| سيرة ذاتية
*
اهتم جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله بالعلم والتعليم اهتماماً بالغاً، فقد ادرك بوعيه التاريخي وذكائه الفطري وحنكته السياسية انه لا يستطيع ان يؤسس دولة قائمة على «الإيمان» عماداً أول لها دون ان يكون العلم عماداً ثانياً لهذه الدولة.
وكان الملك المؤسس يؤكد في كثير من اقواله ويدعم هذه الاقوال بالفعل الذي يدل على ان الايمان يظل ناقصاً مالم يكن صاحبه متعلماً في امور دينه ودنياه، وحضارة الاسلام قامت على الايمان والعلم، فبالايمان شق المسلمون الطريق الى كل اصقاع الارض ينشرون دين الله ويرفعون راية لا إله الا الله، وبالعلم اقاموا صروح الحضارة وعلّموا الامم الاخرى مالم تكن تعلم، وتركوا لشعوب اوروبا وآسيا اثاراً تشهد على عظمة حضارة الانسان المسلم.
كان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يؤكد على هذه الحقيقة ويدعو كل من حضر مجلسه، وفي المقام الاول اولاده النجباء ويذكرهم بلا كلل او ملل: بالايمان يعمر المسلمون القلوب وبالعلم يعمر المسلمون الارض.
كان الفتى فهد بن عبدالعزيز من بين هؤلاء الابناء البررة النجباء الذين يحرصون على حضور دروس العلم في مجالس الملك الراشد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وطالما كانت هناك احاديث عن اهمية العلم في قيام الدول وبناء الحضارات وما اكثر ماتوقف العلماء في مجلس الملك عبدالعزيز عند الآية الكريمة «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» «المجادلة 11» واسهب العلماء في الحديث عن الصلة بين الايمان والعلم كما هو مبين في الآية الكريمة.
من هناك، من مجالس الملك عبدالعزيز، واحاديث العلم نشأ لدى الفتى فهد بن عبدالعزيز ميل فطري نحو العلم، ووضع في ذهنه ان اهم ما في هذه الدولة ينبغي الاهتمام به بعد الصحة انشاء المدارس وفتح الجامعات جنباً الى جنب مع المراكز الصحية والمستشفيات.
أمنية تتحقق
وانتقل الملك المؤسس الى رحمة الله وفي ذهنه ان الفهد يجب ان يبدأ حياته في خدمة الدولة بوزارة المعارف، وهي اصلح الوزارات له، وربما كان الملك الأب قد عرف هذه الرغبة لدى الأمير الابن، وربما ايضاً قد عرف الأمير الابن ميل الملك الوالد في توجيه ابنه نحو الاهتمام بالمعارف والتعليم.
وقد شهد مؤرخو الدولة السعودية الحديثة انه كان من حظ التعليم في هذه البلاد ان كان سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز أول وزير للمعارف فيها.
وقد روى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في كلمة له في مدينة حفر الباطن بتاريخ 21/9/1415ه روى قصة توليه وزارة المعارف والحوار الذي دار بينه وبين جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله حول هذا الموضوع:
قال خادم الحرمين الشريفين «عندما اراد الملك سعود رحمه الله ان يشكل وزارة، دعاني ودعا غيري للاستشارة.. وسألني يرحمه الله فقال:
نحن نريد ان نشكل حكومة، واحب ان اعرف ماهي رغبتك انت؟ في اي مركز حكومي ترغب ان تكون؟
قلت له:
والله ياجلالة الملك الله يغفر له ويرحمه اذا كان الأمر بيدي فأنا احب ان اكون وزير معارف، واذا كان أنت تأمرني بشيء أنا أمتثل لأمرك».
واستجاب جلالة الملك سعود لرغبة سمو الأمير فهد وربما كان الملك سعود يعرف ان ذلك كان رغبة جلالة الملك عبدالعزيز فيما لو امتد به الاجل، فحقق له تلك الامنية.
قرار الملك سعود
وفي 18/4/1373ه الموافق 24/12/1953م اصدر جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز المرسوم الملكي رقم «5/3/26/2150» القاضي بانشاء وزارة المعارف وتعيين سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز أول وزير لها، فتحقق ماكان يريده الملك عبدالعزيز لابنه الفهد بعد اقل من شهرين من وفاته رحمه الله .
ومنذ ذلك التاريخ بدأ خادم الحرمين الشريفين يرسي دعائم التعليم في مختلف المراحل الدراسية لكلا الجنسين، وتوسع في انشاء ادارات التعليم لكي تسهم في نهضة المناطق المتعددة، ثم عني بافتتاح المدارس في كل مدينة وقرية، وقفز عدد الطلاب بعد تأسيسه للوزارة الى حوالي عشرة آلاف طالب، واصبح في البلاد جامعة وعدد من الكليات والى جانب ذلك اهتم سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز بالبعثات الخارجية في جميع التخصصات وتدفق الطلاب السعوديون على ينابيع العلم في كل مكان.
لقد تحقق اهم ما انجزه خادم الحرمين الشريفين في مجال التعليم عندما كان وزيراً للمعارف في عهد جلالة الملك سعود رحمه الله الذي بقي في الحكم لمدة احدى عشرة سنة، فقد دعم جلالته وزير المعارف بكل ماقدرت عليه الدولة آنذاك من امكانات، واهتم بالتعليم اهتماماً كبيراً، حيث قام ببناء المدارس والمعاهد، وأسس أول جامعة في عهده هي «جامعة الملك سعود» وحينما رأى أن الجامعة لا تفي بمتطلبات التنمية من الكفاءات الوطنية قام بإرسال البعثات الى الخارج، وبخاصة إلى مصر، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وغيرها من الدول، كما اهتم بافتتاح المكتبات العامة، وطبع الكتب وتوزيعها وغير ذلك، كذلك اعتنى بالشؤون الدينية، وأنشأ المعاهد المتخصصة في تدريس علوم الدين، وبناء المساجد، وتعميرها، وتشجيع حفظ القرآن الكريم، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين، وكانت أولى توسعة للحرمين الشريفين قد تمت في عهده كما عني الملك سعود بالشؤون الصحية وتشييد المستشفيات والمستوصفات في المدن وتأمين العلاج لجميع افراد الشعب.
وفي عهده عين سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية سنة 1382ه بعد ان امضى سبع سنوات وزيراً للمعارف يخدم العلم والتعليم فشملت جهود خادم الحرمين الشريفين عندما كان وزيراً للداخلية في عهد الملك سعود العناية بالأمن والجيش لحماية الوطن، فقد افتتحت مدارس كثيرة للشرطة يديرها ضباط مؤهلون عسكرياً وعلمياً، كذلك لم تغفل حكومته العناية بحراسة شواطئ البلاد الممتدة على البحر الأحمر والخليج العربي، فأنشأت مصلحة خفر السواحل، كما كانت تسميتها في ذلك الحين، وفي عهده تم تحويل مديريتي المعارف والزراعة الى وزارتين، وإنشاء وزارة التجارة، ووضع نظام مجلس الوزراء، غير ان اعتلال صحته لم يمكنه من اكمال المسيرة، لذلك رأت الأسرة بتأييد من العلماء مبايعة أخيه فيصل بدلاً عنه، وتم ذلك في عام 1384ه.
أعمال تتحدث
وهكذا خطت وزارة المعارف بقيادة وزيرها الشاب سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز خطوات كبيرة وتقدمت في جميع أنواع التعليم فزاد عدد المدارس من «326» مؤسسة تعليمية في عهد مديرية المعارف الى مايزيد عن «600» مدرسة أو مؤسسة تعليمية «ابتدائي ومتوسط وثانوي ومعاهد معلمين..» وذلك فقط حتى عام «1380» بخلاف المؤسسات التعليمية الأخرى.
كما ارتفع عدد المؤسسات التعليمية والتربوية المختلفة الى «712» مؤسسة تعليمية وزاد عدد الطلبة الى «104.203» طلاب وزاد عدد المدرسين الى «4.940» مدرساً وارتفع عدد المدارس المتوسطة الى «36» مدرسة تضم «5.437» طالباً ويدرس بها «262» مدرساً وتضاعف عدد المدارس الثانوية وزاد عدد طلبتها عدة اضعاف. لقد كان عدد المدارس الابتدائية في عهد مديرية المعارف مايقرب من «43» مدرسة ابتدائية وأربع مدارس ثانوية ومدرسة تحضير البعثات والمعهد العلمي السعودي.
وتشير المراجع إلى ان عدد الطلبة الاجمالي بلغ في ذلك العهد «104.203» طالباً بجميع المراحل. لقد توسعت الوزارة توسعاً كبيراً في سبيل نشر العلم، وجعل التعليم متاحاً لجميع الناس وفي السنوات التي تولى الأمير فهد فيها وزارة المعارف من 18/4/1373ه وإلى 3/7/1380ه تشهد الارقام بالانجازات التي تحققت، فقد كانت ميزانية وزارة المعارف عام 1374ه «45.671.592» ريالاً، وفي العام 1377ه بلغت هذه الميزانية «87.000.000» ريال، أما في العام 1380ه فقد أصبحت الميزانية «137.012.200» ريال.
وخطا سمو الامير فهد بن عبدالعزيز بفكرة نشر التعليم خطوات كان محصولها اقامة الوزارة «406» مدرسة ابتدائية، و«79» مدرسة متوسطة و«26» مدرسة ثانوية، و«18» معهداً للمعلمين، و«5» معاهد زراعية وصناعية واضيفت تلك المؤسسات التعليمية الى ماكان قائما في عهد مديرية المعارف والمتمثل في «226» مدرسة.
واهتم باوضاع المعلمين والوسائل التعليمية والمباني المدرسية والمختبرات والفصول الدراسية وكان شديد الحرص على تفقد تلك المنشآت بزيارات مفاجئة للمعاينة على الطبيعة دون استعداد او افتعال.
وفي هذه الفترة ظهر على يد فهد بن عبدالعزيز تعليم البنات في المملكة الذي بدأ تابعاً لوزارة المعارف قبل انشاء ادارة مستقلة له، وبدأ تعليم البنات بافتتاح 15 مدرسة ابتدائية للعام الدراسي 80/1381ه كما انشئ اول معهد للمعلمات سنة 1380ه.
ولم ينس سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز ان يولي رعايته واهتمامه بمدارس تحفيظ القرآن الكريم التي شجع انتشارها باهتمام خاص.. وادخل نظام رياض الاطفال وألحق الرعاية الصحية والتربية البدنية بالمدارس جميعاً فضلاً عن النشاط الكشفي والنشاط الاجتماعي والبرامج الثقافية والترفيهية.
وقد استعانت الوزارة بالخبراء والمستشارين، ودعت لأول مرة الى عقد اول مؤتمر تربوي عام يحضره مديرو التعليم ومفتشو الاقسام ومديرو الادارة لبحث مشكلات التعليم في المملكة العربية السعودية ولوضع الحلول لها.
وبدأت الوزارة مرحلة جديدة في اعداد المعلمين ودخلت مرحلة تعميم التعليم الثانوي في المملكة لأول مرة وخطت الخطوة الاولى في ميدان تنويع التعليم بإنشاء مدرسة صناعية وقد وصل عدد الطلاب في التعليم الابتدائي في السنوات الاربع الاولى من عمر الوزارة إلى «274.79» طالباً، وبلغ عددهم في المدارس الثانوية «4811» طالباً وفي التعليم الصناعي «452» طالباً وافتتحت لأول مرة مدارس مكافحة الامية وبلغ عدد المتعلمين فيها «5443» دارساً.
أهداف طموحة
وقد حدد وزير المعارف سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز لنفسه اهدافاً آنذاك واعلنها على الناس «مجلة المنهل عدد محرم وصفر 1375ه» وحققها بالفعل خلال الفترة التي كان فيها وزيراً للمعارف، وكانت وردت في كلمته حفظه الله:
1 «إنشاء المدارس الخمس التي أمر جلالة الملك «سعود» ببنائها على حسابه الخاص في انحاء متفرقة من المملكة.. وتتوفر فيها كل الشروط الصحية والتربوية وسوف تكون معدة في بدء العام الدراسي القادم إن شاء الله.
2 التوسع في نشر مدارس التعليم الابتدائية في كل المدن والقرى وفي كل بقعة في هذه الصحارى لمكافحة الامية وازالة ظلام الجهل.
