أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 8th November,2001 العدد:10633الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شعبان 1422

مقـالات

نوافذ
امرأة .. ما
أميمة الخميس
صدر عام 2001 عن سلسلة دار الهلال الروائية رواية للأديبة المصرية (هالة البدري) رواية بعنوان (امرأة .. ما).
والرواية تدور حول شخصية رئيسية أو بطلة تعاني من أزمة منتصف العمر، وكنوع من المغامرة أرادت المؤلفة أن تصيب أزمة منتصف العمر المرأة، في حين ظلت حكراً ذكورياً على الرجال في معظم الأدبيات التي صدرت في العالم العربي.
ولكن هذه الشطحة الجريئة لم تجعلها هكذا هوجاء وبدون مبرر (كما يحدث عادة في عالم الرجل) بل هي ساقت لها الكثير من المبررات والأحداث والوقائع التي تجعلنا نستطيع ابتلاع أزمة منتصف العمر بين يدي امرأة ...!!! وكأن الكاتبة كانت تخشى أن يثير هذا الموضوع حساسية اجتماعية فدثرته بجمع ما يبرر لتلك البطلة شطحتها، من تصحر عاطفي، وفشل في الحياة الزوجية، وانقطاع لمحاور الانسجام، وما إلى هنالك من الخلفية المعتمة التي تتوارى خلف أكتاف البطلة.
وقد تجاوزت الكاتبة الهيكل الكلاسيكي للرواية، واستبدلته بالأسلوب الذي يفسح لكل شخصية روائية منبرها الخاص فوق صفحات الرواية ليسرد الحدث من منظوره وموقعه، وهذا الأسلوب قد اطلعنا عليه كثيراً سواء في الأدب العربي أو العالمي ولا سيما في رواية الكاتب الأمريكي (وليم فوكنر) الصخب والعنف وسماه نقاد الرواية (تيار الوعي).
هذا الأسلوب في كتابة الرواية يمنح الكاتب مساحة واسعة وممتدة في صقل الشخصيات والذهاب إلى المدى الأقصى في نحتها وإبراز معالم الشخصيات، لكنه في الوقت نفسه يتطلب من الكاتب مهارة وحذقا عاليين حذر أن تتداخل الشخصيات وتتلاشى معالمها وحدودها ويظل صوت الراوي وحده يكرر نفسه في جميع الشخصيات، وهذا بالضبط ما لمسته واضحاً في رواية هالة البدري، التي عجزت عن أن تصنع القواطع الفنية الصارمة التي تفصل بين الشخصيات فجاءت متداخلة ومتشابكة في كثير من المواضع.
ومن هنا أتت الرواية ركاما رومانسيا عجزت لغته الجميلة المتوقدة عن أن تنقذه من مصير دراما التمثيليات (التلفزيونية) حيث يطغى البعد الرومانسي الأحادي الجانب على الشخصيات فتبدو شخصيات مسطحة مفرغة من الأبعاد الإنسانية الأخرى، فالبطلة كما تقدمها الكاتبة انسانة ناضجة وذات عمق فكري وثقافي، لكنها عجزت عن أن توظف هذا العمق بحيث ينتشلها من هذا النحيب الرومانسي الذي يشبه نحيب المراهقات!! بحيث ظلت علاقاتها هي المحور الذي تدور حوله وتتحرك من خلاله من خلال وصف حسي ممل، فلم نستطع أن نتفرس في الأعماق الأخرى للبطلة كأم وأكاديمية، وامرأة عاملة، وما هنالك من متناقضات من الممكن أن تحدق بها وتعرقل تكوين هوية ناضجة لها. فحصرت نجاحاتها جميعها علاقاتها مع البطل، وتوارت البدائل الجمة التي من الممكن أن تحققها المرأة خارج المخدع وكمنحة خاصة من الرجل!!
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved