أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 7th November,2001 العدد:10632الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شعبان 1422

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
عقدان.. من الإنجازات ... عقود.. من الاهتمام
عبدالله الضويحي
في النصف الأول من عام 1984م استطاع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم التأهل لدورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت صيف ذلك العام في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، في أول انجاز تحققه الكرة السعودية على المستوى الخارجي.
وفي النصف الثاني من العام نفسه وفي نفس المكان «سنغافورة» فاز المنتخب السعودي بكأس أمم آسيا الثامنة لأول مرة في تاريخه معلناً جدارته بالتفوق آسيوياً.. وبداية الطريق نحو زعامة القارة.. ومؤكداً.. أن ما تحقق قبل ذلك ببضعة أشهر لم يكن وليد صدفة أو ظروف مواتية بقدر ما جاء نتيجة جهد وعطاء.. وجدارة واستحقاق.. وإن كانت نتائجه والمستويات التي قدمها.. والفرق العريقة التي تجاوزها.. وتفوق عليها خير شاهد على جدارته وكفاءته.
هذان الانتصاران.. كانا البداية لانجازات عديدة.. على مختلف الأصعدة.
فمنذ ذلك التاريخ 1984م أصبح المنتخب السعودي رقماً ثابتاً وأساسياً في نهائي كأس أمم آسيا حيث فاز بها ثلاث مرات 84،88،96، وكان الوصيف مرتين 92 ،2000م.
وفي هذه الفترة وصل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم ثلاث مرات متتالية 94، 98، 2002م في انجاز غير مسبوق..
وعلى مستوى الشباب والناشئين وصل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم أكثر من مرة..
واعتلى قمتها على مستوى الناشئين عندما فاز بهذه الكأس عام 1989م في اسكتلندا.
ولم تقتصر الانجازات على كرة القدم بل شملت الألعاب الأخرى.. ألعاب القوى، الفروسية، اليد، الطائرة، السلة، رفع الأثقال، الخ.. من ألعاب جماعية وفردية.
وامتد هذا العطاء ليشمل الأندية التي تمكنت هي الأخرى من السيطرة على البطولات القارية والاقليمية والعربية.. في سباق مثمر وبناء على المنتخبات في مختلف الألعاب..
والملاحظ.. أن الكرة السعودية بدأت البروز عالمياً.. دون تدرج اقليمي كما هو حال المنتخبات الأخرى.. إذ أن فوزها بكأس الخليج.. أو كأس العرب.. جاء متأخراً وتالياً لذلك التفوق على المستوى القاري والعالمي، مما يؤكد كفاءتها وقدرتها على النجاح.. وثقتها بنفسها.. وأن ذلك التأخر في البطولات الاقليمية عائد لظروف لا علاقة لها.. بالامكانات والطاقات الفردية.
قبل ذلك التاريخ بسنتين.. أعني قبل بدء الانطلاقة.. وتحديداً في منتصف عام 1982م تمت مبايعة «فهد بن عبدالعزيز» ملكاً للمملكة العربية السعودية.. وقائداً لمسيرتها نحو الخير والنماء.. لتعم النهضة أرجاء المملكة في مختلف المجالات.. عبر نمو متسارع يأخذ في اعتباره رفاهية المواطن.. وأمن المواطن..
قطاع الشباب.. وهو ما يهمنا في هذا المقام.. والرياضة جزء منه.. كان أحد هذه القطاعات التي شملها الاهتمام.. خاصة وأنه أكثر القطاعات حيوية.. وأكثرها دعامة للوطن ولهذا جاءت انجازات هذا القطاع.. ومردودها المعنوي والإعلامي متجاوباً مع ذلك الدعم.. ومحققاً للآمال والتطلعات.. وهي انجازات يصعب حصرها في عجالة كهذه..
إننا لو حاولنا حصر هذه الانجازات وتعدادها.. لاحتاج منا ذلك لوقت طويل بين بحث.. وتدوين..
واحتاج مساحة أكبر بين طرح وتوثيق.
وإذا كنا ندرك أن أي انجاز لا بد أن يسبقه تخطيط يمتد لأشهر.. وربما سنوات من العمل البناء.
وكنا ندرك أيضاً.. أن انجازاتنا الأخيرة هي نتاج للتخطيط على مدى عقد.. أو أكثر.. فلا شك أن بداية الانجازات.. والانطلاق نحو العالمية.. تعود إلى منتصف السبعينيات الميلادية «التسعينيات الهجرية».. عندما تولى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله» مسؤولية قطاع الشباب مكملاً مسيرة من وضعوا الأسس واللبنات الأولى.. حيث أعلن سموه «رحمه الله» الانطلاقة الحقيقية للرياضة السعودية.. من خلال تغيير كبير، وتحول جذري في برامجها.. وأسسها فكان «رحمه الله».. باني مجد الرياضة السعودية وراسم سياستها نحو العالمية.. ليكمل المسيرة من بعده وعلى النهج ذاته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد لتتوالى الانجازات بنفس القوة.. وذات العطاء.
تلك البدايات.. والقفزة الكبرى في مجال حيوي وهام.. ورعايته والاهتمام به..كانت أيضاً في ظل دعم كامل واهتمام مباشر من «فهد بن عبدالعزيز» عندما كان ولياً للعهد.. وكان آنذاك رئيساً للمجلس الأعلى للشباب.. وراعياً مباشراً.. ومتابعاً لنهضتنا التنموية الكبرى في مختلف المجالات.
إن اهتمام خادم الحرمين الشريفين «أيده الله» بالشباب.. لم يكن وليد انجاز.. ولا مرهوناً بوقت.. بل هو جزء من تكوينه.. ووعي ذاتي بأهمية هذه المرحلة.. وهو امتداد ظل يتنامى معه أيده الله في مختلف مواقع المسؤولية.. منذ أن كان أول وزير للمعارف ثم رئيساً للمجلس الأعلى ابان ولايته للعهد.. واهتمامه بهم.. واحتضانه للرياضيين عندما استقبلهم لأول مرة.. وهو في قمة السلطة.. وجسامة المسؤولية عقب تحقيقهم انجازهم الأول.. في بادرة تؤكد اهتمامه أيده الله بهم.. وتقديره لعطاءاتهم وانجازاتهم..
ان التفوق الشبابي السعودي.. أو الحضور السعودي في المواقع والميادين العالمية.. لم يكن على الصعيد الفني فقط.. أو بلغة الأرقام والنتائج.. ولكن أيضاً على مستوى الكوادر الوطنية المؤهلة التي أصبحت تحتل مواقع قيادية مؤثرة في كثير من التنظيمات الاقليمية والقارية والعالمية كما أنها تجاوز المواقع الرياضية إلى مواقع أخرى تهم الشباب.. وتؤثر فيهم وتتأثر بهم.. عبر مجالات أخرى في الثقافة والاجتماع.. وغيرها من النشاطات الشبابية التي تؤكد أهداف الرئاسة العامة لرعاية الشباب وسياستها على الاهتمام بها.. إيماناً منها بأهميتها ودورها في بناء الشباب.. وإعداده ليكون لبنة صالحة في مجتمعه.. ولهذا لم يكن غريباً.. ولا مصادفة.. أن تكون كل هذه الانجازات.. أو معظمها إذا ما نظرنا إليها في كافة المجالات قد تمت على ايدٍ وطنية.. أثبتت جدارتها وقدرتها على التفوق.. ومنافسة آخرين سبقوها خبرة ودراية في هذه المجالات..
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والاستقرار.. في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني..
واحفظ لهذه الأمة دينها.. واحم شبابها من كل مكروه.
والله من وراء القصد
raseel@la.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved