| الاخيــرة
نسعد هذه الأيام بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مقاليد الحكم في هذه البلاد، ومنذ عهد التأسيس على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه الى ان جاء خادم الحرمين الشريفين والاعلام السعودي بكل أجهزته ومؤسساته ومنسوبيه يحظون برعاية خاصة تعكس الرؤية الواعية لقيادة هذه البلاد تجاه الاعلام السعودي بشكل خاص والاعلام كمهنة وحرفة تخصصية بشكل عام.
ان الانسان السعودي والمقيم في هذه البلاد يعرف حق المعرفة ما أُنجز من تنمية حضارية شاملة في المجالات الصناعية والزراعية والطرق والتعليم والصحة وغير ذلك من المجالات ويعرف كثيرا المليارات التي ضخت في عمارة الحرمين الشريفين ويعرف أيضا ما قامت به المملكة العربية السعودية من دعم ومساندة في المسارين العربي والاسلامي ايمانا بواجباتها الاسلامية والعربية ويكثر ويطول الحديث عن المنجازات التي قام بها قائد هذه البلاد في شتى المجالات ومنها الاعلام السعودي، ولا بأس ان نُعلم عن الاعلام السعودي بين فترة وأخرى من المنظور الذي أسسه خادم الحرمين الشريفين لهذا القطاع الهام فقد قال حفظه الله في إحدى خطبه «إن الجانب الاعلامي يجب ان يقتصر على الحقيقة التي تجعل في نفوس الناس واقعا كبيرا ومصداقية تكون هي الاساس والقاعدة» كما اوضح «ان المبدأ هو إبراز الحقيقة بأي شكل من الاشكال في لحظتها فذلك هو افضل شيء يمكن ان يتبع لتبصير الآخرين لواقع الامر»، ويرى خادم الحرمين الشريفين «ان الوسائل الاعلامية السعودية المسموعة والمرئية والمقروءة اصبحت سلاحا قويا الى درجة متناهية إذ إن أي خبر يسيء لمصلحة عامة يؤخذ على أنه حقيقة إذا لم يصحح تماما لكن التصحيح يجب أن يكون مدروسا ووافيا للغرض». إن فكر خادم الحرمين الشريفين الاعلامي كان واضحا لمن تولوا حقائب وزارة الاعلام ولقد قال في إحدى خطبه «إن شعب المملكة العربية السعودية ما تعود على ان يسمع خطبا رنانة..إنه من البساطة ان نسمعه مثل ذلك وبإمكان أيٍ منا ان يعملها..ولكننا نخاطب الناس بأشياء منطقية ومعقولة..إننا نترك الارقام تتكلم عن نفسها والعمل يتحدث عن نفسه ونسعى الى اطلاع العالم الخارجي عن إنجازاتنا وذلك رداً على ما يكتب ضد المملكة..ان النواحي الاعلامية ومنها الصحافة السعودية اصبحت تُقرأ في جميع بلدان العالم وتنقل عنها الاذاعات العالمية وهذا يدل على وزن الصحافة السعودية والوطن السعودي».
إن هذه العناية الاعلامية من القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين ادت الى نقلة محلية وعربية واسلامية وحتى دولية للإعلام في المملكة من اجل ذلك اسس مجلس اعلى للإعلام هدفه رسم التوجهات الاعلامية العليا للمملكة واقرت السياسة الاعلامية السعودية التي وضعت الخطوط العريضة لمسيرة هذا الإعلام برعاية صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز رئيس المجلس الاعلى للإعلام، ومن خلال المجلس الاعلى للإعلام عدلت كثير من التشريعات الاعلامية ومنها نظام المطبوعات والنشر ونظام المؤسسات الصحفية ونظام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ولايزال المجلس الاعلى بتوجيهات من سمو رئيسه يسعى دائما الى تطوير أداء ومهمات الاجهزة الاعلامية السعودية وفقا لمعطيات الوقت الحاضر.
إن خادم الحرمين الشريفين إعلامياً بفطرته قد عرف حقيقة المسئولية الجسيمة على اجهزة الاعلام السعودي وتأثيرها على الرأي العام الداخلي والخارجي وقد اخذت هذه الاجهزة الاعلامية عناية خاصة وتوجيهات يومية مباشرة منه جعلها تقفز قفزات فكرية ومهنية وتقنية لتصبح ذراعا ثقافيا واعلاميا للمملكة وللعالم العربي والاسلامي كما حرص حفظه الله على ان تكون المملكة العربية السعودية المؤسس الحقيقي للهيئات والمؤسسات الاسلامية الاعلامية الراعية للعمل الاعلامي الاسلامي والممول المعنوي والمالي لمثل هذه الهيئات لايمانه بأهمية التكامل الاعلامي في اطاره الاسلامي وتحتضن المملكة مقر اتحاد وكالات الانباء الاسلامية ومنظمة اتحاد اذاعات الدول الاسلامية وجهاز تليفزيون الخليج وأخذت هذه الهيئات الاعلامية الاسلامية والخليجية ولاتزال تأخذ عناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بصفة مستمرة.
وفي الاطار العربي حرص خادم الحرمين الشريفين اشد الحرص والعناية بأن تكون المملكة ذات ثقل فكري اعلامي وحضور متميز في جميع المؤتمرات التي عقدت لوزراء الاعلام العرب في اطار جامعة الدول العربية، كما نشطت المملكة اعلاميا في المحافل الدولية ذات الشأن الثقافي والاعلامي وكانت سباقة للمبادرات المستمرة من اجل تحقيق التنسيق والتعاون الاعلامي المشترك على مستوى الهيئات والمنظمات الاعلامية الدولية، وما انجز اعلاميا على المستوى الاسلامي والعربي حقق بشكل واسع على المستوى الخليجي، فقد كانت المملكة وبتوجيهات منه حفظه الله البوابة الاعلامية الخليجية التي ساهمت في مسيرة الاعلام الخليجي وترسخ قيمه وسلوكياته وفقا لما اقره اصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في الشأن الاعلامي وذلك من خلال اللجان الاعلامية الخليجية المتعددة والاجتماعات السنوية لوزراء الاعلام في دول مجلس التعاون.
إن كل منصف ومحلل يهتم بقضايا الدراسات والابحاث الاعلامية في الوطن العربي يدرك تماما حجم النقلة الاعلامية السعودية التي تحققت بفضل الرؤية الصائبة لقيادة هذه البلاد.
* وكيل وزارة الإعلام
في المملكة العربية السعودية
|
|
|
|
|