3 التوسع في انشاء المدارس الثانوية تمهيداً لفتح العديد من الكليات النظرية في الداخل لتكون انطلاقاً لتأسيس الجامعة السعودية المنتظرة.
4 الاكثار من معاهد المعلمين الابتدائية والمعلمين الليلية.. والمدارس الصناعية والزراعية والتجارية لمسايرة النهضة الكبرى في هذه المملكة.
5 التفكير في انشاء رياض للاطفال في انحاء متفرقة من المملكة.
6 الاكثار من ارسال البعوث العلمية للتخصص في شتى العلوم والفنون.
7 هناك مشروع ستتبناه هذه الوزارة وسيدرس وهو خاص بتشجيع التأليف والمؤلفين والعمل على إنهاض الحركة الثقافية في البلاد ونشرها بين المواطنين.
8 واخيراً وليس آخراً الجامعة السعودية إن المسؤولين في الوزارة يدرسون الخطوات التمهيدية لإنشاء الجامعة منذ الآن وسوف لا يمضي زمن قصير الا وقد برزت فكرة الجامعة الى حيز الوجود.
وأفضّل ان يكون العمل فيما يختص بالجامعة عملاً صامتاً هادئاً هدوء العلم واتزانه، وهناك مشروعات أخرى أحب أن يراها الناس بدون مقدمات او تنويه».
وقد كتب سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز عن جهود وزارة المعارف الحثيثة في انتشار التعليم، وأشار الى اهمية البعثات الدراسية:
«لقد عنيت وزارة المعارف برفع مستوى التعليم في شتى مراحله.. فوجهت عنايتها الى الاكثار من انشاء المدارس الابتدائية واهتمت بنشر مدارس التعليم الثانوي وانشأت في بدء هذا العام عشر مدارس ثانوية ووجهت عنايتها ايضاً للتعليم المهني في البلاد فعملت على انشاء مدارس صناعية جلبت لها كل المعدات والآلات الميكانيكية اللازمة، وأسست الوزارة معاهد لتخريج المعلمين الوطنيين وليتدربوا فيها تدريباً كافياً يؤهلهم لحمل رسالة العلم، وتطبيق أصول التعليم الحديث واهتمت وزارة المعارف بالبعوث الخارجية فعملت على تحسين احوالهم وبعثت للتخصص من ترى أنه سيفيد البلاد بعلمه وفنه».
وشهد وزير المعارف في ذلك المقال لجلالة الملك سعود رحمه الله بالدعم الكبير الذي قدمه للدفع بالتعليم في المملكة الى الامام اذ تبرع ببعض قصوره في مدينة جدة وغيرها لتتحول الى مدارس.
وهكذا ظهرت جامعة الملك سعود بصدور المرسوم الملكي رقم 17 بتاريخ 21/4/1377ه، وفي عام «1380ه» أنشئت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وهي جامعة اسلامية عالمية، ومنذ إنشاء هذه الجامعة وحتى اليوم ظل الأمير فهد رئيساً أعلى لمجلسها، الى صدور نظام مجلس التعليم العالي الأخير، الذي صدر برقم «م/8» وتاريخ 4/6/1414ه.
لقد كان واضحاً أن وزير المعارف كان يمشي على هدى خطة رسمها للرقي بمستوى التعليم والعمل على انتشاره، وقد سخر قلمه الى جانب جهده في الدعوة، فقد كتب عدداً من المقالات والقى الخطب والتصريحات بهذا الخصوص، فقد كتب في مجلة المنهل «السابق ذكرها» سنة 1375ه يقول حفظه الله عن ضرورة انشاء وزارة المعارف:
«حينما اخذ ركب النهضة التعليمية يوغل في مجالات القوة والنشاط والحياة نتيجة لتفتح الوعي الثقافي والتعليمي بين مختلف طبقات الشعب وازداد تبعاً لذلك اقبال ابناء الامة على معاهد التعليم ومؤسسات الثقافة، كان لابد من تحويل مديرية المعارف الى وزارة تشرف على مختلف شؤون التربية والتعليم وتعمل على تنسيق خططه ومناهجه الدراسية في ضوء تقدم النظريات التربوية الحديثة والواقع العلمي».
وأقرب مظهر من مظاهر تشجيع المليك تبرعه بقصوره التي كان يسكنها بجدة لتكون مدارس لأبناء الشعب.
