| عزيزتـي الجزيرة
كانت ولادة الملك فهد بشارة خير تعزز السلام فيها وتوالت انتصارات الملك المؤسس لتوحيد المملكة العربية السعودية.
بدأ تعليمه مبكراً اذ التحق بمدرسة الامراء في الرياض ثم المعهد العلمي بمكة المكرمة وظل حريصاً على استكمال تعليمه وثقافته والنهل من مصادر المعرفة المتنوعة فضلاً عن خبراته واطلاعاته التي تحصل عليها من رحلاته العديدة الى خارج البلاد. كما مثل له مجلس والده والذي داوم على حضوره مدرسة تعلم فيها اصول الحياة الاجتماعية والسياسية. وكانت تعاليم ابيه في القيادة المخلصة والحكمة والتعامل مع مواطنيه اساساً لشخصيته التي عكستها مهارته في قيادة المملكة وكانت القوة المحركة وراء التقدم الخارق الذي حققته بلادنا الغالية.
تولى الفهد اول وزارة للمعارف عام 1373ه واصبح بذلك اب التطور التربوي ورائد التعليم الاول في المملكة. وفي عام 1383ه 1963م انيطت به مهام وزير الداخلية فساهم مساهمات كبيرة في تحقيق الامن الداخلي للمملكة. وحين نودي بفهد ملكاً للمملكة العربية السعودية في 21 شعبان 1402ه «13 يونيو 1982م» قوبل من الشعب بحفاوة عارمة وبتأييد شعبي وفرح كبير. ومنذ اليوم الاول شارك حفظه الله شعبه مشاعرهم واصبح من الامور المعتادة ان يرونه بينهم لانه اعتبرهم الكنز الحقيقي والقوة الخيرة التي تقوم عليها التنمية الصحيحة. ويمثل الملك فهد ايده الله نموذجاً فريداً جمع بين فكر ومسيرة والده العظيم من جانب وبين الخبرة والدراية في مناصب الدولة العليا من جانب آخر. فقد كان الملك فهد مشاركاً في الكثير من القرارات الرئيسية وكان الناطق الرسمي للمملكة مثلما انه المهندس الرئيسي لتحديث المملكة العربية السعودية وراعي شئونها الدولية ومصدر سياستها الاقتصادية والاجتماعية. ويمكن النظر الى ان انجازات الملك فهد تشمل في الحقيقة جميع منجزات المملكة في تلك المرحلة الطويلة التي بدأت من بعد وفاة الملك المؤسس الى ما قبل مبايعته ملكاً باعتباره مشاركاً رئيسياً في قيادة البلاد. فضلاً عن المنجزات التي وجه اليها خلال اكثرمن عقدين من عهده الميمون مما احدث تغيراً جذرياً في شكل الحياة بالمملكة، وغير من ملامح الصورة التقليدية التي قرت في الاذهان عن ان المملكة بلد صحراوي بترولي فحسب. اذ توطد العزم من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين على عدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل، بل الاصرار على تنويع مصادر الدخل بما يكفل للمملكة موارد متعددة ومتنوعة.
ان هذا الانفاق السخي على التنمية بشواهدها العينية الحضارية العملاقة جاء متسقاً مع رغبة خادم الحرمين الشريفين في ان يواكب المجتمع السعودي ركب الحضارة والنمو، وهو ما نجد له، بالاضافة الى ما سبق، تمثلاته في كرم الالتزام والوفاء اللامحدود فيما يتعلق بالتنمية الاجتماعية، والتي لا حصر لمجالاتها، سواء ماله مساس مباشر بالمواطن كفرد او ماله اتصال بنشاط هذا الفرد او تلك الجماعة. فقد ظل حفظه الله حريصاً على صيانة كرامة الانسان في هذا البلد في اي موقع من مواقع التنمية انطلاقاً من ايمانه العميق بتعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية وانسجاماً مع الاخلاق والشمائل العربية الاصيلة.
واذا كان الامر يطول في ابراز اوجه التغيرات المادية الشاملة التي تحققت في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين، فانه من العسير اعطاء صورة عن عمق ما احدثته مسيرة التنمية على مدى عشرين عاماً مضت في بناء الانسان واعداده وتأهيله والرفع من قوى ملكاته الابداعية، ولا غرابة في ذلك فبناء المواطن الصالح كان وما يزال هدف خادم الحرمين الشريفين رعاه الله الذي يكرس له الوقت والجهد والمال باخلاص وحب صادقين، وايمانه بان الانسان السعودي وطموحاته محور دائم تتجه اليه كل جهود التنمية بما يجسد ذلك المعنى الكبير في الرعاية له، والسهر على امانيه، وتهيئة كل اسباب الامن والاستقرار امامه، بتعزيز قوى الدفاع عنه وعن الدين والوطن، ازكاء لروح الانتماء في ضميره وحفزا لرغبته في العطاء والاسهام الدائمين.
وقد حققت سياسته الحكيمة وخبرته وبصيرته الثاقبة اعظم التقدم والتطور مما لم تشهد مثيلا له عديد من الدول التي تحسب في مضمار التقدم فما بالنا بالدول النامية. الامرالذي يشهد له حفظه الله بكل الجدارة والريادة والسبق التاريخي وبانه حقا المؤسس الباني للمملكة العربية السعودية الحديثة وانه احد الذين سيحفظ لهم التاريخ مكانهم العالي المقام في الصدارة من سجل الخلود ملكا وقائدا فذا من قادة الحضارة والتقدم والسلام.
سعد بن محمد الشلوي
وزارة التخطيط الرياض
|
|
|
|
|