أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th November,2001 العدد:10633الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شعبان 1422

العالم اليوم

أضواء
الملك فهد مكانة عالمية متميزة وريادة في التنمية الوطنية وبناء الإنسان السعودي
« 5 5 »
جاسر عبدالعزيز الجاسر
استعرضنا في الحلقات السابقة التحرك الدولي والجهد الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لخدمة القضايا العربية والإسلامية، وجهوده في حل العديد من القضايا والأزمات الدولية مما عزز ورفع المكانة الدولية للمملكة في المحافل الدولية فإنه حفظه الله وفي خلال اقل من عقدين من الزمن استطاع رائد النهضة الحضارية الحديثة والمعاصرة في المملكة، خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وامد في عمره وعافيته استطاع ان ينقل المملكة من دولة منتمية إلى العالم الثالث الذي يُوصم بالتخلف، جهلاً وفقراً ومرضاً، وحاجة الى عون الآخرين، إلى دولة متقدمة تقف شامخة بين اكثر دول العالم تطوراً وتقدماً وازدهاراً حضارياً في مختلف اوجه الحياة على ارضها الطيبة المعطاءة والزاخرة بشتى انواع الثروات والموارد التي تم استغلالها واستثمارها في عهده الميمون وتحولت عائداتها النقدية الى انجازات ملأت كل مكان، وبهرت أعين الناس، وصارت مصدر فخر وزهو لكل مواطن داخل وطنه أو خارجه حين يتباهى الناس بأوطانهم وما تحقق فيها من انجازات التطور والتقدم. وما أصبح عليه مواطنوها من عافية ورفاهية حياة.
نهضة شملت كل قطاع ومجال
وقد ارتبطت النهضة الشاملة في بلادنا باسم وفكر وجهد ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأيده والذي واصل الليل بالنهار، مفتوح القلب ومفتوح الباب يستقبل ويستمع ويشاور ويقرر ويوجه، يحاسب ويكافىء.. انه دائماً على رأس العمل الوطني العام في كل موقع، يكاد العاملون هنا وهناك يرون ملامحه السمحة وابتسامته الراضية المشجعة لهم في كل جزئية من عملهم وفي كل لحظة من وقتهم، يشعرون بقربه منهم رئيساً للعمل وقائداً للمسيرة المباركة في كل طريق وكل شبر وكل اتجاه ومشروع وانجاز حتى انتشرت في مدن المملكة وقراها وهجرها المساكن العصرية الراقية في بيئات اجتماعية نظيفة وبها كل ما يلزم من تقنيات الحياة العصرية في المنزل العصري لرفاهية الاسرة فيه.
كما انتشرت الحدائق العامة والمتنزهات والميادين الخضراء التي غطت وجه الصحراء الاصفر بتلك الخضرة الزاهية المريحة للنفوس والاعصاب حيث الترفيه البريء لمرتاديه.
وانتشرت مجالات الخدمات العامة الاخرى المدارس والجامعات والكليات والمعاهد.
وفي مجال الصحة والعلاج انتشرت المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات.
وفي مجال الطاقة اصبح اكثر من 85% من مدن وقرى وهجر المملكة يتمتع بالطاقة الكهربائية المستخدمة في شتى الاغراض لدورة الحياة اليومية.
وفي مجال الانتاج انتشرت المصانع التي ناف عددها على الثلاثة آلاف مصنع عامل ومنتج وقد غطى انتاجها من السلع والبضائع المصنعة 60% من كامل احتياجات البلاد من الانتاج الصناعي الذي عرف الكثير منه طريقه الى اسواق دول الخليج العربي ودول العالم الاخرى.
وفي مجال الانتاج الزراعي، زاد الانتاج من سلعة القمح الغذائية الاستراتيجية عن الحاجة اليه وفاض عن الاكتفاء الذاتي وعن المخزون منه كاحتياط استراتيجي، وعرف الكثير من الفائض طريقه الى اسواق «90» دولة في العالم.
وتحقق الاكتفاء الذاتي من سلع زراعية وزراعية مصنعة، ومن الالبان واللحوم البيضاء ونسبة كبيرة من اللحوم الحمراء والاسماك والروبيان.
واصبحت المملكة دولة منتجة تجاوزت حد الحاجة الى الآخرين الى مقدمة الدول التي تعطي الآخرين.
وقد ثبت انها تفوقت بما تقدمه من مساعدات اقتصادية ومالية وعينية وانسانية للدول والشعوب المحتاجة على جميع الدول المانحة من حيث نسبة ما تخصصه من اجمالي ناتجها القومي لتلك المساعدات «6%» حيث زادت هذه النسبة على النسبة التي تخصصها اغنى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية التي تقدم فقط نسبة «5%» من اجمالي ناتجها القومي الضخم الذي يصل سنويا الى «ثلاثة ترليونات دولار» اذ كان يمكنها ان تقدم مساعدات بنسبة تعدل مجموع النسب التي تقدمها الدول المانحة الاخرى.
