| في ذكرى البيعة
إنه لشرف كبير أن تتاح لي فرصة المشاركة في هذه المناسبة الوطنية الغالية على نفوسنا جميعا ألا وهي الاحتفاء بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «حفظه الله » مقاليد الحكم في هذه البلاد المباركة.
ولعل المتأمل لمسيرة التنمية الشاملة التي تحققت في هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين، ليدرك إدراكا تاماً القفزات الحضارية والمنجزات ا لتنموية العملاقة التي خطتها البلاد نحو الازدهار والنهضة الحديثة التي عمت أرجاء المملكة، من أجل إعلاء صرح هذا الوطن الحبيب، وتلبية طموحات المواطنين في الرخاء والأمن والاستقرار.
ومما لا شك فيه أن تطور الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس يقدم نموذجا لتطور الأوضاع في كل القطاعات الأخرى في مملكتنا العزيزة، فقد لقيت الهيئة منذ مراحل تأسيسها الأولى الدعم السخي غير المحدود والتشجيع المتواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، فأتيح لها من التسهيلات والامكانات ما ساعدها على النهوض بدورها في خدمة الاقتصاد الوطني، وقد بلغ هذا الدعم ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله»، وتمثل في تنفيذ المقر الرئيسي للهيئة والمرحلة الأولى من مختبراتها التي بلغت تكاليفها ما يربو على «100» مائة مليون ريال، وحظي حفل افتتاح هذه المرحلة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وذلك في السابع عشر من شهر ذي القعدة عام 1420ه .ويتم التخطيط حاليا للانتهاء من بقية مراحل المشروع التي تشمل مختبرات متكاملة لاختبار جميع السلع والمنتجات والأجهزة مما يسد ثغرة هامة في عمليات الفحص والاختبار في المملكة.
وإن من ينظر إلى وضع الهيئة في عهد خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» ويقارنها بوضعها فيما سبق يستطيع أن يتبين بجلاء مدى الجهود التي تم بذلها ومدى الدعم السخي والعطاء غير المحدود الذي لقيته الهيئة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «حفظه الله»، وحكومته الرشيدة، فقد بدأت بداية متواضعة حيث كان مقرها القديم فيلا صغيرة بمدينة الرياض بشارع المطار القديم وكان عدد منسوبيها لا يتجاوز أصابع اليد معظمهم كوادر غير وطنية. وعندما تولى خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في عام 1402ه ، كانت الهيئة تستأجر مبنى في شارع الستين بالرياض وكان عدد منسوبيها في حدود المائة معظمهم كوادر غير وطنية، وبلغت هذه الكوادر حاليا ما يزيد على «500» خمسمائة موظف من الكوادر المدربة على أعلى مستوى، أكثر من «99%» تسعة وتسعين في المائة منهم سعوديون، كما شهدت ميزانية الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس تطورا ملحوظا حتى أنها تضاعفت «40» أربعين ضعفاًَ منذ إنشائها حتى الآن، وتم كذلك افتتاح فرعين رئيسيين للهيئة في كل من منطقة مكة المكرمة والمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى افتتاح تسعة مكاتب لها في المنافذ الجمركية للمملكة.
أما بالنسبة للمواصفات القياسية السعودية التي تعتبر المرتكز الأساسي لأي نشاط آخر فقد كان عددها عام 1402ه «285» مائتين وخمساً وثمانين مواصفة قياسية سعودية، بينما أصبح عددها الآن يزيد على «3000» ثلاثة آلاف مواصفة قياسية سعودية ما بين معتمدة ومشاريع تحت الدراسة تغطي مختلف القطاعات التنموية.
كما تقوم الهيئة باتخاذ الإجراءات العملية لدعم الصناعة الوطنية وحماية السوق المحلية ومقاومة ظواهر الغش والإغراق والتدليس والتقليد، وفي سبيل ذلك يتم تطبيق لائحة علامة الجودة وشهادة المطابقة واعتماد الخدمات، وقد وصل عدد الشركات الحاصلة على علامة الجودة إلى أكثر من «140» مائة وأربعين شركة.
كما تقوم الهيئة بتطبيق برنامج شهادة المطابقة الدولي في بلد المنشأ على السلع المستوردة الذي يطبق حاليا على مجموعة من السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الصحة والسلامة.
وبفضل الدعم السخي غير المحدود من حكومتنا الرشيدة لقطاع الغذاء فقد صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر على تحويل اللجنة التي تم تشكيلها لمواجهة مرض جنون البقر إلى لجنة دائمة لمتابعة سلامة الغذاء في المملكة، كما صدر الأمر السامي الكريم في التاسع من شهر ربيع الأول عام 1421ه على تشكيل لجنة وطنية في الهيئة تضم ممثلين من الوزارات والجهات المعنية لوضع وتنفيذ خطة وطنية لاعداد كود البناء السعودي الموحد الذي يهدف إلى وضع الاشتراطات والقواعد والأنظمة والمتطلبات والتشريعات الفنية والإدارية والعلمية والعملية اللازمة لضمان السلامة العامة للمنشآت خاصة من الأخطار الزلزالية.
ولقد تم بفضل الدعم المتواصل الذي تلقاه الهيئة من حكومة خادم الحرمين الشريفين وكمحصلة لجهودها الملموسة على المستوى الدولي تم انتخابها ثلاث مرات كعضو في مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس «ايزو» لتشارك بذلك في رسم سياسات التقييس على المستوى الدولي، كما تم انضمامها كعضو عامل في المنظمة الدولية للمعايرات القانونية «OIML » عام 1411ه 1990م وحصلت المملكة العربية السعودية ممثلة في الهيئة العربية للمواصفات والمقاييس على العضوية الكاملة في الهيئة الدولية الكهروتقنية «IEC» منذ العاشر من مارس 1998م 1419ه ويعتبر انضمام المملكة لهذه المنظمة انجازا يدعم مكانتها وسمعتها في المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالتقييس.
وفي الختام أود أن انتهز هذه المناسبة الوطنية الغالية لأعبر عن أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «حفظه الله» لدوره الرائد في دفع عجلة البناء والتطور والنهوض بمسيرة التنمية الشاملة وتحقيق أماني وتطلعات المواطن السعودي الكريم والمقيمين على هذه الأرض المعطاءة وأن يديمه ذخراً للعروبة والإسلام «إنه نعم المولى ونعم النصير».
واللّه ولي التوفيق ...
مدير عام الهيئة العربية السعودية
للمواصفات والمقاييس
|
|
|
|
|