رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 9th November,2001 العدد:10634الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شعبان 1422

متابعة

الرد المناسب
رضا محمد العراقي
حسناً ما فعله عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية من دعوة 60 مفكراً ومثقفاً على مستوى الوطن العربي ليجتمعوا داخل مقر الجامعة بالقاهرة خلال الاسبوع الأول من شهر رمضان القادم للتشاور فيما بينهم لوضع تصور جاد للرد العلمي والمنهجي على الهجمة الشرسة على الإسلام والثقافة العربية بعد احداث 11 سبتمبر وتشويه صورتهما في الإعلام الغربي الأمر الذي تطلب تحركا فورياً وفعالاً لتجميع هذه النخبة العربية من أجل وضع آلية للتحرك مع كل الدول المؤثرة في الغرب.. لكي يكون الرد منطقيا الحجة بالحجة والرأي بالرأي والنص بالنص.
وكما قال عمرو موسى: ان المواجهة لا تحتاج إلى ارسال جنود بقدر احتياجها إلى ارسال مثقفين ومفكرين ليجابهوا حججهم وضلالتهم في هذا الصدد.
وقد دعا موسى المثقفين والمفكرين إلى رص الصفوف وتوحيد الهدف وإيجاد تصور واحد للرد على الهجمة الشرسة مع الاتفاق فيما بينهم على آلية تحرك منظمة.. ونهيب بالجميع إلى التبرع لهذه الحملة بدءاً من الحكومات ومروراً بالهيئات والمنظمات الأهلية وانتهاء برجال الاعمال والافراد، وذلك لدعمها ووقوفها على أرض صلبة لكي تحمي للإسلام صورته الواقعية وللثقافة العربية إشراقتها وأصالتها وأهميتها.
وبهذه الدعوة قد وضع عمرو موسى يده على السلاح المناسب للرد على الحملات المغرضة التي يتعرض لها الإسلام والثقافة العربية بشكل لم يحدث من قبل، لذلك كان لابد من التجهيز بالسلاح المضاد المناسب للرد على القائمين على هذه الحملات والمحرضين لها .. لأن التحفظ في الحديث مع هذه الحملة الشرسة يضر بصورتنا أكثر مما يفيد.. وليس هناك أهم من المفكرين والمثقفين، ولا غيرهم، ممن يقومون بالإعداد للحملة المضادة لحفظ كرامة هويتنا الإسلامية والثقافية والحضارية. ليس للرد فقط على نظرية هنتنجتون بحتمية صراع الحضارات ولا للرد على رئيس الوزراء الإيطالي بيرو لسكوني الذي قال: ان الحضارة الغربية المسيحية متقدمة عن الحضارة الإسلامية التي تتسم بالتخلف والركود على الرغم من انه قد أكد ان حديثه قد فسر خطأ وإنه لم يقصد الإساءة إلى الإسلام، فإنه رفض تقديم اعتذار للمسلمين عما قاله، وليس فقط للرد على مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ان المسلمين لم يدينوا ما حدث في الولايات المتحدة بشكل كاف، وعليهم ان يقولوا ان ذلك أمر مخجل وأنها لم تسمع ما يكفي من الادانات من قبل علماء الدين المسلمين، وكانت تاتشر قد أكدت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ان الإسلام هو العدو الجديد للغرب بعد انتهاء الشيوعية وان مهمة حلف الناتو بعد انهيار حلف وارسو هي مقاومة هذا (العدو)!!
بل يجب أن تتجاوز الحملة المضادة كل الآراء والفرضيات والنظريات التي قيلت وبدأت ترسخ مفهوماً واحداً هو ان الإرهاب منشؤه ومبعثه الدول الإسلامية دون غيرها!! وان التوتر الحاصل في العالم كله يخرج دائما من العباءة الإسلامية لذلك كانت أهمية هذا التجمع ليضع بين يديه خيوط الحملة ويفندها ويقوم بالرد العلمي والمنهجي عليها.
