نبتدي باللي له الخلق ركاع وسجود
غافرالزلاَّت وحده ولا ربٍّ سواه
عالم إن الغيب جل بجلاله في الوجود
واحدٍ نرجي ثوابه ونسعى في رضاه
يا بديع الكون رحمتك يا الرب الودود
يا غفورٍ كلنا في حماه وفي رجاه
ذكرك أبدا والمعاني كما صرف النقود
نصخر القاف ونعده على ذوق وطراه
من سراديمٍ غزيره تراجف بالرعود
برقها في ظلمة الليل يعجبني سناه
شاعرٍ صاغ المعاني على مزنٍ يقود
نثرت كل القصايد وسالت في وطاه
ضمَّها ثم جاد خافقه باللي به يجود
درةٍ خضنا بحرها ولا جينا مداه
نرفع بها أسمى التهاني لفهد ابن الفهود
زهرةٍ فاحت بريح القوافي من غلاه
للبحور أسرار والشعر حاسد ومحسود
ويشهد الله بيرق العز مركوز بذراه
دامت أيام الفهد قصرنا الشامخ بزود
خادم البيتين نورٍ تغشانا ضياه
منبعٍ بالطيب شعبه على جاله ورود
يرتوى من هو من الوقت قد علق ضماه
هامته فيها البشاير مراقيها سنود
يستظل بظلها كل من حظه رماه
في جبينه للمعالي رسم كل الحدود
خاضها وأرسى دعايم كيانه ثم بناه
من شمال المملكة للجنوب أصخى الجهود
وشرقها مع غربها طال وارقى مستواه
نالها ثم صاغها بالجواهر والعقود
اغتشاها والله بثوب الأمجاد اغتشاه
ساقها للمجد والغى اللوازم والقيود
شيخ قومٍ اهتوى الدار واختارت هواه
عزها يوم اعتزت به ولا فيها جحود
قايدٍ سلطان مجده ظهر يوم اعتزاه
فوق متنه شلها وانتشلها بالعضود
ارتكى دون الوطن واسهر عيون العصاه
احتمى الدار وحماها تحت ضرب الزنود
ما تهاون كل شبرٍ من الدار احتماه
قايدٍ في السلم والحرب ما تبغى شهود
المواقف ثابته والزمان اثبت وفاه
المكارم من يمينه بلا قيد وبنود
يصدر أمره ما حسب كون من ربي جزاه
فزعت المكروب والعود والطفل الولود
مدهلٍ بالخير كلاً ورد جاله وجاه
سيف عزٍ في الملاقي يلوذ من الكبود
يقهر عدوه قهر قبل يرجع في خباه
شيخ قومٍ وإن غزَّا عاد ولا ما يعود
المهم إنه على العز ما يقصر خطاه
مملكتنا عزنا لا ولا عنها صدود
أطهر أرضٍ حُبها حل قلبي واحتواه
مملكتنا كنزنا والوجيه السود سود
والفهد تاجٍ لها والشعب معلن ولاه
مملكتنا يا مناخ الركايب والوفود
في ظلال اللي لهم من عظيم الشان جاه
الملوك إخوان نوره جزيلين المدود
لعتزوا بالسيف يرون في لحظه شباه
الملوك أهل العفو والتسامح والصمود
من عهد صقر الوغى طيب الوالي ثراه
سيدي ولكم نجدد قديمات العهود
طاعه وحب وولاء والعدو نخلف نباه
بالولاء يامٍ وهمدان تحت أمرك جنود
صرخةٍ بالعز لإخوان نوره في الحياه
سيدي دامت لياليك يا وافي الجدود
يا زعيم المجد من مبتداه إلمنتهاه
زف بن مانع تهاني بعطر من الورود
باسم نجرانٍ وهلها لقايدنا وصاه
والختام إعداد ما نثر المزن الركود
للشفيع المصطفى أزكى سلامي والصلاه
