| في ذكرى البيعة
ترتبط مسيرة الثقافة والتعليم في مملكتنا الغالية بالبدء الفعلي لتلك المسيرة على يد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه بوصفه أول وزير للمعارف في المملكة العربية السعودية.
كانت هذه البداية تعني وجود المؤسسة الحكومية المختصة بالتعليم والثقافة والمعرفة، وبعد أن تولى خادم الحرمين الشريفين سدة الحكم ظلت الثقافة السعودية تنظر إليه بوصفه البادىء الفعلي لمسيرتها الحضارية.
إنها مناسبة عزيزة على نفوس المواطنين، هذه المناسبة التي ينقضي فيها عقدان من الزمان من العطاء الثقافي الرائع كماً وكيفاً.
فأما الاتجاه المعرفي الكمِّي: فقد كثرت منابع الثقافة والفكر خلال هذين العقدين، وأصبحت لدينا ثماني جامعات كل واحدة منها نجم يضيء سماء الثقافة بالعلم والنور والمعرفة.
وازدادت أعداد الكليات المختلفة تبعاً لزيادة أعداد طلاب الجامعات بدءاً من العام الذي تولى فيه حفظه الله مقاليد الحكم إلى أيامنا هذه التي نعيش فيها هذه المناسبة.
إن إلقاء نظرة على الواقع الثقافي تكشف عن التطور العددي، وأن الرسم البياني آخذ في التصاعد في كل عام إن شاء الله مما يجعله يحقق معدلات إضافية عن الأعوام السابقة، وهي زيادة لافتة للنظر تمثل معلماً معرفيا يرفع من المستوى الثقافي، ويجعل للعلم والمعرفة اوفر الحظ والنصيب من اهتمامات حكومتنا الرشيدة.
فإذا أضفنا إلى ذلك الأعداد المتزايدة في المجالات المتخصصة، التي تمثل منابع فكرية كدور النشر وحركة الطباعة، والصحف والمجلات ومعارض الكتاب، والأندية الثقافية، فإنها في أيامنا هذه تبدو بشكل مثير موازنة بحالها قبل عشرين عاما.
وفي المجال النوعي لتلك الثقافة فإن المكتسبات الثقافية والعلمية تؤكد التميز الخاص بثقافتنا في عهد خادم الحرمين الشريفين وأنها ثقافة أصيلة تنبع من أصالة هذه الجزيرة العربية التي فيها قبلة المسلمين وإليها تتجه أنظارهم في كل يوم، وعلى ثراها درج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها خرجت أفواج المسلمين الأولى لنشر العلم الصحيح، وإزالة ظلمات الجهل والتخلّف.
وأصالة ثقافتنا وإسلاميتها، مما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين أيده الله أكد عليها دائماً في توجيهاته وكلماته في المناسبات الثقافية المختلفة، وبذا سلمت ثقافتنا من الفوضى والانحراف، وظلت متميزة رائعة تكشف عن خصوصيتنا الثقافية التي هي جزء من شخصيتنا الإسلامية الحضارية.
أمدَّ الله في عمر خادم الحرمين الشريفين وشمله برعايته وتوفيقه ليواصل مسيرة العطاء في هذا البلد الكريم.
|
|
|
|
|