وأزعم اننا نعول كثيراً على هذا التحرك في دحض هذا الهجوم ودحره وعودة الأمور إلى طبيعتها إلى ما قبل تاريخ 11 سبتمبر ان شاء الله.
في هذا الخضم وفي اطار هذا الجهد جاء تحرك آخر لا يقل في أهميته عن دعم الحوار بين الثقافات الحضارية والقاء الضوء على التفاعلات والتأثيرات الحضارية لكل حضارة.. حيث بدأت منظمة «متحف بلا حدود» وهي منظمة دولية غير حكومية ومقرها الرئيسي في النمسا، ولها مكاتب في اسبانيا وايطاليا برنامجاً كبيراً بدعم من الاتحاد الاوروبي لتشجيع السياحة الثقافية من خلال حث السائح على زيارة الآثار في موطنها الاصلي بكل عوامل المكان والزمان المحيطة بالآثار.
وقد قامت منظمة (متحف بلا حدود) باعداد برنامج يقوم بالتعريف بالفن الإسلامي في دول البحر المتوسط تحت عنوان (التراث الثقافي الاوروبي المتوسط) وتم اختيار اسم لفن كل من هذه القاعات وهذا الاسم يتعلق بفترات تاريخ الفن الإسلامي من خلال الدول المشاركة فاختيرت ايطاليا (جزيرة صقلية مدينة باليرمو) كي تمثل الفن الإسلامي النورماندي وتركيا (الفن الإسلامي السلجومي المبكر)، وأسبانيا (الفن الإسلامي لجماعات المودجلر في كتالوينا) والبرتغال (الفن الإسلامي في البرتغال) والجزائر (الفن الإسلامي للمنشآت الإسلامية المائية) والاردن (بداية الفن في العصر الأموي) وتونس (الفن الإسلامي في أفريقيا) والمغرب (الفن الإسلامي الاندلسي) ومصر (الفن الإسلامي المملوكي).
وقد صدر كتاب بهذا الخصوص باللغات الإنجليزية والفرنسية والاسبانية والعربية يشتمل على تاريخ الفترة التي اختيرت والتعريف بكل اثر مدرج في البرنامج مع صور ملونة للأثر داخليا وخارجيا مع شرح واف تاريخي لهذه الفترة.
وقد أعدت المنظمة برنامجاً للسائح يستغرق أسبوعاً يتضمن مسارات تغطي الفن الإسلامي في الآثار المتعلقة بهذا الموضوع.
ولعلنا نؤكد ان هذا البرنامج قد جاء في وقته تماما ليؤكد حتمية اجراء حوار دائم بين الحضارات والتعريف بثقافات الشعوب الاخرى.. كما جاء في أيام يمر بها العالم بظروف غير طبيعية نتيجة الهجمة الشرسة على الحضارة الإسلامية ليسهم في تعريف الشعوب الأوروبية بكنوز الحضارة العربية والإسلامية وإزالة أية شوائب غير صحيحة لصورة العرب والمسلمين.
هذا الجهد الذي أقامه الاتحاد الأوروبي لاقامة حوار دائم بين الثقافات الاوروبية والعربية لدول البحر المتوسط يتطلب منا جهداً مماثلا في هذا الصدد لنقدم للعالم صورتنا الأصيلة والمتميزة التي كان لها اسهاماتها في بدء عصر النهضة الاوروبية كما ان لها في الوقت الراهن التوازن الطبيعي للجانب الروحي للإنسان بعد طغيان الجانب المادي الذي صدرته لنا الحضارة الغربية.
فعلى العقلية العربية ان تتفتق ذهنيتها سواء الجامعات أو المنظمات الثقافية والفكرية أو دور النشر في تصور اساليب مختلفة وطرق جديدة لتعريف الآخر بثقافاتنا وحضارتنا بشكل أكثر واقعية. فهل يفعل القائمون والمهتمون بهذا التحرك ويقدمون نماذج جديدة ومختلفة تمسح ما أثارته الحملة الغربية من تشويه وغبار علينا؟!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved