| في ذكرى البيعة
أصدق الوفاء والولاء لخادم الحرمين الشريفين بمرور عشرين عاما على توليه الحكم في المملكة العربية السعودية، والى مزيد من العمر والعافية.
ان ازدهار المملكة العربية السعودية في شتى المجالات في عهد الفهد يجيء امتداداً لما بناه أسلافه بدءاً بالمؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وانتهاء بسلفه الملك خالد رحمه الله.
هذا الازدهار الذي نلمسه الآن دليل على أن الأساس المتين الذي وضعه الملك عبدالعزيز للمملكة الصرح سيكتمل في يوم من الأيام، وهاهو قد قارب الكمال بخطى راسخة ثابتة.
أنتهز هذه الفرصة لأتحدث بعجالة عن مجال يعد من أهم المجالات ألا وهو «مجال الثقافة والتعليم» من خلال هذه العجالة في المحاور التالية:
1 في هذا العهد الزاهر حصلت نقلة نوعية وكمية في «وسائل الاعلام» المختلفة «المرئية والمسموعة والمقروءة» خلال العقدين الماضيين، والتي أسهمت بشكل واضح في رفع معدل الثقافة عند المواطن؛ كون وسائلها المتنوعة متاحة لجميع المواطنين القاصي منهم والداني.
فالتلفزيون والاذاعة يقدمان ما يخدم هذا المجال لا في كمه وانما في نوع المواد التي تقدم كل نافع ومفيد.
والصحافة تسير الى تحقيق ذلك في خط تصاعدي تضاهي فيه الدول المتقدمة في هذا المجال فهي شاملة مختلف التخصصات الثقافية والتربوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
وقد واكب هذا العهد الزاهر تأسيس عدد من الصحف والمجالات لتنضم الى غيرها في هذا المجال من أجل تحقيق التوازن الثقافي لدى المواطن.
2 في هذا العهد الزاهر انفتحت المملكة على أهم نوافذ الثقافة العالمية ألا وهي نافذة «الإنترنت» وتعامل القطاع المعني بها مع هذا الانفجار الثقافي الهائل بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن بكل دقة وتوازن لضمان التواصل مع الثقافة العالمية دونما انبهار.
ويأتي تتويجا لهذا العهد الزاهر انشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية هذه المدينة العظيمة بامكاناتها وكوادرها.
3 في هذا العهد الزاهر نما قطاع «التعليم العام» نموا مطرداً ويتضح ذلك من عدد المنتسبين الى هذا القطاع من الطلاب والطالبات والذين يوازي عددهم ربع سكان المملكة وهذا واكبه ازدياد في عددالمدارس التي وصلت الى كل قرية وهجرة، كما واكبه ازدياد في عدد المعلمين الذين يضطلعون بهذه المسؤولية الى جانب ما يتطلبه هذا الكم الهائل من المدارس والمعلمين ومن مكتبات خاصة وعامة تسهم اسهاما جليا في نشر الثقافة والعلم.
ولا ننسى الاهتمام الكبير بمحو الأمية بانتشار المدارس من هذا النوع في كافة الأحياء لاجتثاث الأمية من جذورها من خلال تعليم من فاتهم قطار التعليم في السن المبكرة.
4 في هذا العهد الزاهر خطا «التعليم العالي» خطوات بعيدة نحو تحقيق رسالته في ميداني الثقافة والتعليم.
إن إنشاء ثماني جامعات بعضها في هذا العهد الزاهر في حقبة زمنية قصيرة لا تتجاوز خمسين سنة لهو تقدم هائل في هذا المجال بخلاف الكليات والمعاهد العلمية العالية التي يعدل بعضها جامعة مصغرة.
وإذا تحدثنا عن جامعة من هذه الجامعات فإنما نتحدث عن قلعة علمية وثقافية واسعة إذ أن الكلية الواحدة من الجامعات الثماني تعدل جامعة بكاملها في كثير من الدول من حيث الكم والنوع.
إن تطور التعليم العالي لابد أن يواكبه أو هو من أهم أدواته ازدياد في عدد أساتذة الجامعات الذين يثرون الساحة الثقافية بكل ما يفيد.. ولابد أن يواكبه ازدياد في عدد المجلات والنشرات العلمية والثقافية المتخصصة.
ومع أن هذا النوع من التعليم يتعلق بأعلى مراحل التعليم إلا أنه خطا خطوات سريعة مما جعل الاعتماد على أبناء الوطن من المعلمين في هذا القطاع كبيراً بل وصل الى سد الحاجة في كثير من التخصصات وقد سدت هذه الجامعات بكثرة خريجيها حاجة التعليم العام من المدرسين والمدرسات.
5 في هذا العهد الزاهر تم انشاء عدد من «الأكاديميات السعودية» في بعض العواصم العالمية من أجل ان تطال يد الثقافة والتعليم مواطن هذا البلد أينما حل وارتحل خارج بلده وكأنه يعيش فيه من خلال تهيئة المناخ العلمي والثقافي حتى يتواصل مع علوم لغته في مراحل التعليم المختلفة. هكذا يكون قطاع التعليم مزدهراً في عهد خادم الحرمين الشريفين شأنه شأن بقية القطاعات الأخرى وذلك سعي لما فيه خير الوطن والمواطن.
جزى الله خادم الحرمين الشريفين خيراً وأمدَّ في عمره وألبسه رداء العافية لقاء ما يبذل من أجل الوطن والمواطن.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
كلية اللغة العربية
قسم النحو والصرف وفقه اللغة
|
|
|
|
|