| في ذكرى البيعة
نعم بكل المقاييس الاقتصادية والزمنية فإن إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية كان يمكن أن تستغرق لضخامتها وتنوعها وشمولها لمائة عام أو أكثر كي تتحقق على أرض الواقع. ولكن كل هذه المقاييس والمدد الزمنية اختزلها قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين في عشرين عاما فقط بتوفيق الله ثم بفضل نظره الصائب وعمله الدؤوب الجاد المخلص للدين ثم للوطن والشعب بل لكل العرب ولكل المسلمين ولكل محبي السلام في مختلف أنحاء العالم.
هنا لن أستطيع تسجيل كل إنجازات هذا الزعيم العظيم الذي تسقط كل نظريات المقارنة بينه وبين قادة دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه حيثما تجري مقارنة إنجازاته مع أي منهم. ويكمن سر هذا الإعجاز في أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيثما قاد مسيرة هذه البلاد سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي قادها بعقيدة ربانية صافية صادقة وعلى هدي من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
فعلى الصعيد الخارجي رسخ ثوابت السياسة السعودية الحكيمة مع جميع بلدان العالم معطياً جل اهتمامه للدفاع عن قضايا أمته المسلمة وعالمه العربي بالعمل الجاد بعيداً عن الشعارات الزائفة وموصلاً بره ومساعداته إلى كل المسلمين في أصقاع الأرض بعمارة المساجد والمراكز الثقافية وتنظيم الملتقيات الفكرية التي تعين المسلمين على صحة عباداتهم وتبصرهم بأمور دينهم بحكمة ورشاد.
ولا ريب أن توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة إعجاز بحد ذاتها لأن التاريخ لم يشهد لها مثيلاً وزاد على ذلك بأن أمَّن بتوفيق الله وأمنه السبل إليهما وفيهما حتى يتفرغ المسلم لعبادته بخشوع وطمأنينة.
وعلى الصعيد الداخلي فإن إنجازات خادم الحرمين الشريفين أيده الله لا تعد ولا تحصى في المجالات الاجتماعية والعلمية والثقافية والأمنية والصحية والاقتصادية. فعلى مدار عشرين عاماً مضت وإلى الآن ونحن ننعم بإنجازات متوالية ضخمة ومتنوعة.
ومن أهم إنجازات خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ما تحقق في المجال الأمني حيث عمل مدة طويلة وزيراً للداخلية محققاً إنجازات أمنية باهرة وقد تميزت هذه الإنجازات بالنظر الحكيم والتخطيط بعيد المدى وترسيخ الأسس والثوابت مما يدل على بعد نظره وثاقب بصيرته وإدراكه أن الأمن هو الباب الواسع للتنمية في مختلف المجالات حتى أصبحت بلادنا مضرب المثل في الأمن والطمأنينة وسلامة نسيج المجتمع.
ولا تزال وزارة الداخلية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وبمؤازرة نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وبمتابعة مساعده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز تحقق مزيداً من الإنجازات الأمنية بمفهومه الشامل.
لقد تميز منهج خادم الحرمين الشريفين وفقه الله في ترسيخ الأمن في هذا المجتمع بالعناية بالثوابت المنطلقة من عقيدة ربانية صحيحة وبالتخطيط المحكم وبإعطاء الأولوية لإنسان هذه البلاد إكراما وتأهيلا.
فتوجهت عنايته حفظه الله إلى تقوية البناء العلمي والثقافي لأبناء هذه البلاد بصفة عامة ولا عجب في ذلك فخادم الحرمين الشريفين هو أول وزير للمعارف وهو واضع أسس التعليم وعلى وعي حصيف بأهمية العلم في تحقيق أمن الفرد والمجتمع. ولذا عُني خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بالبناء الثقافي عن طريق تدريب وتأهيل رجال الأمن التأهيل القوي وها هي كلية الملك فهد الأمنية شاهد من شواهد البناء العلمي الأمني.
كما عُني خادم الحرمين الشريفين أيده الله بالبناء المادي عن طريق توفير الأموال والأدوات الحديثة التي تساعد رجل الأمن في مهمته ليكون قلباً يقظاً وعيناً ساهرة فيتحقق للمجتمع الطمأنينة ورغد العيش ولله الحمد والمنة.
بعد ذلك كله أقول: نعم نحن الشعب السعودي يحق لنا أن نفخر ونفاخر بقيادتنا الحكيمة فسر بنا يا خادم الحرمين الشريفين ومعك سندك ولي عهدك الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ونائبك الثاني صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظكم الله جميعاً إلى مزيد من الإنجازات والتقدم الحضاري.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلب كل سعودي بل كل عربي بل كل مسلم أدعو الله عز وجل أن يديم على هذه البلاد الأمن والأمان وأن يوفق حكومتنا الرشيدة لما فيه عز الإسلام والمسلمين ورخاء هذا البلد الكريم.
|
|
|
|
|