| مقالات في المناسبة
(إنّ صناعة الإنسان هي الأساس، فالمال يذهب والرجال وحدهم هم الذين يصنعون المال، وإن كل أهدافنا في البناء والتطور وتحقيق المجتمع المتقدم لن تتم أبداً إذا لم يتم القضاء على الجهل وإننا لنعتبرها مهمة من أقدس مهمات ومسؤوليات الحكم).
تلك من كلمة ضافية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي أولى التعليم رعاية خاصة وعناية فائقة منذ تسلم مسؤولية أول وزارة تعنى بالتعليم فهو الوزير الأول للمعارف فمنذ تسلم مسؤوليتها في عام 1373هـ والتعليم يشهد نمواً كبيراً في خط تصاعدي لم يعرف في يوم من الأيام التوقف أو التقهقر من ثقة متوازنة وعي دائم ودعم لا يعرف إلا الإنفاق حتى في البدايات الأولى التي كانت فيها الموارد البشرية المؤهلة قليلة والإمكانات متواضعة فكان التعليم ولا يزال يتقدم أهداف خطط التنمية الطموحة حتى أصبحت المحصلة اليوم في هذا الكم الهائل من المدارس وفي مختلف المراحل التعليمية للبنين والبنات في الهجرة والقرية والمحافظة قبل المدينة. وفي تلك المخرجات المؤهلة تأهيلاً عالياً من حملة الدرجات العلمية. وأصبح لدينا ثماني جامعات وعشرات الكليات العلمية والتقنية والعسكرية وكليات المعلمين والمعاهد والمؤسسات التربوية في مختلف مناطق المملكة، والتعليم كان ولا زال هاجساً ملازماً لفكر الفهد باشره والتزم به مسؤولية ورعاية واهتماماً منذ عهد الوزارة إلى عهد الملك وهي تجربة فريدة من نوعها حققت الكثير من الإنجازات والطموحات والأعمال التي أصبحت واقعاً معاشاً، وأخذت المرأة حظاً وافراً في عهد خادم الحرمين الشريفين من التعليم وكان الداعم والمساند لها في منحها فرص التعليم حتى العالي منه وتبوأت المرأة في عهده مناصب قيادية عليا تتناسب مع خصوصيتها وحضورها الملتزم بتعاليم ديننا الإسلامي السمح، وكان ولا زال الملك فهد يعزز قيمة المحافظة على خصائص أساسية للتعليم في المملكة من كون أنه انبثاق من تراث الإسلام واعتماده الأساسي على تعاليمه ومثله العليا، واستمراريته في المحافظة على مجانية التعليم طوال تاريخه في جميع مراحله وأنواعه دون تميير لأفراد الوطن كله ذكره وأنثاه فالتعليم حق من حقوق المواطن والمواطنة كما نص على ذلك النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية في مادته الثلاثين من صياغة هذا النظام، كما أن التعليم في عهد الفهد لم ينفصل في لحظة من لحظات تاريخه عن تاريخ المملكة بل كان ولا زال دائماً مرآة للدولة وللمجتمع وعاملاً فعالاً في دفع تاريخها وتقدمها وتحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية للدولة.
ونهج الفهد الذي اختطه لمسيرة التعليم في بلادنا هو مستوحى من ذلك النهج النواة الذي رسمه والده الملك المؤسس عبدالعزيز الذي بدأ وعياً مبكراً لبدايات التعليم ونشره في تكوين الدولة الأول لإيمانه التام بأن بناء ونهضة ونماء المملكة لا يتأتى إلا بالعلم النافع وبأيدي أبناء وبنات الوطن ومن الصعب في هذه المقالة الموجزة أن أستعرض جميع الإنجازات والأعمال الباهرة التي قامت في عهد الفهد الزاهر في مجال التعليم تحديداً إذ أن ذلك يتطلب تقريراً أو كتاباً مفصلاً ولكنني هنا سأورد أهم السمات والملامح التي قامت من عمر التعليم في المملكة في عهد الملك فهد إذ تستحق السنوات التي قضاها الفهد بتسنمه مسؤولية وزارة المعارف من 18/4/1373هـ إلى يومنا الحاضر أن تكتب إنجازاته وأعماله بمداد من نور.
لقد استطاع الوزير الأول أن يضاعف ميزانية التعليم مرات كثيرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من أرقام ضخمة، كما عمل على تطوير جهاز التعليم ووضع لكل مرحلة جهازاً مستقلاً بإدارته التي تشرف عليه، وفي عهده أصبح التعليم داخلاً في عهد التخطيط المنظم والمدروس. كما شهد عهده تطوراً كمياً ونوعياً في أعداد المدارس والطلاب والمعلمين للبنين والبنات. وباشر مخاض ولادة أول جامعة في المملكة وهي جامعة الملك سعود. كما باشر مخاض إنشاء آخر جامعة أنشئت وهي جامعة الملك خالد فكانت الحصيلة ثماني جامعات تمثل كل جامعة منها مدينة جامعية متخصصة في مختلف مناطق المملكة حتى محو الأمية وتعليم الكبار شهدا رعاية خاصة من لدن خادم الحرمين الشريفين وكذلك أصبح للمملكة مراكز ومعاهد وأكاديميات سعودية في الخارج يدرس فيها أبناء المواطنين السعوديين والجاليات العربية في الخارج.
إن نظام التعليم في عهد الفهد لم يعرف التراجع أبداً بل كان دائماً يتقدم ويتطور ويسابق الزمن ملبياً حاجات الوطن والمواطن.
مستجيباً لما يوضع من خطط للتنمية، والمتتبع لتاريخ هذا التعليم يرى بوضوح تام إنه لم ينفصل في أي مرحلة من مراحل تاريخه الطويل عن التطور العام للدولة أو يتأخر عن مسايرته.
فالفهد بدأ وفكر ووعد وأنجز وأوفى بالعهد وتحقق بفضل الله على يديه الكثير من المنجزات والكثير من الطموحات والكثير من النجاحات على كل الأصعدة ما التعليم إلا واحداً من أهمها.
بدرية بنت عبدالله بن ناصر الفالح
* مديرة المتوسطة والثانوية الثانية بمحافظة الزلفي
|
|
|
|
|