| في ذكرى البيعة
ونحن نعيش هذه الأيام فرحة احتفالنا وابتهاجنا بمرور «20 عاما» على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لمقاليد الحكم السعودي فإنه يطيب لنا كمواطنين ان نستعيد ما حفلت به ذاكرتنا خلال العقدين الماضيين من الزمن كسجل زمني نرصد من خلاله أهم التطورات والانجازات والجهود المثمرة والخيرة التي حققتها حكومة المملكة العربية السعودية كدولة حديثة وما قدمته لمواطنيها ولأشقائها العرب والمسلمين في شتى مجالات الحياة الحديثة «سياسيا وأمنيا واقتصاديا وتكنولوجياً وعلمياً وثقافياً..الخ».
ولأن ما تحقق «للمواطن السعودي» في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هو أكبر بكثير جدا من ان نتحدث عنه في هذه العجالة ولأنه امتداد لسياسة الملك المؤسس والموحد «عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود» طيب الله ثراه مروراً بأبنائه الملوك ممن تولوا الحكم من بعده رحمهم الله جميعا فإني سأقتصر هذا المقال الموجز على «الجانبين الثقافي والعلمي» في المملكة دون غيرهما. وأترك الجوانب الأخرى لمن يتحدثون عنها غيري وممن يعرفونها من ذوي الاختصاص والاهتمام.
فمن المعروف والمسلّم به ان الحياة الثقافية لأي مجتمع من المجتمعات البشرية لابد وأن تكون ذات ارتباط وثيق الصلة بالحياة العلمية للمجتمع نفسه.
وما «الحياة الثقافية» في الواقع إلا امتداد للحياة العلمية لأن الأولى «أساس» يقوم عليه «بناء» الثانية.
ولذلك فقد تحققت للمواطن السعودي في عهد خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الماضية كافة سبل التعليم وطرق التثقيف ووسائله المتنوعة.
وهذا يؤكد حرصه حفظه الله على ان يرتقي «الانسان السعودي» بمفهومه لثقافته السعودية والعربية والاسلامية وان يعي مداركها واستقلالها عن الذوبان أو الاندماج في دوامات الثقافات الأخرى المغايرة لها خاصة ونحن نعيش الآن عصراً أشبه ما يكون ب«صراع بين الثقافات» ونشهد سباقا محموماً مع الزمن في شتى مجالات الحياة الحديثة.
ولاشك ان حرص خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وما أولاه من اهتمام ورعاية لتأسيس وقيام العديد من المؤسسات الثقافية والفكرية في المملكة العربية السعودية منذ توليه مقاليد الحكم قد نبع أصلاً من كونه «أول وزير سعودي للمعارف» سنة 1373ه وذلك باعتبار المسألة «التثقيفية» امتداداً للمسألة «التعليمية» أو اكمالا لها كما أسلفت سابقا.
ولذلك فقد وجد «الانسان السعودي» ما يحتاجه من رذاذ ثقافي ومعرفي مصدره هذا العدد الكبير من المؤسسات الثقافية في بلاده، وما يتيح له من أسهل الطرق وأيسرها ان يشبع «فهمه الثقافي» والعلمي والفكري.
يضاف الى ذلك ما يلقاه «المثقف السعودي.. سواء كان أديبا أو مفكراً أوصحفيا أو اعلاميا أو فنانا أو ما سوى ذلك» من دعم وتشجيع مادي ومعنوي على كل ما يقدمه وما من شأنه ان يرتقي بالمستوى الثقافي له في بلده مواكبا في ذلك مسيرة التعليم والتثقيف الضروريين لانسان هذا العصر في سائر البلدان الأخرى من العالم.
نسأل الله العلي القدير ان يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وان يطيل في عمره وان يسبغ عليه ثياب الصحة والعافية وان يحفظ لنا حكومتنا وأرضنا وشعبنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حمد حميد الرشيدي
|
|
|
|
|