاصدي الأراضي المقدسة سواء للحج حيث بلغ تعدادهم فيه منذ انجاز التوسعتين مايزيد على المليوني حاج في كل موسم حج. فيما تتواصل وفود المعتمرين والزوار طوال أيام السنة.
وهكذا جمع الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله بين التميز على الصعيد الدولي والتفوق في البناء الوطني فقد برز دور المملكة في ظل قيادته بروزا غير مسبوق واصبح لها صيت وافر بفضل ما أصبحت عليه في نظر الاسرة الدولية من أهمية وما لكلمتها وقرارها وموقفها من القضايا الساخنة في مختلف الساحات الاقليمية والدولية من قيمة واعتبار عند صنّاع القرار الدولي سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو خارجها.
ولعل موقفه التاريخي الذي اجمع قادة دول العالم ومفكروه على وصفه بالشجاعة، من قضية دولة الكويت بعد ان تعرضت لغزو غادر من جيش العراق بقيادة صدام حسين، لعل موقفه هذا كان أحد أقوى المواقف الدولية مناصرة للعدل والحق ودفعا للظلم والعدوان وتأكيدا للشرعية الدولية التي ينص ميثاقها (الأمم المتحدة) على تضامن الدول الأعضاء في مواجهة مثل هذا العدوان وردعه.
وكان ومازال للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين نفس الموقف الشجاع لنصرة الحق والعدل ودفع الظلم والعدوان اينما وقعا ومن أي كان.
ولمواقفه التي سجلها التاريخ له محليا وإقليميا ودولياً أجمع العديد من رؤساء الدول والحكومات وأساطين الفكر وخبراء التقييم على ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله رجل دولة عظيم بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معان.
وقد تعدد اختياره لأعوام عديدة كرجل العالم في أبرز الصحف والمجلات العربية والأجنبية تقديرا لمكانته كزعيم عربي وإسلامي ودولي رائد لايتجاوز صنّاع القرار حكمته وكلمته وموقفه.
أمد الله في عمره، آمين.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|