في مدى أقل من 20 عاما على حكمه
كل هذه الصورة المشرقة من الانجازات والعطاء للوطن تحققت واقعياً للوطن والمواطن في مدى اقل من 20 سنة مضت على مبايعته وتوليه قيادة الدولة في 21 شعبان 1402ه.
تمسكه بالعقيدة الإسلامية ومنهجها سر نجاحه
ونجاح قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لمسيرة البناء والنماء والتطور والازدهار الحضاري لم ينطلق عشوائياً أو من فراغ.. بل انطلق من قاعدة إيمانية بعقيدة التوحيد، وتعاليم شرع الله، والتزامه المنهج الإسلامي في ذكر الله والدعوة له والاهتداء به في القول والعمل.
وكان ذلك منذ البداية داعياً لموقعه في قلوب ابناء وطنه وامته العربية والإسلامية، داعياً لآمالهم واحلامهم فيه كمليك قائد لأكبر دولة في العالم العربي والإسلامي وزناً وثقلاً ، واهمية استراتيجية من جميع النواحي الدينية والسياسية، والاقتصادية والتجارية والثقافية والأمنية والعسكرية.
وكان داعياً لما هو مطلوب منه ولما يتعين ان يفعله على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وكان يعرف انه يتكىء الى رصيد وطن ضخم من الخبرة والتجربة والدروس المستخلصة منها والتي خلفها له ولإخوته الملوك قبله والدهم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عليه رحمة الله .
ومن ذلك الرصيد صاغ استراتيجيته العملية
ومن ذلك الرصيد صاغ استراتيجيته السياسية للعمل الوطني، والعربي والإسلامي، والدولي.
وقد بدأ بطرح رؤيته الاستراتيجية البعيدة لمستقبل المملكة ومستقبل اجيالها القادمة مجسداً طموحاته الوطنية والانسانية لهذا المستقبل حيث عبّر عن اعتماده بعد عون الله تعالى على الانسان السعودي الذي يشاركه في كل موقع مسئولية العمل الوطني العام ولهذا جعل أول مبدأ في استراتيجيته السياسية الوطنية تعهد الانسان السعودي بالرعاية والحماية والتربية والتوجيه حتى يكون في مستوى القدرة على قبول التحديات الماثلة والمتوقعة مع تقدم مسيرة العمل الوطني على طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقال تعبيراً عن هذا المبدأ: ( ان صناعة الانسان هي الأساس، فالمال يذهب والرجال وحدهم هم الذين يصنعون المال، وان كل اهدافنا في البناء والتطور، وتحقيق المجتمع المتقدم لن تتم إذا لم يتم القضاء على الجهل والمرض، واننا لنعتبرها مهمة من اقدس مهام ومسئوليات الحكم).
وهكذا انطلقت الجهود في مجال بناء الانسان وتأهيله بالعلم والخبرة حتى اصبح للوطن رصيده المتعاظم كماً وكيفاً من الكوادر الوطنية المتخصصة علمياً وفنياً ومهنياً وحرفياً في جميع مجالات العمل العام تأكيداً للمبدأ الثاني في استراتيجيته وهو أن الاوطان لايبنيها غير ابنائها الذين تعتمد عليهم في تنميتها وتطورها ونهوضها.
وبعد أن توفرت الكوادر الوطنية المؤهلة بالعلم والطموح لخدمة الوطن، عهد خادم الحرمين الشريفين إلى اكمال ما بدأه اسلافه من اخوانه الملوك الراحلين سعود وفيصل وخالد عليهم رحمة الله في مجال البنية الاساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. فحقق خلال الخطتين الخمسيتين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة والرابعة مشروعات البنية الاساسية في مختلف المجالات، حيث اخذت عجلة الانتاج تدور في المشاريع الاقتصادية، كما اخذت عجلة الخدمات العامة تدور في المشاريع الاجتماعية التعليمية والصحية والمعيشية والترفيهية.
ولم تدخل البلاد في مرحلة الخطة الخمسية الخامسة وبعدها الخطة الخمسية السادسة الحالية الا وكانت قد اكملت كل مشروعات البنية الاساسية ولم تعد بحاجة الى مشاريع جديدة في مجالاتها واتجهت الى صيانة مشاريع هذه البنية، حيث انتظمت المسيرة المباركة على طريق الانجاز والعطاء خيراً للوطن واهله.
وخلال كل اشواط هذه المسيرة الداخلية لبناء الوطن وتنميته ورفاهية أهله لم يغب عن فكر واهتمام وهموم المليك القائد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وطنه العربي، وعالمه الإسلامي، فقد ظل في كل مناسبة محلية يذكر دوره ودور المملكة تجاه الأمة العربية والإسلامية.
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved