| مقـالات
صورة العرب والمسلمين في الإعلام العربي كانت قبل أحداث 11 سبتمبر الماضي وستظل واحدة من القضايا التي يثيرها دارسو الاعلام وأساتذته. بل كانت عنوانا لرسائل علمية في الجامعات الغربية من الطلاب العرب والمسلمين المبتعثين أو الدارسين، والصورة الذهنية في مجملها سيئة تتبلور ملامحها في العنف والجنس والتخلف.
وكنت في الندوات الاعلامية والمحاضرات التي ألقيها في الجامعة ودورات المبتعثين أنزع الى الرأي الذي يقول إننا يجب ألا نجعل همنا الأكبر وهدفنا الأوحد أن نحسن صورتنا الذهنية في وسائل الاعلام الغربية ولدى الرأي العام الغربي، نعم هو هدف ولكن ليس مقصوداً لذاته، وإنما يمكن تحقيقه من خلال نقل الرسالة الصحيحة عن الإسلام، وأخلاق المسلمين الى الشعوب الغربية.
ليس من شأننا أن نرصد الملايين من الريالات أو الدولارات حتى نكسب رضا المجتمعات الغربية، وأن نكافح من أجل تزويق الصورة الذهنية للعرب والمسلمين في الآلة الاعلامية الغربية، فهذا في ظني رهان خاسر، وجهد ضائع.
المعركة الاعلامية تبدأ بأنفسنا عندما نكون صادقين في ايصال الرسالة عن أمتنا وحضارتنا وعن الانسان المسلم في كل مكان.
الصورة الذهنية تأتي تبعا عندما يكون هم القائمين على وسائل الاعلام في مجتمعاتنا العربية والاسلامية الدعوة الى الدين الخاتم، وبيان محاسنه، وترغيب الناس فيه، ودحض التهم عنه، ومواجهة الشبهات التي تثار حوله، وإقامة الحجة على من لم تصله رسالة محمد «صلى الله عليه وسلم»، والقيام بواجب البلاغ المبين بالقدوة على جميع مستوياتها: الشخصية، والجمعية، والرسمية.
لسنا معنيين بتحسين الصورة الذهنية عنا كعرب ومسلمين إلا إذا كانت في سياق الدعوة الى الدين الذي نعيش له ومن أجله، وعندما يتحقق هذا الهدف فإن الصورة الذهنية الايجابية ستتحقق ضمنا.
أستاذ الإعلام السياسي المشارك جامعة الإمام
|
|
|
|
|