لقد فُتح في هذه القصور مدرسة ثانوية وأخرى ابتدائية وانشئ فيها قسم داخلي لمائتي شخص ونقلت اليها كلية المعلمين والمدرسة الصناعية بجدة وبذلك تهيأ للطلاب العائدين من الخارج والذين يسكنون جدة مدارس يدرسون فيها مجاناً وعلى نفقة الحكومة بدلاً من دراستهم خارج البلاد وهيأت الوزارة في كل من مكة المكرمة والرياض مدارس للطلاب العائدين من الخارج وأثثت كل هذه المدارس تأثيثاً حديثاً وهيأت للطلاب كل وسائل الراحة وجلبت كثيراً من المدرسين الأقوياء ووزعتهم على هذه المدارس التي خصصت للعائدين من الخارج وعلى المدارس الأخرى ليكون في هذا عوناً على ان تمشي النهضة التعليمية في طريقها مسرعة الخطى كاملة النمو.. كما أنشأت وحدة صحية في مدينة سعود العلمية بجدة، وستهيئ قاعة فسيحة لالقاء المحاضرات وأخرى لتكون مقراً لمكتبة ضخمة خاصة بهذه المدينة.
إن وزارة المعارف تعتبر نفسها في أول الطريق بالرغم من الخطوات الفساح التي خطتها.. وأسأل الله أن يمنحها التوفيق ويمدها بالعون وأن يحفظ مليك البلاد راعي العلم ونصيره».
هدية الملك سعود
وفي مقال لسموه نشرته.. مجلة المنهل ايضا في عدد جمادى الأولى 1377ه «ص309 311» تابع سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز الاشادة بجهود جلالة الملك سعود في دعم مسيرة التعليم فقال:
«لجهود الملك سعود آثارها الحميدة في تدعيم هذه النهضة التي كان من ثمارها تأسيس عشرات المدارس الابتدائية والثانوية، وإنشاء كليتي الشريعة والمعلمين وإنشاء المعهد العلمي بالرياض وإنشاء المعاهد السعودية، ودار التوحيد.. وبعث البعوث الى الخارج مما رأينا آثاره وجنت البلاد ثماره، في تكوين الاطباء والصيادلة والاداريين والمهندسين والصناع وخبراء الزراعة والمعادن والجيولوجيا وغير ذلك.
وقد كان إنشاء «وزارة المعارف» إرهاصاً، إن شاء الله، لبلوغ الذرا المنشودة يحقق رغبات البلاد ويحقق المطامح والآمال الباسمة بحول الله وحسن توفيقه».
وفي مجال تخطيطه لخدمة انتشار التعليم في المملكة حتى يصل الى مستوى انشاء جامعة، وتحقيق حلم طالما راوده كتب في المقال نفسه:
«وإنني الآن قائم بدراسة الخطط والترتيبات التي ترتفع ان شاء الله بوزارة معارفنا الى مصاف زميلاتها في العالم العربي من حيث النهوض الشامل بالتعليم تعميقاً وسمواً، وأسأل الله التوفيق لتحقيق مانصبوا اليه جميعاً، ويهمني قبل كل شيء تدعيم التعليم العالي والفني داخل البلاد، حتى يعيد التاريخ نفسه ونضيف الى المجد التليد مجداً طريفاً، ولذلك فإن مما أعنى به عناية حقة تأسيس «الجامعة السعودية» بكلياتها ومعاهدها ومعاملها على نمط حافل مدعم، كما يهمني تعميم التعليم الابتدائي في ارجاء البلاد، حتى تزول الامية وتتقوض اطنابها من الحاضرة والبادية».
هكذا قاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز عندما كان اول وزير للمعارف مسيرة العلم والتعليم في المملكة في عهد جلالة الملك سعود رحمه الله والذي قدم له الدعم والتشجيع لتحقيق تلك الاهداف برغم قلة الامكانات آنذاك، فكانت هذه اللبنات اساس الانطلاق في الحركة التعليمية التي عمت ارجاء المملكة ضمن النهضة الشاملة التي تحققت في هذاالعصر الزاهر الذي بدأ بمبايعة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ملكاً على البلاد في 21/8/1402ه.
|
|
|
|
|