| ملحق الميدان
على الرغم من ارتفاع حركة العرض والطلب في أسواق الخيل العالمية إلا أن الفشل الذريع كان بالمرصاد لإيجاد أجيال قوية وأبرز مثال على ذلك في سوق «لكسينتغون» التي ارتفعت مبيعاتها من 5، 18 مليون دولار عام 1975م إلى 6، 138 مليون دولار عام 1985 ثم تعدت مبيعاتها إلى 200 مليون دولار عام 2000م،
وعلى الرغم من صرف هذه المبالغ العملاقة فإن سياسة تربية الخيل وتأصيلها على تقدمها بأشواط عنها قبل ربع قرن فشلت في اكتشاف أجيال قوية على غرار جيل سكريتاريات ومرليف وغيرها في أوروبا وأمريكا على حد سواء،
وقد اعترف علماء الوراثة بأن سياسة تأصيل الخيل ربما وصلت إلى حد لم يعد ممكناً فيه إنتاج أجيال أفضل من تلك الأجيال التي كانت موجودة قبل ربع قرن وأكثر إذ لم يعد بمقدور هؤلاء تحسين الجواد من الناحيتين الجسدية والنفسية فعجزوا عن استنباط طرق لتقوية عضلات الجواد على غرار تقوية عضلات الإنسان وذلك بسبب الفارق في التكوين الفيزيولجي بين الجهتين ومثال ذلك ان عظم القائمة الطويل الممتد من الركبة حتى المفصل يساوي 12000 «باوند» عند الكناتر «الهرولة» أي ستة أضعاف ونصف الوزن الذي يتحمله العظم الطويل عند الإنسان ومع ذلك فإن الإنسان قادر على تقوية عضلاته بواسطة التمرينات المتواصلة والمكثفة، لكن هذا الأمر لا يمكن تطبيقه على الجواد إذ من المستحيل تدريب الجواد بالأساليب ذاتها التي يلجأ إليها «الإنسان الرياضي» بسبب اختلاف التكوين بينهما، فالإنسان لا حدود لعطاءاته في حين أن قدرات وعطاءات الجواد تبقى مرهونة بتكوين قلبه ورئتيه ويفيد «أرنست بايلي» أستاذ علم الوراثة في جامعة كنتاكي في أحد أبحاثه أنه ثبت لديه علمياً أن ليس هناك واحد من مدربي وملاّك الخيل مهتم بتحطيم الرقم القياسي لسباق ما أكثر من اهتمامه بالفوز بالسباق وحصد جائزته «أكبر مبلغ من المال» ومستدلاً بذلك على الجواد الأسطوري «سيقار» والذي بلغت ثروته 10 ملايين دولار جراء السباقات الكثيرة التي فاز بها لكنه لم يسجل أي رقم قياسي فيها واستنتج بايلي ان الرقم القياسي في الميل ونصف الميل في مضمار رملي سيبقى صامداً لفترة طويلة لأنه من ناحية ليس من السهل ان يجود الزمان بسكريتاريات أخر وفي ناحية ثانية بسبب التبدلات التي تحصل دائما في نوعية رمل المضمار تبعاً لعوامل الطقس «خفيفة ثقيلة» الأمر الذي يحد من قدرات الجواد وذلك بخلاف ما هو عليه الأمر في مضمار عشب حيث الأرقام عرضة دائما للسقوط وذلك بسبب عدم تأثر العشب بأي عامل خارجي،
ما دعاني إلى ذكر تلك الأمثلة «المعلوماتية الخيلية» هو ذلك النقاش الذي كنت أحد حضوره في أحد مجالس الخيل عشية ثاني يوم من صدور البرنامج الخاص بسباقي كأس ولي العهد 2001م، والذي كان يدور حول أفضلية جياد سباقي اليوم عنها في المواسم الماضية «موسم أفضل من الآخر» للفريق المناصر لجيل الألفين مستدلين بذلك بالأرقام القياسية التي تحطمها أجيال الألفية الجديدة في السنوات الأخيرة مثل ماتهاب وسلمان ومكنون بينما يناصر الفريق الآخر جيل التسعينات واستدل على ذلك بعراقتها وأصالة دمائها التي ساهمت في تقديم جياد سعودية أثبتت براعتها وقدراتها العالية على مضامير الخيل السعودية،
ومع احتدام النقاش بين الفريقين «بين مؤيد ومعارض» كل لجيله تركت ذلك المجلس بصداع لم تجد معه حبات البنادول والتي كانت قد نفذت من الصيدليات المجاورة «لأسطبلات الملز» وبعد أن انتشرت عدوى هذا الصداع المؤقت لبعض من أهل الخيل سيما المدربين منهم ولتزداد حدة هذا الصداع ليلة البارحة وما صاحبها من كوابيس مزعجة وأحلام ذهبية مفرحة من يدري فقد «تزول الكوابيس وتتحقق تلك الأحلام» مع غياب شمس هذا اليوم من أيام الفروسية الكبيرة، وعلى أنغام «دقي يا مزيكا» دامت أحلامكم، ، دام حظكم،
المسار الأخير:
إنه يلتهم منافسية مثل ما يلتهم العسل وحبات السكر، ، عبارة لن تكون الأخيرة من عبارات الميدان سوف تكون إهداء خاصاً جداً لبطل كأس الفارس 2001م، ، ودائما حقوق التفرد محفوظة،
|
|
|
|
|